100 ألف دولار لإحياء مشروع الحرير الطبيعي في حماة

13-06-2008

100 ألف دولار لإحياء مشروع الحرير الطبيعي في حماة

يشهد إنتاج وتصنيع الحرير الطبيعي في قرية دير ماما في محافظة حماة تراجعاً كبيراً نتيجة ضعف المردود الاقتصادي وتدني أسعار القز,الأمر الذي أدى إلى عزوف معظم أهالي القرية عن تربية دودة القز وإنتاج وتصنيع الحرير الذي تصل كميته إلى طن واحد سنوياً..‏‏

السيد محمد المسعود رئيس بلدية قرية دير ماما ذكر أن تربية دودة القز تعود إلى مئات السنين حيث كانت تعد أحد أهم مصادر الرزق للأهالي لكن ضعف عائدية هذه المهنة وانخفاض أسعارها التي وصلت إلى 100 ليرة فقط للكيلو الواحد حتى وقت قريب رغم أن سعر القميص الحريري المصنع الذي لا يتجاوز وزنه ربع كيلو غرام يبلغ نحو10 آلاف ليرة دفع الكثير من أهالي القرية إلى قطع أشجار التوت التي تعد أوراقها الغذاء الأساسي لدودة القز والاعتماد على زراعات بديلة أهمها زراعة أشجار الزيتون ذات الجدوى الاقتصادية الأعلى وأشار إلى ضرورة تشجيع الدولة لأهالي القرية على تربية دودة القز والنهوض بمستوى هذه المهنة التي تعتبر من التراث والفلكلور الأصيل لقرية دير ماما من خلال زيادة أسعارها وإقامة المعارض الدورية لمنتجاتها وايجاد أسواق التصريف المطلوبة لها.‏‏

وقد تنبهت هيئة الأمم المتحدة /مرفق البيئة العالمي/ لخطر انقراض مثل هذه الصناعة في سورية فقامت بمشروع دعم وتطوير الحرير الطبيعي (برنامج المنح الصغيرة) من خلال برنامج الأمم المتحدة الانمائي لاحياء دودة الحرير الطبيعي وصناعة الحرير وتطويرها عن طريق تأمين مستلزمات التربية الحديثة وتأمين بيوت التربية البديلة للبيوت الحالية ويتضمن البرنامج التنفيذي للمشروع تقديم منحتين قيمة كل منهما 50 ألف دولار لإحداث صناديق الأول في منطقة مصياف قرية (دير ماما) والثاني في منطقة (دريكيش) في محافظة طرطوس.‏‏

السيد سهيل سعيد مدير شركة الحرير الطبيعي بالدريكيش ذكر لنا أن الهدف الأساسي لهذا المشروع هو إعادة إحياء صناعة عريقة وقديمة تعود جذورها لأكثر من 4000 سنة وهو جزء أساسي ومهم يشكل هوية وتراثاً لسورية كما يهدف لتنمية الأسر الفقيرة وخدمة الريف من خلال توفير فرص للعاطلين عن العمل ولا يقف المشروع عند الاهتمام فقط بتربية دودة الحرير في المراحل الأولى بل يتعداها للانتاج والصناعة ونحن نهدف أيضاً لإعطاء صناعة الحرير هوية وشخصية خاصة بسورية ذلك أن لكل بلد تراثه ويعتبر التنوع بالعمل من أولوياتنا ليس فقط (الشالات والأغطية) بل لتتعدى صناعات أخرى /لوحات - سجاد- كنزات- بناطلين.. الخ) وكلها من الحرير الطبيعي وسندعم المشروع بكل مستلزماته من أدوات وحتى اجراء دورات تدريبية ينفذها مختصون لتدريب العمال وسيحظى المشروع بميزاينة خاصة للدعاية والاعلان والتسويق بقيمة /2500/ دولار عن طريق اجراء معارض ودعاية تلفزيونية وصحفية لتشجيع العاملين ولإخبار الزبائن بوجود مثل هذه الصناعات التقليدية والتراثية.‏‏

أما السيد معين سليمان رئيس مشروع تطوير الحرير الطبيعي في وزارة الزراعة فحدثنا بقوله: إن المشروع يهدف لإعادة إحياء تربية دودة الحرير وصناعة الحرير تقوم به منظمة الأمم المتحدة (مرفق البيئة العالمي) برنامج المنح الصغيرة ويتضمن البرنامج التنفيذي للمشروع ميزانية بمثابة قروض للمربين دون فوائد وبما أن تربية دودة القز تعتمد اعتماداً كلياً على شجرة التوت التي بدأت في قرية دير ماما فسيتم احياء مثل هذه الزراعة وذلك عن طريق تشجيع زراعتها (باعطاءها البذار للإخوة الفلاحين بسعر رمزي) ويمكن التعاون مع مركز الحرير بالكفير لمساعدة مربي دودة القز وذلك عن طريق تربية الدودة حتى العمر الثالث (أي أن نحضرها على شكل بذار تحتضن في العلب المخصصة لها وبعد التفقيس تربى حتى تصل للمرحلة الثالثة ثم تعطى للمربي فتختصر المدة ل15 يوماً فقط.‏‏

عبد المجيد رحمون

المصدر: الثروة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...