شواذ المغرب يستعدون لإطلاق جمعيتهم على رؤس الأشهاد
يحتفل الشواذ جنسيا في المغرب في 27 يونيو/ حزيران الجاري باليوم العالمي للمثليين. وذكر بعضهم دون أن يفصحوا عن اسمائهم أن مثليي المغرب يستعدون لتأسيس جمعية عبر الانترنت اسمها"كيف كيف" تهدف للمطالبة بالمساواة الاجتماعية للمثليين والمثليات
ويعتبر المجتمع المغربي الشواذ خارجين عن الأعراف رغم وجود موسمهم السنوي عند ضريح "سيدي علي بن حمدوش" بضواحي مكناس الذي أصبح محجا لممارسة طقوسهم واحتفالات زواجهم رغم أن القانون يحظر هذه الظواهر.
ورغم أن ضريح "سيدي علي بن حمدوش" يعود لـ"ولي صالح" كما يرى الكثير من المغاربة إلا انه يشهد الكثير من الممارسات غير المقبولة اجتماعية وقانونيا مثل أعمال الشعوذة والدعارة وكذلك حفلات زفاف لمثليين من الرجال.
ومن المنظور القانوني عن ظاهرة الشذوذ الجنسي بالمغرب يقول المحامي محمد اشماعو "إن المشرع المغربي أورد الفصل المتعلق بتجريم الشذوذ في باب انتهاك الآداب في الفرع السادس من القانون الجنائي في مادته 489 ومضمونه يعاقب من ستة أشهر إلى ثلاثة سنوات وغرامة من 200 الى 1000درهم مغربي من ارتكب فعلا من أفعال الشذوذ الجنسي مع شخص من جنسه...".
وكشف المحامي عن ما سمَّاه "المحاكمات الهزلية" التي يتم فيها عرض قضايا الشذوذ الجنسي حيث تصاب المحكمة بالاحراج من المتهمين المثليين قائلا "المشكلة أن أصحاب هذه القضايا لا يريدون الامتثال أمام قاض المحكمة إلا إذا نودي عليهم بأسمائهم الأنثوية كفتيحة (عبد الفتاح) ورشيدة (رشيد).
وابرز المحامي أن السلطات الأمنية لا تبذل أي مجهود في اقتحام أوكار الشذوذ الجنسي سواء بالنسبة للواطيين أو السحاقيات رغم أن أماكنهم معروفة، موضحا أن الغريب في الأمر أن معظم الشواذ أمنيتهم الدخول للسجن لممارسة نزواتهم.
واعتبر محمد عبد النبوي، مدير الشؤون الجنائية والعفو بالمغرب أن تفشي ظاهرة الشذوذ الجنسي بالسجون يعود إلى الحاجة إلى تلبيات رغبات طبيعية غير متاحة في السجن أو إلى ظروف الاعتقال الجماعي أو الخوف من العنف أو أنها ممارسات كانت تمارس خارج السجن.
ومن الناحية الطبية ترى الدكتورة خديجة بلدي، أخصائية نفسانية في تصريح "أن الظاهرة أصبحت تتفشى بشكل ملفت للنظر وتكمن أسبابها في عدم التربية الجنسية داخل الأسرة، إضافة إلى الصمت والتكتم عليها باعتبارها إحدى المحظورات الاجتماعية، كما أنها ليست وليد الوراثة وإنما بسبب الاغتصاب أو الميول.
وتضيف الأخصائية النفسانية أن من 5 إلى 6 ست حالات ترتاد عيادتها أسبوعيا اغلبهم ضحايا الاعتداء من طرف الأب أو العم أو الأم ممن يتحرشون بأطفاله ذكورا وإناثا.
وتنصح الدكتورة بضرورة الأخذ بيد ضحايا الشذوذ الجنسي والإنصات إليهم ومساعدتهم في العلاج ضمانا لحياة أفضل.
وفي المقابل يوضح حسن السرات، الباحث في المسألة الجنسية للشباب المغربي، أن الشواذ المغاربة ينخرطون ضمن مخطط دولي وفي عدة مناسبات يزور مبعوثون من إسبانيا وبريطانيا وفرنسا شواذ المغرب لمتابعة تطور حركة الشواذ والسحاقيات بالمغرب بعدة مدن مغربية كالدار البيضاء ومراكش والصويرة واكادير، متسترين بالعمل تحت لواء جمعيات ومجموعات ثقافية وفنية وحقوقية.
ويتبع الشواذ دليلا سياحيا خاصا بهم فسي المغرب يتبعون توجيهاته للوصول إلى أماكن الملتقيات والتجمعات، وهناك المعبر الثقافي والفني من خلال الإنتاج المهتم بالشاذ في مجال الرواية والمسرح والفيلم والمهرجانات الموسيقية، ويعتبر مهرجان "البوليفار" احد أهم المناسبات الثقافية والفنية التي تتم برعاية من بعض الجهات النافذة بالمغرب.
وخلص الباحث المغربي إلى أنه ليست الحكومة المغربية وحدها المطالبة بمواجهة هذه القضية، بل إن منظمات المجتمع المدني من أحزاب وجمعيات دينية وثقافية وأخلاقية وقانونية كلها مطالبة بوضع استراتيجة شاملة ومندمجة لعلاج هذه الظاهرة التي يعتبر كثير من المغاربة ضحايا أبرياء لها وينبغي تخليصهم وتحريرهم منها بدل التهجم عليهم واتهامهم.
ليست هناك إحصائيات عامة لعدد شواذ المغرب لكن حسب بعض إحصاءات من مصادر أمنية مغربية فإن "موسم سيدي علي بنحمدوش" فقط، يزوره أكثر من ألف شاذ وشاذة من مختلف المناطق سواء من داخل المغرب أو من خارجه.
وقد عبر احد المشرفين على الضريح رفض ذكر اسمه قائلا :"نحن نستنكر هذه الممارسات الشاذة التي لاتمت للإسلام ولا إلى الولي الصالح بصلة، وان الضريح برئ من مظاهر الشعوذة والشرك بالله."
ويتركز غالبية الشواذ في المدن السياحية كمراكش، وأكادير والدار البيضاء ومكناس.
لكن في المقابل التقاليد المغربية عموما من الصعب جدا أن تتقبل فكرة التعايش الرسمي معهم، الشيء الذي دفع بالعديد من الشواذ للهجرة لدول أروبية اعترفت رسميا بالمثليين جنسيا، وسمحت لهم بالزواج فيما بينهم.
خديجة الفتحي
المصدر: العربية نت
إضافة تعليق جديد