الغروب يحدث مرتين على بعد 200 سنة ضوئية

02-10-2011

الغروب يحدث مرتين على بعد 200 سنة ضوئية

تشكل ذرات الهيدروجين باجتماع بعضها مع البعض الآخر ومع غبار كوني ما يعرف بالسديم، وبتأثير من قوة الثقالة تتقلص السحابة وتزداد درجة الحرارة والضغط حتى تقترب الذرات من بعضها لمسافات معينة تظهر عندها أثر القوة النووية الشديدة حيث يندمج الهيدروجين مع بعضه ليكون الهليوم ويشع باقي الكتلة طاقة حسب معادلة أينشتاين، وتعد هذه اللحظة لحظة توازن القوة الثقالية التي تدفع بذرات الهيدروجين للداخل والحرارة العالية، والضغط المعاكس (القوة النووية الداخلية) التي تدفع بالطاقة للخارج لحظة ولادة النجم وينتقل بعدها النجم لحياته الطبيعية والتي يستهلك خلالها غذائه النووي.
 
ويقدر عمر النجوم من خلال مدى إشعاعها، فنجم مثل شمسنا يقترب لونه من البرتقالي يقدر عمره بعمر الشباب أما العمر فيحدد بكتلة الهيدروجين وكلما كبرت هذه الكتلة كان عمر النجم أصغر وبانتهاء التفاعلات النووية في باطن النجم تبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة موت النجوم حيث تتحول النجوم إلى عمالقة حمراء نتيجة القوى الشديدة داخل النجوم وبعد ذلك تظهر المفارقة، فأمامنا عدة حالات بعد العملاق الأحمر لموت النجوم:
- الحالة الأولى نجم كشمسنا أو أصغر بـ1.4، تضغط الذرات كتلة النجم بحيث تتلاشى مدارات الإلكترونات منها ليتحول النجم إلى قزم أبيض صغير هادئ مهمل في مكان ما في الكون أما مادته النجمية فهي عبارة عن نوى تسبح في بحر من الإلكترونات من دون مدارات وتقدر كثافة هذا النجم بحوالي 5000.000غ/سم المكعب (ملعقة شاي من القزم الأبيض كتلتها نحو 5 طن) لا يشع القزم الأبيض فشمسنا مثلاً ستبتلع كوكب الزهرة والأرض وعطارد والمريخ وتصل لحدود كوكب المشتري وذلك في مرحلة العملاق الأحمر وتعود بعد فترة كونية للتقلص متحولة لقزم أبيض، وهذه التسمية بسبب صغر حجم النجم ودرجة حرارته السطحية التي تتراوح بين 50.000 و100.000 درجة سلسيوس.
- الحالة الثانية فهي النجوم أكبر من نجمنا الشمس بـ1.4 وأصغر بـ3مرات من كتلة شمسنا هذه الكتلة لا تكتفي بضغط الذرات لتتلاشى مداراتها وإنما تستمر بالضغط حتى تندمج البروتونات مع الإلكترونات لتكوين النيترونات وهكذا تصبح مكونات النجم نيترونات فقط ونحصل على النجم النيتروني العالي الإشعاع وذي جاذبية عالية جداً والكثافة العالية جداً التي تصل حتى (10قوة14) غ/سم المكعب كما يمتاز هذا النجم النيتروني بنصف قطر يصل حتى ثلاثين كيلو متر فقط لكن له لف ذاتي كبير ما يسبب إشعاعات عالية يطلق عليها (النباضات) وللمقارنة تزن ملعقة شاي من النجم النتروني ملايين الأطنان تم أول رصد لأول نجم نيتروني عام 1967 بعد أن اكتشفت جوسلين بل مع هيويش أجساماً أطلقا عليها النباضات تشع نبضات منتظمة من الأمواج الراديوية اعتقدا في البداية أنها رسائل من سكان مجرات أخرى لكن أحلامهما وأمنياتهما توقفت عندما ألقى العلم كلمته فكانت هذه النباضات نجوم نيترونية وكانت أول أثبات لصحة التنبؤات.
بازدياد كثافة النجم النتروني لأكثر من 10 قوة 14 ينهار النجم النتروني داخلياً وينقص نصف قطره ونحصل على ما يسمى النجم الكواركي.
كانت هذه مفاجأة جديدة للعلماء قلبت مفاهيم العلم وجاء أول دليل رصدي ليؤكد صحة التوقعات (أول نجم كواركي هو RXJ1856) هذه التوقعات اعتمدت على معادلات «تشندرا سيخار» ويتميز النجم الكواركي عن النجم النتروني بسرعة دوران عالية جداً وتنبض بشدة أكبر وذات نصف قطر أصغر.
- الحالة الثالثة مرحلة الثقوب السوداء فالنجوم الأكبر من ثلاثة أضعاف كتلة الشمس تتحول بعد مرحلة العملاق الأحمر لثقوب سوداء وهو حيز من الفضاء يحيط بجسم تداعى وانكمش إلى أبعاد صغيرة لدرجة أصبح معها الجذب الثقالي كبيراً لدرجة أن الضوء نفسه لا يستطيع أن يهرب من قبضته.
إن بعض النجوم التي تفوق كتلتها 12 مرة كتلة الشمس تنفجر متحولة لمستعرات أعظميه (سوبر نوفا تطلق الطاقة بكميات هائلة في الكون كما تطلق مع طاقتها الهائلة المواد الثقيلة والتي جاء الحديد في الأرض عن طريقها وبعد ذلك يتحول النجم المتبقي من السوبر نوفا إلى نجم نيتروني (إذا كانت كتلة النجم بين 15 و30 كتلة شمس) أو ثقب أسود (30 فما فوق مرة كتلة شمس).

