قروض للنساء فقط
«فكرت بأن أعمل وحدي وأكون مسؤولة عن نفسي، فاستخدمت ماكينة خياطة أمي القديمة واستمررت في العمل عليها بعد زواجي وإنجابي. فزادت أعباء الأسرة ورحت أفكر بتحسين مشروعي لأزيد من دخلي»، تروي سناء منصور (42 سنة) وتضيف: «بحثت عن التمويل ولم أجده اعتمدت في البداية مبدأ الجمعيات مع معارفي من النساء اللواتي يعانين ظروفاً مادية صعبة ويبحثن عن عمل أو استشارة تحسن من تلك الظروف ولم يكن الخيار الأفضل.
وكانت سناء تسلمت أول شيك من السيدة أسماء الأسد بقيمة 15 ألف ليرة سورية، أثناء افتتاح «دائرة التمويل الصغير» في دمشق. وحالتها ربما تلامس أحوال كثيرات يبحثن عن فرصة لتحسين أوضاع أسرهن، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وارتفاع كلفة الحياة المعيشية، بعد أن بدأت رياح الانفتاح الاقتصادي التي تشهدها سورية منذ بضع سنوات تلقي بظلالها على الأسر الفقيرة وتزيد معاناتها. وهذا ما دفع الجهات الرسمية والأهلية والدولية الى البحث عن مصادر لدعم أبناء الأسر الفقيرة عبر منحهم بعض القروض لتحسين مدخولهم وتخفيف الأعباء. ومن ضمن هذه المصادر إنشاء «دوائر التمويل الصغير» للحد من الفقر وتمكين المرأة من تحسين دخلها.
والهدف المعلن من إنشاء هذه الدوائر هو تقديم القروض للفئة التي لا تستطيع البنوك تمويلها أو منحها قروضاً، لعدم وجود ضمانات لديها. وتمنح الدائرة قروضاً بسيطة تبدأ من 10 آلاف ليرة سورية ولا تتعدى 40 ألف ليرة في المرحلة الأولى، بفائدة لا تتجاوز 2 في المئة لمدة ستة أشهر. ويمكن أن يزداد القرض تبعاً لسداد الزبون ومدى استفادته وتطور مشروعه.
وتحصل المرأة على القرض ضمن برنامج «القروض بضمان المجموعة». وهذا القرض يعطى للتي تعمل في المنزل، شرط تكوين مجموعة متضامنة من ثلاث الى خمسة نساء.
وترى مديرة «برنامج الإقراض النسائي» ثناء مهنا ان الهدف من عملية الإقراض هو «تنمية مشاريع المرأة لتقوية شخصيتها وزيادة دخلها وإعطائها استقلالية داخل منزلها. وشرحت مهنا بعد دراسة المشاريع النسائية، وجدنا أن معظم النساء يعمل داخل المنزل ويحتجن الى تمويل. وحتى الآن، نتعامل مع مشاريع مجهولة الطبيعة. لذلك بدأنا بمبالغ صغيرة جداً واعتمدنا على الضمان الاجتماعي، حيث أن كل مقترضة تضمن رفيقتها في المجموعة»، مشيرة الى أن الدائرة منحت قروضاً في مجالات الخياطة والتطريز وبيع الألبسة الشعبية والحلاقة النسائية.
ومن سلبيات القرض الجماعي، انه في حال تخلفت إحدى نساء المجموعة عن السداد لا يمكن لبقية المجموعة الحصول على قرض لاحق، إلا بعد سداد المبلغ الكامل المترتب على المجموعة.
واعتبر بعض النساء ان المبالغ المسموح لهن باقتراضه لا يلبي متطلبات المشاريع حتى ولو كانت صغيرة بسبب «موجة الغلاء التي تجتاح البلاد وضعف قيمة الليرة السورية». وتقول السيدة باسمة العبد التي حصلت على قرض بقيمة 10 آلاف ليرة: «عندي ماكينة خياطة، ولدي طموح في امتلاك أخرى من أجل توسيع عملي، ولكن المبلغ قليل وغير كافٍ لأن سعر الماكينة يتجاوز 25 ألف ليرة». وتضيف: «ليس في اليد حيلة إلا شراؤها بالتقسيط ومن عملي أسدد ما تبقى للقرض وصاحب الماكينة».
أما زميلتها فاطمة قاسم فتطمح الى مساعدة زوجها الفران الذي يتقاضى تسعة آلاف ليرة تكاد لا تكفي لتلبية الحاجات الأساسية من طعام وكساء لأن إيجار منزلها يستهلك ستة آلاف ليرة من مدخول زوجها.
نور الدين الأعثر
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد