الكونغرس يحقق في ثُغَر استخبارية بشأن التحركات الروسية في سوريا

09-10-2015

الكونغرس يحقق في ثُغَر استخبارية بشأن التحركات الروسية في سوريا

فتح الكونغرس الأميركي تحقيقاً يتعلق بإمكانية حدوث ثغر بنشاط أجهزة الاستخبارات في ما يتعلق بالتدخل العسكري الروسي في سوريا.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر في الكونغرس أن  لجنتي الاستخبارات في مجلسَي الشيوخ والنواب تسعيان للتحقق من مدى إغفال أجهزة التجسّس لأي مؤشرات تحذيرية ومدى سوء الحكم عليها.
وسيمثل العثور على أي ثغر كبرى الحلقة الأحدث في سلسلة من الإخفاقات للاستخبارات الأميركية في السنوات الأخيرة، ومن بينها مفاجأة استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم الأوكرانية العام الماضي، والتوسّع الصيني السريع في إقامة جزر في بحر الصين الجنوبي.
وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون، إنه بالرغم من أن وكالات التجسس سعت لتعزيز عمليات جمع المعلومات عن روسيا منذ الأزمة في أوكرانيا، إلا أنها ما زالت تعاني من عدم كفاية الموارد بسبب التركيز على مكافحة الإرهاب في الشرق الاوسط وأفغانستان وباكستان.
وأصرّ مسؤول كبير في الإدارة الأميركية على أنه لا توجد «مفاجآت» وأن المسؤولين عن رسم السياسات «مرتاحون» لما تلقوه من استخبارات قبل التدخل الروسي.
وكانت أجهزة الاستخبارات تابعت بحرص الحشد العسكري الروسي في سوريا في الأسابيع الأخيرة الذي أثار انتقادات من البيت الابيض.
لكن المسؤولين الذين تحدثوا مشترطين عدم الكشف عن أسمائهم قالوا إن ضباط الاستخبارات فوجئوا بالسرعة والجرأة التي تحركت بها روسيا لاستخدام قواتها الجوية، وكذلك قائمة الأهداف الروسية التي شملت مواقع مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة.
وقال مصدر «توقعوا أن يحدث بعض من هذا لكنهم لم يدركوا جسامة ما يحدث».
وأثار التحرك الروسي المفاجئ في الأزمة السورية الشكوك حول استراتيجية الرئيس باراك أوباما في الشرق الأوسط وكشف تآكل النفوذ الأميركي في الشرق الاوسط.
ومن المحتمَل أن يعرقل نقص المعلومات والتحليلات الموثوقة جهود أوباما لإعداد ردّ يستردّ به زمام المبادرة من موسكو.
ويرفض أوباما دفع الولايات المتحدة للتورط في صراع جديد في الشرق الأوسط، ولم يُبدِ أي رغبة في التصدّي مباشرة لروسيا في تدخّلها في سوريا، الأمر الذي ربما اعتبرته موسكو ضوءًا أخضر لتصعيد عملياتها.
وفي لقاء شابه التوتر مع بوتين في الأمم المتحدة في أوائل الأسبوع الماضي لم يتلقّ أوباما أي معلومة مسبقة عن خطط التدخل الروسي، حسبما قال مساعدوه.
وقال مايكل مكفول السفير الأميركي السابق في موسكو «لم يتوقعوا السرعة التي صعد بها بوتين الأمور، فهو يُحبّ عنصر المباغتة».
وقال مسؤولون إن وكالات الاستخبارات الاميركية تابعت بالفعل عن كثب تحركات روسية لتوسعة البنية الاساسية في قاعدة جوية رئيسية في اللاذقية، بالإضافة إلى نشر معدات ثقيلة من بينها طائرات قتالية في سوريا.
وقال مسؤول بارز في الإدارة الأميركية «نحن لا نقرأ ما في الأذهان، ولم نكن نعلم متى ستطلق روسيا الطلعة الأولى، ولكن تحليلنا للقدرات الموجودة هناك أنها موجودة لغرض».
ومع ذلك قال مسؤولون آخرون إن الوكالات الأميركية تأخّرت في تقييم نية الروس والسرعة التي ينوون بدء عملياتهم بها، بل إن جوش ايرنست، السكرتير الصحافي للرئيس أوباما، امتنع عن استخلاص «استنتاجات محددة» بشأن استراتيجية روسيا في لقاء مع الصحافيين في البيت الابيض عُقد عقب بدء القصف الجوي الروسي.
وأشار مصدر إلى أن الخبراء الأميركيين اعتقدوا في البداية أن الحشد العسكري الروسي ربما كان لمناورة عسكرية مفاجئة أو استعراض مؤقت للقوة لا الاستعداد لهجمات متواصلة على نطاق واسع.
وقال مسؤول آخر إنه بعد مراجعة أولية يعتقد محققون في الكونغرس إن «المعلومات الخاصة بذلك لم تكن تنتقل بالسرعة الكافية عبر القنوات». وقال مصدر آخر إنه حدث تأخير يعادل أسبوعاً قبل أن تبدأ الوكالات في التحذير من قرب بدء عمليات عسكرية روسية. لكن المسؤول الكبير في الإدارة الاميركية قال «لا أعتقد أن أحداً شعر بوجود ثغرة» في الاستخبارات.
وقالت مصادر من الكونغرس ووكالات الأمن القومي إن لجنتي الاستخبارات في الكونغرس ستفحصان التقارير التي أصدرتها الوكالات وتستجوب الضباط الذين شاركوا في وضعها. وقال المسؤولون إنه ليس من المقرر في الوقت الحالي عقد جلسات استماع علنية.
وأيّد مكفول الرأي القائل إن إدارة أوباما كانت مسيطرة على الوضع أثناء استعداد روسيا للهجوم. وقال إنه لو تيسّر للإدارة الأميركية تقييم أسرع أو أدقّ للاستخبارات لما تغيّر من الأمر شيء يُذكر على الأرجح.


 (رويترز)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...