هل يمكن أن يحدث الغروب مرتين
الجواب طبعا لا.. لكن على بعد 200 سنة ضوئية يصبح طبعا نعم!
اكتشف المسبار كبلر كوكبا سمي Kepler-16b يدور حول نجمين وتم التأكد بشكل قاطع من هذا الاكتشاف حيث تبلغ الشمس الأولى 69 % من شمسنا أما الثانية فصغيرة 20%، والنجم الصغير يدور حول الكبير أما الكوكب فيدور حول الاثنين كل 225 يوماً، ورغم أن بعض الفلكيين كانوا قد تحدثوا بشكل نظري عن هذا الأمر إلا أنه لم يثبت إلا الآن، وهذا الكوكب بارد ويتألف من صخر وغاز وظروفه لا تسمح باستضافة الحياة، ولاحظ الباحثون أن هناك كسوفين للنجمين ولكن الملاحظة الأدق كانت وجود انخفاض في الضوء الصادر من النجمين رغم عدم وجود أي كسوف ما يعني وجود جسم ثالث وهو الكوكب حسب الصورة المرفقة، لقد وجد كبلر هذا الكوكب ضمن خطة عمله التي تتضمن البحث عن كواكب في 000 150.

أعلى درجة للانفجارات الشمسية
تستطيع الانبعاثات الشمسية الناتجة عن انفجارات على سطح الشمس أن ترسل الطاقة والضوء والجسيمات المشحونة ذات السرعات العالية في الفضاء، غالياً ما ترتبط هذه الانبعاثات مع العواصف المغناطيسية الشمسية المعروفة باسم الكتل الاكليلية المقذوفة. يتزايد عدد الانفجارات الشمسية بدورة كل 11 عاماً تقريباً، والشمس حالياً تتحرك باتجاه أقصى حد للنشاط الشمسي ومن المحتمل أن تصله عام 2013، وهذا يعني أن مزيداً من المقذوفات والانبعاثات الشمسية بانتظارنا، وبالطبع فإن لبعضها طاقة صغيرة ولكن لبعضها الآخر طاقة كبيرة تكفي للوصول إلى الأرض.
من المعروف أن أكبر المقذوفات تعرف بالصنف X وذلك استناداً إلى تصنيف يقسم الانفجارات الشمسية وفقاً لقوتها والطاقة المحملة بها وتبدأ بالأضعف من الصنف A ويتبعها B ثم C فــM وأخيراً X وهي تشبه إلى حد ما مقياس ريختر للزلازل وذلك من خلال درجات القياس فمثلاً الفئة X أقوى بعشر مرات من M وبـمئة مرة من C وكل فئة تدرج من 1 إلى 9 فمثلاً 2B أضعف من 7B وهكذا.
الفئة C تتميز بانفجارات متوسطة ولا تؤثر بشكل ملحوظ على الغلاف الجوي للأرض أما بالنسبة للفئة M فالمقذوفات تكفي لإحداث انقطاعات في البث الإذاعي لفترات وجيزة في القطبين وتسبب تهديداً حقيقياً لرواد الفضاء ولمحطات الفضاء والأقمار الصناعية.
بينما الفئة X ورغم أنها الفئة الأخيرة ولكن كما أسلفنا سابقاً مقسمة إلى تسعة أقسام وبالتالي هناك فرق كبير بين 1X و9X كما تبين عام 2003 حيث أن الانفجارات بين أقسام هذه الفئة تختلف بمدى تأثيرها وشدتها ولكنها تشكل الحد الأقصى للانفجارات الشمسية ورغم ذلك هناك اقتراح لتمديد الأقسام ليصل للحد 28X والذي يكفي لتدمير كل الأجهزة الالكترونية والاستشعار عن بعد وما له علاقة بذلك.
إن هذه الفئة تشكل حتى الآن أقصى ما يمكن تخيله عن الانفجارات الشمسية أو حتى تصوره حيث إن كل حلقة من حلقات الانفجار في هذه الفئة أكبر من حجم الأرض كاملة بعشرات المرات وتسبب ازدياداً كبيراً للحقل المغناطيسي للشمس وتداخلها مع بعضها وتسبب إعادة انفجار سطح الشمس بسلسلة غير معروفة النهاية ويعادل كل انفجار مليارات القنابل الهيدروجينية وبنفس القوة.
هذه الانفجارات ستسبب عواصف شمسية طويلة ومتتابعة تقضي على الأقمار الصناعية وأنظمة الاتصالات وشبكات الكهرباء وكل التكنولوجيا الأرضية ويكفي ما حدث في 5 و6 كانون الأول عام 2006 على سبيل المثال حيث حدث انفجار شمسي من الفئة 1X تسببت بانهيار منظومة الـGPS وقتها والتشويش على محطات الاستقبال الأرضي وانهارت بورصة شيكاغو للسلع وحدث اضطراب في أميركا وحوادث سرقة بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

د.  محمد العصيري

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...