نعمة الشك ومحنة اليقين

02-02-2010

نعمة الشك ومحنة اليقين

المكان الذي تجلس فيه هو ما يحدد شكل الحقيقة التي تعتقد أنك تراها: فإذا كنت جالساً في صف الذئاب فلن تستطيع أن ترى الغزلان ضحايا، ولو كنت رئيس الحكومة فلن ترى في معارضيك سوى خونة، وإذا كنت ثرياً فلن ترى في الفقراء أكثر من لصوص طامعين في مالك، وإن كنت معدماً فلن تستطيع أن تفهم الرضى الذي يسم وجوه المتخمين، لذلك فإن كل رؤية نابعة من خوفنا ونقصنا هي رؤية خاطئة، فنحن إنما نرى أنفسنا ونظن أننا نرى الحقيقة، تماماً مثل حشاش مهلوس يرى ما هو غير موجود ويعمى عن رؤية الحفرة في طريقه، لنبدو ككائنات موغله في التيه رغم قدرتنا على رؤية الحقائق، فقط لو أننا نقوم من مكاننا ونجلس مكان الآخر قبل أن نطلق عليه أحكاماً غبية ونمطية تؤجج جنون هذا العالم..
وأنا لست مدعوماً يرتدي لبوس الشجاعة أيها السيد، وإنما جبنك هو ما يجعلني كذلك في نظرك.. فاخرج من خوفك وحسدك يرحمك الله..

نبيل صالح

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...