امتزاج الفن بالعلم

29-09-2016

امتزاج الفن بالعلم

يعمد الباحثون بشكل متزايد الى الاستعانة بفنانين في مختبراتهم لتوسيع حدود الابتكار من خلال دمج المجالات المختلفة في العلوم والفنون لتطوير مشاريع خلاقة ومحاولة ايجاد حلول تقنية لمشكلات ومسائل معقدة.
يُعقَد لهؤلاء الخيميائيين الجدد المولعين بالتقنيات الرقمية والتجارب في مجال التكنولوجيا الحيوية، ملتقى سنوي يحمل اسم مهرجان «ارس الكترونيكا» في مدينة لينتس في شمال النمسا يقوم على مزج الانشطة المختلفة كالتصوير مع الكيمياء الحيوية او المعلوماتية مع الموسيقى.
وخلال خمسة ايام، قدمت أكثر من 500 جهة عارضة آخر صيحات المستقبل وبعضها يتسم بطابع تقدمي يتفوق حتى على سيارات «غوغل» الذاتية القيادة وغيرها من الاكسسوارات المتصلة بالانترنت. ولفت المدير الفني لهذا الحدث الذي اقيم منتصف الشهر الحالي غيرفريد ستوكر الى أن «هذا المعرض ليس للفن المعاصر وليس معرضا للابتكار التكنولوجي حيث يتم تقديم اجوبة وحلول تقنية حصرا».
وأشار ستوكر الى ان التعاون بين الفنانين والعلماء يقدم للمشاريع المختلفة روحية جديدة «تؤدي الى بروز مسائل وطرح تساؤلات عن معنى الابتكار». وقد نشأ مهرجان «ارس الكترونيكا» الذي يعتبر الرائد في ملتقيات الفن الرقمي، سنة 1979 في زمن كانت جهات مشاركة كثيرة في دورة العام الحالي لم تر النور بعد.
كذلك فإن المرجع الذي يتحدث عنه كثير من المشاركين بعفوية يعود الى زمن أبعد: ليوناردو دا فينشي. واوضحت المصممة الهولندية انييلا هويتنيك أن دا فينشي «كان فنانا لكن ايضا عالما ومهندسا»، لكن «في ما بعد قمنا بفصل هذه المجالات ووضعنا عوائق بدأنا برفعها». وأبدت املها في الوصول الى عالم «سيتم تحديد العمل فيه بما تفعلونه وليس بما انتم عليه»، مؤكدة انها تشعر بأنها «ليست فنانة ولا مصممة ولا عالمة ولا مصممة ازياء» بل «متعددة الانشطة».
يسمح البعد الفني للباحثين بالتواصل مع افراد العامة في شأن مواضيع دقيقة. هذا ما يقوم عليه مشروع «بروجكت فلورنس» الذي يرعاه برنامج البحوث في «مايكروسوفت». وتكمن الفكرة في تفكيك الاشارات الكهروكيميائية الصادرة عن النباتات للسماح لها بالتواصل مع البشر. واخترعت المصممة هيلينا شتاينر بمساعدة علماء آخرين جهازًا يجسد هذا التواصل بشكل ملموس من خلال جعله متاحًا امام غير الضليعين في المجال.
ويمكن لأي شخص ببساطة كتابة اي سؤال عبر الكمبيوتر لطرحه على نبتة، للاطمئنان مثلا عن حالتها. ويتم ارسال تردد ضوئي يترجم روح الرسالة للنبتة التي «ترد» عبر تفاعل آخر ورسالة مكتوبة صغيرة. وتتيح هذه التجربة اللافتة تعميق الفهم بشأن التفاعل بين البشر والطبيعة.
وتثير اختراعات عدة إعجاب الزوار بينها «الروبوتات النباتية» لليابانيين جونيتشي ياماوكا ويوسواكي كاكيهي، وهي قادرة على تحريك أحواض نباتات بفضل الطاقة الشمسية والتركيب الضوئي. ولفت غيرفريد ستوكر الى ان «الفنانين ليسوا موجودين للقيام بأمور جميلة واراحة البشرية. يتعين عليهم ان يكونوا جذريين ومحرضين، وعلى غرار العلماء عليهم استكشاف كل الاحتمالات لمساءلتنا عن المستقبل الذي نريده».


 (أ ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...