«لعنة الفراعنة» عبر التاريخ..
مشهد تاريخي كبير شهدته العاصمة المصرية القاهرة أمس السبت، بانطلاق موكب المومياوات الملكية من المتحف المصري في ميدان التحرير، إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط جنوب العاصمة، لتستقر في مثواها الأخيرة.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد ماجت بالسخرية والجدية لقراءة تزامن الأحداث في مصر.
ماهي علاقة لعنة الفراعنة بفواجع المصريين والعالم؟!
عند الخضوع لامتحانات تتعلق بمنهج الحضارة الفرعونية وأسرها الحاكمة، وإيجاد الطلاب صعوبة في الحل يقولون إن «لعنة الفراعنة قد أصابتهم».
وحين يتعرض أي شخص لمصاب ونكسات ونكبات في حياته يقال إنها «لعنة الفراعنة».
عندما غرقت السفينة "تايتانيك" في تشرين الأول 1912 حكى ناجون عن مومياء لأميرة فرعونية عاشت قبل الميلاد بـ15 قرناً ودفنت في الأقصر. وبعد اكتشاف مقبرتها، تم بيعها في عام 1890، حيث وصلت الأميرة إلى المتحف البريطاني عام 1910، وقيل إن أمين المتحف آنذاك كان يسمع صوت بكاء ليلاً مصدره قاعة المومياوات.
كما قيل إن كل من كان يمسح الغبار عن وجه الأميرة كان ابنه يموت متأثراً بالحصبة في خلال أسبوع.
لكن تظل المعرفة الأكبر في ملف "لعنة الفراعنة" من نصيب "اللعنة" الأكبر، لعنة ما جرى في أعقاب التاريخ الأهم في تاريخ الكشوف الأثرية الفرعونية.
في يوم 14 من نيسان 1912، كان عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر يجري مسح شامل لمنطقة "وادي الملوك" الأثرية غرب الأقصر موفداً من قبل اللورد هربرت كارنافون. يومها عثر كارتر ومن معه على العتبة الحجرية الأولى المؤدية إلى مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون وكنزها المبهر.
ممول البعثة اللورد كارنافون توفي بعد عام من الكشف، إذ أصيب بمرض غريب وارتفعت درجة حرارته إلى 40 درجة مئوية. وكانت آخر كلماته "أشعر بالجحيم". وفي الوقت نفسه، نبحت كلبة كارنافون وسقط أحد أنيابها ثم ماتت من دون سابق إنذار.
كتاب "لعنة الفراعنة" الشهير لفيليب فاندنبرغ يشير إلى أن 22 شخصاً ممن كانوا ضالعين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في اكتشاف مقبرة الملك الصغير ماتوا بطرق غامضة ومأساوية.
سلسلة من الحوادث والأحداث التي وقعت في مصر على مدار الأيام القليلة الماضية وجدت في نظرية "لعنة الفراعنة" مرتعاً خصباً وأرضاً متسعة للربط بين الحوادث ولعنة الفراعنة سواء على سبيل الجد أو الهزل أو كليهما.
جنوح السفينة العملاقة "إيفر غيفن" وسد قناة السويس ما أصاب حركة الملاحة بشلل تام لحركة الملاحة على مدار أيام، وهو ما نجم عنه خسائر تقدر ببلايين الدولارات يومياً أصابت مصر والعالم بصدمة.
وعقب صدمة الجنوح حدثت مأساة التصادم بين قطارين في سوهاج صعيد مصر أسفر عن ما لا يقل عن 18 قتيلاً وعشرات المصابين. وبعد مأساة التصادم وقعت كارثة انهيار عمارة سكنية مكونة من 11 طابقاً في القاهرة على رؤوس قاطنيها، ما أسفر عن مقتل نحو 23 شخصاً بينهم رضع وأطفال.
ليليها فاجعة تصادم على طريق الجلالة، التي أدت إلى وفاة شابة محترقة.
وبعد مشهد موكب نقل المومياوات، عمد البعض إلى السخرية حيث "لعنة الفراعنة" بدأت قبل نقلهم. والسؤال كان "هل تقوم القيامة في مصر يوم السبت "اليوم المحدد للنقل"؟!
وهناك من استغل فرصة الحوادث وحدث نقل المومياوات ليعبر عن قناعته واقتناعه بأن هناك لعنة فراعنة، فكتب بقلب جسور "لعنة الفراعنة ليست تهيؤات. إنها واقع وحقيقة".
وحول هذا الموضوع، قال المتخصص في علم المصريات وسيم السيسي إن «كل ما يقال عن وجود لعنة للفراعنة هو آراء بدأت تنتشر عقب اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وفتحها من قبل فريق هوارد كارتر وما حدث لعدد من أفراد هذا الفريق بعد ذلك، على الرغم من أن الوفيات المفاجئة يمكن مثلاً أن تكون بسبب لدغة بعوضة أو ما شابه».
تفسير العلماء
وقد فسّر العلماء ما تسمى بلعنة الفراعنة بأن الأشخاص الذين يعملون في كشف المقابر المصرية القديمة يتعرضون لجرعة مكثفة من غاز الرادون وهو أحد الغازات المشعة والرادون هو عنصر غازي مشع موجود في الطبيعة وهو غاز عديم اللون، شديد السمية، وإذا تكثف فإنه يتحول إلى سائل شفاف ثم إلى مادة صلبة معتمة ومتلألئة وهو ناتج عن تحلل عنصر اليوارنيوم المشع الذى يوجد أيضًا في الأرض بصورة طبيعية ومازالت الأمور تخضع لدراسات مستفيضة.
ويتابع الدكتور ريحان، بأن حكاية لعنة الفراعنة ارتبطت دائمًا بالدعاية لشئ ما فقد أعلن متحف مانشيستر ببريطانيا فى يونيو عام 2013 عن تحرك تمثال "نيب - سينو" المصرى القديم، الذي يبلغ طوله 10 بوصات، والموجود بالمتحف منذ 80 عامًا من خلال ما أعلنه مدير المتحف عن ملاحظته أن هذا التمثال يتحرك بشكل بطيء ليعطى ظهره للزوار وقال مدير المتحف كامبيل برايس، في تصريحات لصحيفة "ميل أوف صنداي" وقتها أنه لاحظ دوران التمثال 180 درجة فى فاترينة عرضه بالمتحف، والتي لا يملك مفتاحًا لها سواه؛ فقام بفتح الفاترينة وإعادته لوضعه، ولكنه فى اليوم التالي لاحظ نفس الأمر" وهو تمثال أوشابتى كان يوضع في المقبرة كوسيلة بديلة لنقل الروح، حسب المعتقدات المصرية القديمة، وفى النهاية دعى مدير المتحف المهتمين بالآثار المصرية القديمة فى المملكة المتحدة إلى زيارة المتحف ومحاولة تفسير هذا اللغز ومن هنا انكشف الأمر بأن الغرض هو الدعاية للمتحف وتحقق له ما يريد وقد رد عليه الدكتور عبد الرحيم ريحان فى ذلك الوقت بأن لعنة الفراعنة خيال ولا أساس لها من الصحة وربما أصبحت أكل عيش أو "سبوبة" للبعض على حساب الآثار المصرية القديمة.
ويؤكد أن موكب الملوك سيتحدى كل هذا ليؤكد للعالم أنه لا مكان للأوهام فنحن نتعامل مع نتائج الحفائر والحقائق العلمية المؤكدة.
إضافة تعليق جديد