أبو مازن يعانق أولمرت على دماء الشهداء

23-06-2006

أبو مازن يعانق أولمرت على دماء الشهداء

لقاء، فابتسام، فمصافحة، فعناق "حار جدا"، سار اليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) على جثث الشهداء الفلسطينيين، وتقدم نحوه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ليؤكد ان سياسة المذابح مستمرة في الاراضي الفلسطينية، وهو ما وصفته حركة حماس باللقاء المشؤوم، خصوصا أن اولمرت أعلن عن لقاء قريب مع أبو مازن، برغم انه سلم بأنه لا يمتلك السلطة السياسية.
جلس ابو مازن واولمرت الى طاولة واحدة مع كل من الملك الاردني عبد الله الثاني ونائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شمعون بيريز والدلاي لاما ونائب رئيس الوزراء التايلندي سوراكيارت ساتيراتاي والحائز جائزة نوبل للسلام في العام 1986 ايلي فيزل، وذلك خلال فطور عمل بدعوة من الملك الاردني، على هامش مؤتمر للحائزين على جوائز نوبل في البتراء في الاردن. وبدا ابو مازن واولمرت، والى جانبهما بيريز، وهما يتصافحان ويتعانقان بحرارة
ويتحدثان أمام عدسات المصورين. وهذا اللقاء الاول بين الرجلين منذ تولي أولمرت رئاسة الوزراء الشهر الماضي، والاجتماع الاول بين مسؤول فلسطيني واسرائيلي منذ عام.
وقال اولمرت "قررنا أن نجتمع في غضون اسابيع" موضحا ان "اللقاء لن يكون الوحيد من نوعه، ستكون هناك لقاءات اخرى ولكي يكون لها معنى فيجب الالتزام بشكل كلي بثلاثة شروط غير قابلة للتفاوض" هي "نزع أسلحة المنظمات الارهابية بشكل كلي، والتطبيق التام للاتفاقات، والاعتراف رسميا بدولة اسرائيل".
وقال اولمرت "ابو مازن ليس رئيساً للوزراء وأعتقد انه شخص صادق لكن السلطة السياسية ليست بيديه وانما مع منظمة ارهابية لا أحد يريد التفاوض معها" مضيفا "عندما أستمع الى (رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل) هنية يقول ان الاعمال الارهابية شرعية ضد المحتل وعندما يتم تلقين الشبان أعمالا كهذه ولا يتخذ رئيس الوزراء إجراءات لوقف ذلك، فإن الامر لا يمكن تحمله".
وأعرب اولمرت عن "اسفه" لاستشهاد مدنيين فلسطينيين في الاعتداءات الاسرائيلية، لكنه لم يصل الى حد الاعتذار. وقال بعد الفطور، مشيراً الى سقوط مدنيين فلسطينيين، "الامر يناقض سياستنا وأنا آسف جدا جدا". ونقل مصدر في مكتب اولمرت عن رئيس الوزراء الاسرائيلي قوله لأبو مازن "أشعر بأسف عميق على موت أبرياء لكن لا تكافؤ أخلاقياً بين الهجمات الارهابية الفلسطينية على اسرائيل وبين عمليات الجيش الاسرائيلي لان الجيش لا يقصد إيذاء أبرياء".
وبعد عودته الى اسرائيل، قال اولمرت "آسف من أعماق قلبي" على قتل المدنيين والأطفال الفلسطينيين "لكن إسرائيل ستواصل تنفيذ غارات ضد الإرهابيين وكل أولئك الذين يسعون للمس بمواطني إسرائيل". أضاف ان اسرائيل ستشن "حرباً ضد الارهاب... من دون تردد وبكل قوة".
أبو مازن
وقال أبو مازن، من جهته، ان مصافحته اولمرت كانت "حارة جدا" مضيفا "هناك فكرة أن يتم التحضير للقائنا الثاني المستقبلي ويبدأ التحضير في الاسبوع المقبل". وتابع "عندما يبدأ التحضير نلتقي مرة اخرى لنعلن عما نتفق عليه. هذه ليست المرة الاولى التي ألتقي فيها اولمرت" موضحا "تحدثنا في مختلف الشؤون العامة خلال لقاء الافطار".
وقال أبو مازن بعد عودته الى رام الله "تحدثنا في نقطة واحدة فقط وهي كيف نحضر للقاء المقبل بحيث يكون هناك تحضير جيد يضمن نجاح اللقاء". وحول المذابح الاسرائيلية، أوضح الرئيس الفلسطيني ان "مثل هذه الهجمات تفرق بين الشعبين ولا تخدم عملية السلام ونأمل ان يسود الهدوء حتى يمكن العودة الى مائدة المفاوضات" مضيفا "نتمنى أن يصل الحوار الوطني الجاري حاليا في مدينة غزة إلى نتائج إيجابية حتى نستطيع أن نتقدم للعالم بفكرة جديدة ونمط جديد حتى يتقبلنا العالم وننتهي من الحصارات علينا".
وفي السياق، قال رئيس الكتلة البرلمانية لفتح عزام الاحمد ان ابو مازن سيتوجه إلى غزة اليوم "لمساعدة" المتحاورين حول وثيقة الاسرى "في تذليل الصعاب".
حماس
في المقابل، انتقدت حماس اللقاء بين أبو مازن وأولمرت. وقال المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للحركة صلاح البردويل "إن لقاء الرئيس عباس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي وعناقه له غير منطقي وهو لقاء للبكاء على أحزان الصهاينة وللتشويه والتغطية على أحزان الفلسطينيين، خاصة أن توقيت اللقاء والعناق بين الرجلين جاء بعد المذبحة في خان يونس التي راح ضحيتها الاطفال والنساء الحوامل".
ووصف البردويل اللقاء "بالمشؤوم بالنسبة الى الشعب الفلسطيني".


 

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...