مهندس سوري يطور نظم التحكم بخطوط إنتاج الشركة السورية الفنلندية

19-03-2012

مهندس سوري يطور نظم التحكم بخطوط إنتاج الشركة السورية الفنلندية

تعتمد معظم الشركات السورية للأجبان في عملية تعبئة وتغليف الجبنة المطبوخة «شكل مثلثات» على خطوط إنتاج ميكانيكية الأمر الذي يعرضها بشكل مستمر إلى مشاكل عديدة تنعكس بشكل سلبي على إنتاجيتها.
ومن خلال عمله في الشركة السورية الفلندية للأجبان، تمكن المهندس محمد الصياد من تطوير نظام خط التحكم الميكانيكي لإنتاج الجبنة المطبوخة على شكل مثلثات إلى شكل آلي مؤتمت بالاعتماد على أنظمة التحكم الهوائية والكهروهوائية والكهربائية.
واستطاع الباحث الصياد تطوير الدراسة النظرية وتطبيقها بشكل عملي من خلال إعادة تصميم كامل خط الإنتاج وتصميم الدارات الهوائية والكهروهوائية وكتابة برنامج «PLC»، وقد تم تنفيذ جزء من الخط للتأكد من إمكانية تنفيذ الخط بأكمله.
وبين الباحث الصياد خلال مناقشته لرسالة الماجستير في قسم هندسة الإنتاج بكلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة دمشق والتي جاءت بعنوان «تطوير نظام التحكم المؤتمت في الصناعات الغذائية «تعبئة وتغليف الجبنة المطبوخة» بأن الهدف الأساسي من مشروعه إيجاد حلول للمشاكل الناتجة عن التحكم بشكل ميكانيكي التي تتسبب باهتراءات مستمرة في جميع الأجزاء وعدم الوثوقية في الحركات وصعوبة في تحديد الأعطال بشكل آني وتعيير الأجزاء وتناسق حركاتها. إضافة إلى أن تعبئة المثلثات بالعلب يتم بشكل يدوي ما يتطلب وجود عامل تعبئة دائم على خط الإنتاج كما أن التحكم الميكانيكي إنتاجيته منخفضة تصل إلى 60 قطعة بالدقيقة الأمر الذي يزيد من تكاليف العمالة لافتا إلى أن متوسط عمل جميع الخطوط المشغلة هو 55% من طاقتها الإنتاجية وذلك من خلال دراسة لإنتاج أحد أشهر خطوط الإنتاج في الشركة السورية الفلندية وتسجيل الأعطال الموجودة في الخطوط ومن ثم فإن إنتاجية الخط بالشركة فعليا لا تتجاوز وسطيا 33 قطعة بالدقيقة.
ومن خلال عملية أتمتة خط إنتاج الجبن المطبوخ على شكل مثلثات توصل الباحث إلى نتائج مهمة على صعيد نوعية وكمية الإنتاج حيث تبين أن استخدام الأنظمة الكهروهوائية أدت إلى تحريك أجزاء خط الإنتاج بحركات دقيقة وسريعة وجاهزة للضبط ومرنة والتخلص من التآكل والإهتراءات للكامات وسهولة التحكم بالأنظمة الكهروهوائية بأنظمة التحكم العصرية كالـ«PLC» ونظام نظام التحكم الإشرافي وتحصيل البيانات «SCADA» وسهولة صيانتها وبساطة تجهيزها ومتانة تركيبها وأدائها المناسبين وتخفيض تكاليف الصيانة إضافة الوثوقية والجودة والدقة العالية وزيادة الإنتاجية حيث تم الحصول على 76 ورقة مقصوصة بالدقيقة وبالتالي إنتاج الخط يصل إلى 76 قطعة بالدقيقة لخط إنتاج يعطي قطعة واحدة بالدفعة وباستخدام الخط المؤتمت الذي يعطي أربع قطع بالدفعة يصبح عدد القطع 304 قطعة منتجة بالدقيقة كما أن استخدام نظام SCADA مع النموذج عزز من مسألة التأكد من إمكانيات النظام والقيام بعملية المراقبة والمعايرات من خلال التحكم اليدوي للأسطوانات المستخدمة واكتشاف الأعطال لحظة وقوعها كعدم عمل حساس من الحساسات المستعملة.
