متزوجون يتابعون محاضرات عن الحب

10-10-2006

متزوجون يتابعون محاضرات عن الحب

في حوار تغلّفه مشاعر الود الأسرية، يتشاور الزوج خالد (28 سنة)، مع زوجته نادرة (26 سنة)، حول فكرة حضور محاضرة عن الحب والتفاهم، تقام في الرياض، سمعا عنها من أحد الأقارب. ويبدو خالد متحمساً للفكرة اذ «لا شيء يستدعيني للتواجد مع زوجتي في محاضرة الحب والتفاهم بين الزوجين، سوى أن العلاقة الزوجية تحتاج دائماً الى التجديد، والبحث عن الأساليب التي تبقي الحياة المشتركة بيننا على بر الأمان».

لخالد ونادرة طفلة بعد زواجهما منذ سنة ونيف. ويشير خالد إلى أن الشباب المتزوج حديثاً ربما يحتاج الى مثل تلك المحاضرات، وأن ليس هناك سبب يستدعي التأخير في معرفة ما يمكن أن يطور العلاقة الزوجية الى الأفضل، حتى وإن لم تكن هناك خلافات جوهرية بين الشريكين، على حد قوله، مؤكداً أنه وزوجته سجلا اسميهما لسماع محاضرة الحب والتفاهم، وأعلم أصدقاءه وأقاربه بها.

وتقول مها عبدالله (25 سنة، متزوجة منذ ثلاث سنوات)، أنها سمعت عن هذه الدورات التي يشرف عليها اختصاصيون، لكنها لم تحضرها حتى الآن. وتستطرد مضيفة: «أن أصعب ما في الحياة الزوجية أن تكون خالية من الحب، فإن كان الحب موجوداً بين الزوجين بقيت حياتهما كالشجرة السامقة التي لا تموت أبداً». وتشير إلى أنها ستطرح على زوجها فكرة الذهاب معاً الى تلك المحاضرات، حيث أن شعلة الحب بينهما هبطت قليلاً، وتحتاج لمن يوقدها من جديد، وبنسبة أعلى من السابق، على حد تعبيرها.

ويقول فراس عبدالله أحد الذين شاركوا في تلك المحاضرات: « أشكر من أرشدني ووجهني الى حضورها، وفعلاً حصلت تغيرات نحو الأفضل في حياتنا الزوجية». ويضيف: «حضرت وزوجتي إحدى الدورات في الرياض، واستمعنا إلى كلمات المحاضر، وبالفعل أن أسوأ ما في حياة المتزوجين بقاؤهما من دون حب صادق يجمعهما».

من جهته، أكد الدكتور عبدالله العياف أن المتزوجين حديثاً، هم في حاجة فعلاً الى تلك المحاضرات، خصوصاً «أن أهميتها تكمن في بناء مؤسسة زوجية راسخة على قواعد سليمة وصلبة تؤدي في النهاية إلى بناء مجتمع سليم». وزاد: « أهم عوامل النجاح في تلك المؤسسة بناؤها على أساس من الحب والعمل على كل ما من شأنه أن يقوي تلك الرابطة (رابطة الحب) بين الزوجين. ويمكن أن تطفو على سطح العلاقة الزوجية بعض الهفوات كما قد تعتريها فيروسات تتفاوت في خطورتها من شأنها أن تنقص الحب وقد تقتله وتفتك به كلياً، لذلك فان الشريكين يحتاجان الى متابعة دورات تعزز الحب وتقوي أواصره بينهما، وتجدد حياتهما وتقضي على الروتين اليومي القاتل. ويحتاجان إلى تفهم كل منهما الى الآخر بناء على أسس علمية، توضح اللغة التي يتحدث بها الرجل، وفي المقابل اللغة التي تتحدث بها المرأة أيضاً، حتى يستطيع كل منهما ترجمة كلام الأخر وفهم مشاعره، اذ تفتقد مؤسسات زوجية كثيرة إلى فهم تلك اللغة التي يختلف فيها الرجل عن المرأة، على رغم استعمال الكلمات والمصطلحات ذاتها، إلا أن هناك بوناً شاسعاً في معانيها فحالات سوء تفاهم كثيرة بين الزوجين سببها ببساطة خطأ في الترجمة بين لغتيهما».

وألقى العياف بعض المحاضرات عن الحب والتفاهم، ووجد أن معظم الحضور هم من فئة حديثي الزواج - من كلا الجنسين- وتتراوح أعمارهم بين 24 و 28 سنة.

ويلفت الى أن المتزوجين السعوديين «لا يعانون في بداية حياتهم المشتركة من قلة الحب والتفاهم. فالحب موجود بل وقوي جداً في غالبية المؤسسات الزوجية في مجتمعنا. لكن في خضم الحياة الزوجية والتي تجمع بين شخصين قد تخفت شعلة الحب، وأعتقد أن هناك عدداً من الأسباب كالخطأ في الحوار وعدم فهم أسسه وقواعده ، والافتقار إلى فهم أسس حل المشكلات الزوجية وقواعدها. وقد يكون الغياب الطويل عن المنزل من احد الطرفين سبباً لذلك ، وأيضا طلب المثالية من أحدهم له الأثر البالغ في ذلك، وكذلك الافتقار إلى فهم طبيعة كلّ منهما الجنس الآخر. وعلينا الا ننسى الأنانية وكثرة الانتقاد وتوسيع دائرة النزاع عند كل صغيرة وكبيرة، وعدم ابتلاع سفاسف الأمور التي من شأن تراكمها تدمير الحياة الزوجية. كما ان عدم الإعراب عن الود والحب بعبارات لطيفة وجميلة يؤدي الى جفاف عاطفي بين الطرفين فيجف الحب من منابعه وان كان موجوداً في الأصل».

وعن أهم التوجيهات والنصائح التي يتلقاها المتزوجون في تلك الدورات قال العياف: «يتلقون توجيهات ونصائح كثيرة تساعد على توثيق العلاقة الزوجية، من أبرزها تبصير المتزوجين بفيروسات الحياة الزوجية والمناقشة في أسبابها، وطرح أساليب عدة لعلاج كل فيروس على حدة، والتوصل الى لغة مشتركة عبر التوضيح للمتزوجين الفارق بين لغة الرجل الحرفية ولغة المرأة الشاعرية وذكر أمثلة حسية، وتوجيه المتزوجين إلى تعلم طرق الحوار الجيد والمحافظة عليه باستخدام أفكار معينة كأسلوب (الوقت المستقطع )، على سبيل المثال والذي يعتمد على اتفاق الطرفين على قاعدة بسيطة وهي أنه إذا احتد النقاش والجدال فيمكن لأحدهما أن ينادي «وقت مستقطع»، وما على الآخر إلا الاستجابة لهذا النداء والتوقف عن النقاش لبعض الوقت.

كما يتعلم المتزوجون القواعد العلمية السريعة في حل مشكلاتهم، من طريق طرح عدد منها ومساعدتهم على المشاركة في تخطيها عبر استخدام التمارين والنقاشات الجماعية». وأشار العياف إلى أنه تلقى من أحد المتزوجين رسائل على هاتفه المحمول، بعد حضوره وزوجته احدى المحاضرات، وطمأنه بنص مكتوب: «طبّقنا زوجتي وأنا بعض أفكار الحب الي أشرت اليها في الدورة وأثرت في حياتنا للأحسن، بدأنا نشعر بلذة الحب».

ماجد الخميس

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...