أزمة انقطاع الكهرباء تحاصر غزة من جديد

15-02-2012

أزمة انقطاع الكهرباء تحاصر غزة من جديد

دخلت غزة، أمس، مرحلة جديدة من المعاناة، عنوانها الأبرز توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة فيها، ما يعني بلغة الأرقام أن المواطن الغزي سيرى الكهرباء ست ساعات يومياً فقط، فيما ستكون الشموع حليفته في بقية الأوقات، وذلك في ظل المعاناة الناجمة أيضاً عن شح الوقود.
وبرغم الجهود التي بذلتها الحكومة الفلسطينية المقالة منذ أسبوعين مع الجانب المصري، الذي أضحى المورد الرئيسي للوقود إلى غزة عبر الأنفاق، إلا أن كل المحاولات باءت حتى الآن بالفشل، أو بوعود لم يتم تحقيق أي منها.
وأضحت مستشفيات غزة وكثير من القطاعات الحيوية في القطاع الذي يقطنه نحو مليون و600 ألف فلسطيني عرضة للتأثر بهذا الانقطاع.
وأشارت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في غزة إلى أن محطة توليد الكهرباء توقفت عن العمل بشكل كامل منذ يوم أمس بسبب نقص إمدادات الوقود الواردة من مصر، ونفاد الوقود اللازم لتشغيل المحطة.
وقال مدير مركز معلومات الطاقة في غزة أحمد أبو العمرين إن إمدادات الكهرباء في القطاع بعد توقف محطة التوليــد لن تغطي سوى 35 في المئة من احتياجاته، ما يعني غرق غزة في الظلام، وما يستتبع ذلك من كارثة إنسانية حقيقية.
وأشار أبو العمرين إلى أن توقف محطة التوليد الوحيدة يعني توقف المصدر الرئيسي والحيوي للكهرباء في قطاع غزة الذي يعاني أصلاً من عجز كبير في إمدادات الكهرباء يصل إلى أكثر من 65 في المئة.
ولفت أبو العمرين إلى أن مباحثات الوفد الرسمي الذي شكلته سلطة الطاقة للبحث مع المسؤولين المصريين بشأن أزمة الكهرباء خلص إلى وعود متكررة من قبل المسؤولين المصريين بمواصلة تدفق الوقود، ولكن هذا الأمر لم يتم، مشيراً إلى أن الاتصالات مستمرة لتحقيق تلك الوعود.
وأكد أبو العمرين أن الحل الجذري والنهائي لهذه الأزمة يكمن في ربط كهرباء غزة بمصر، ضمن مشروع الربط الإقليمي الذي أقرته جامعة الدول العربية منذ أكثر من عامين، علماً بأن المخططات الفنية والهندسية جاهزة لهذا المشروع، وكذلك التمويل من قبل بنك التنمية الإسلامي.
ودعا أبو العمرين إلى توريد الوقود بشكل دائم ومتواصل في الوقت الراهن لعودة محطة توليد الكهرباء إلى العمل، إضافة إلى زيادة كمية الكهرباء المغذية للقطاع عبر محافظة رفح.
من جهته، كشف عضو المكتب السياسي لحركة حماس، ورئيس الوفد الذي تباحث مع المسؤولين في مصر حول حل أزمة الوقود، محمود الزهار عن أن الجانب المصري أبلغه أمس الأول رسمياً باعتماد الطلبات الواردة من غزة.
وقال الزهار إنه تم التأكيد من قبل الجانب المصري على أن ما طلبناه تم اعتماده وسيكون الأمر قيد الإجراءات العــادية لتنفيذه وتطبيقه على الأرض، مشيراً إلى أن غزة طلبت من مصر مدها بالوقود وزيادة كمية الكهرباء الواردة إلى القطاع.
وأعرب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن خشيته من الآثار الوخيمة التي ستترتب عن توقف محطة الكهرباء في غزة. وحذر المركز من أن معاناة سكان القطاع تفاقمت، وتأثرت كافة محافظات القطاع الخمس جراء أزمة الكهرباء المتواصلة، وبات السكان يشعرون بمعاناة إضافية، بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء في منازلهم، وخاصة في ظل أجواء البرد القارص التي ضربت القطاع خلال الأسابيع الماضية.
وأعرب أهالي غزة عن تذمرهم الشديد والناجم عن زج قطاع الكهرباء في أتون الصراع السياسي، وتفاقم تلك الأزمة مع بدء الفصل الدراسي الجديد في كافة مراحل التعليم، بما في ذلك التعليم الجامعي.

ضياء الكحلوت

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...