وأوضح الصياد أن خط إنتاج يعتمد على الأنظمة التي استخدمت في البحث يعطي قطعة واحدة في الدفعة و76 قطعة بالدقيقة فإذا كان متوسط عمله 90% فإن إنتاجه لا يقل عن 68 قطعة بالدقيقة بالمتوسط على حين إنتاجية الخط بالشركة السورية الفنلندية فعلياً لا تتجاوز 33 قطعة بالدقيقة بالمتوسط أي تزداد الإنتاجية أكثر من الضعف ولا يمكن مقارنتها مع خط الإنتاج الذي يعطي أربع قطع بالدفعة والذي ينتج بالمتوسط إنتاج لا يقل عن 273 قطعة بالدقيقة، مشيراً إلى أنه بالمقارنة مع آخر ما توصل إليه العالم في هذا المجال وهو ما قامت به شركة «SAPAL» حيث طوّرت خط إنتاج المثلثات في عام 2007 ووصلت إنتاجيته إلى 300 قطعة بالدقيقة بحيث تخرج 4 قطع بالدفعة الواحدة نستطيع القول إن خط الإنتاج المنفذ من خلال هذا البحث تجاوز هذا الرقم بقليل وهذا ما يجعل من خط الإنتاج الذي قمنا بتطوير نظام التحكم المؤتمت له منافساً وبتكاليف أخفض. كما أن أتمتة عملية التعبئة والتغليف كاملة يؤدي إلى التقليل من عدد العمال نسبة للإنتاج وخاصة الذين يستخدمون في عملية التعبئة اليدوية للمثلثات ضمن العلب الكرتونية.
ونظرا للنتائج المهمة التي توصل إليها البحث أكد الباحث ضرورة توسيع نظام التحكم الإشرافي وتحصيل البيانات «SCADA» ليشمل ليس فقط خط إنتاج المثلثات، وإنما كل العملية الإنتاجية بدءاً من استلام الحليب ومروراً بتصنيع الجبن الطبيعي وعملية طبخ الجبن المطبوخ وانتهاءً بخط الإنتاج ووصل نظام SCADA مع شبكة الإنترنيت لتسهل عملية المراقبة واكتشاف الأعطال عن بعد ومتابعة تنفيذ خط الإنتاج لما له من دور في تطوير الصناعة في سورية وتحديثها وعلى وجه الأخص الصناعات الغذائية وضرورة وصل الخط بكاميرا ونظام معالجة صور عن طريق برنامج MATLAB للكشف عن قطع المثلثات غير الصالحة وأتمتة عملية إزالتها من الخط ودراسة إمكانية استخدام خط إنتاج المثلثات لتعبئة وتغليف مواد غير الجبن المطبوخ كالشوكولا ومرقة اللحم ماجي.
وبين الباحث أن العمل في المشروع استمر لمدة ثلاثة سنوات وبلغت تكلفته نحو 150 الف ليرة سورية مؤكداً نيته استكمال تنفيذ مراحل خط الإنتاج بأكمله نظراً لإمكانية قيام الشركة السورية الفلندية للاجبان الجهة الممولة للمشروع في تبنيه بعد اطلاعها على النتائج النوعية والمتميزة التي حصل عليها هذا البحث.

رجاء يونس

المصدر: الوطن

التعليقات

اتمنى ان يعطى هذا المهندس الامكانيات لكي يترجم افكاره، انا من المهتمين بنظام الاتمته وسكادا برنامج واحد من عدة برامج للتحول الرقمي .اذا بالامكان ان يتواصل معي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...