العيد .. بثياب قديمة؟! الأسعار لا تستجيب لضعف الطلب..

07-12-2008

العيد .. بثياب قديمة؟! الأسعار لا تستجيب لضعف الطلب..

شهد إقبال الناس على الشراء في أسواق دمشق هذه السنة تراجعاً ملموساً عما كان عليه في السنوات السابقة وخاصةً في أسواق الثياب، ما يشير إلى ضعف القدرة الشرائية الموجودة بين يدي الناس، وينذر بأن كثيرين من سكان دمشق سيقضون عيدهم بعيداً عن البهجة، وفي أحسن الأحوال قد يتسنى لقليلين أن «يبتهجوا» بحلول هذا العيد!!. 
 السوق «للفرجة» فقط!
صحيح أن بعض أسواق الثياب شهدت الازدحام التقليدي الذي تشهده عادة في مثل هذه الفترة من السنة، إلا أن هذا الازدحام (الذي قل عنه في السنوات السابقة) لم يؤدِّ فعلياً- كما هو مفترض- إلى تنشيط حركة البيع والشراء في الأسواق، بل اقتصر دوره على إحياء الطقس الشعبي المتمثل بالنزول إلى السوق وإشباع العين بالتفرج على معروضاتها. هذا ما أكده كثير من الباعة لـ«الوطن» حين استبعدوا إمكانية وصف وضع السوق حالياً بأنها سوق عيد، إذ وحسب الباعة فإن البضائع المعروضة منذ نحو شهر في السوق لا تزال على حالها في معظم المحال، حيث يكتفي الزبائن المتجولون (في سوقي الحمرا والصالحية) بتقليب البضائع والمفاصلة على الأسعار التي يصفها كثيرون بالمرتفعة قبل أن يخرجوا مثلما دخلوا بأيد فارغة.
ويعزو الباعة هذه البلادة التبادلية إلى أسباب تتعلق «بتقلص مدخرات الناس بعد عيد الفطر الذي أفرغ جيوبهم بمساعدة ما رافقه من متطلبات ضرورية أخرى تلت مصاريف شهر رمضان كمصاريف المدارس وموسم المونة».

الأسعار مرتفعة رغم ضعف الطلب
والحال هذه ورغم ضعف الإقبال فإن الأسعار لا تزال في عيون الناس «كاوية»، وكأن قانون العرض والطلب لم يعد يحكم حركة السوق، إذ على حين يؤكد الباعة ضعف حركة الشراء فإن الأسعار لا تزال محافظة على ارتفاعها بالنسبة لجميع السلع، والتفسير الوحيد أن أسعار المعروضات محددة مسبقاً من بعض التجار وعلى «عينك يا مواطن» لكونها حسب أحد زبائن السوق: «لا تتأثر بضعف الطلب وإنما برغبات التجار»! فخارج المحلات توضح أم أنس (إحدى المتجولات في سوق الصالحية) وجهة نظر المشترين قائلةً: «صحيح أن العيد الكبير يأتي دائماً بعد فترة من المصاريف الكبيرة ونستطيع أن نشتري ما يلزم له، إلا أن هذا العام كان الأصعب علينا عموماً ولاسيما في مواسم الأعياد، فالأسعار مرتفعة إلى حد غير مسبوق وكأننا لسنا في سورية، وقد أدى هذا الارتفاع إلى تغيير العادات الشرائية لدى الكثيرين الذين لا يملكون ما يكفي لسد حاجيات العيد كاملة». ويمكن القول إن تحرير الأسعار ساهم بخلق فجوة مالية في جيوب معظم الناس، ولم يعد يمكن للموظف (مثلاً) أن يرمم وضعه المالي بسهولة، على حين كان يستطيع (قبل تحرير الأسعار) ولو بصعوبة، أن يعيد ترتيب أموره المالية خلال ثلاثة أشهر كحد وسطي، أما الخارج حالياً من معركة تكاليف شهر رمضان والعيد الذي يليه فلم يعد يجد متسعاً من الوقت أو من الأجر ليراكم بعض المدخرات الإضافية اللازمة لاستقبال عيد الأضحى.

أيام العيد تفقد الموظف مرتبه
لم تعد الأسعار في المقابل ترحم أحداً، فمتوسط ثمن ثياب الأطفال المعروضة في أسواق دمشق بات يتراوح بين 2000 و4500 ل. س، وإذا كان نصف سكان دمشق البالغ عددهم 4 ملايين نسمة يعملون، ونصف العاملين موظفون فإن أجر الموظف الذي لا يتعدى 10 آلاف ليرة، لا يكفي لسد كامل المتطلبات فوجود طفل واحد في العائلة يعني حذف نصف المرتب تقريباً، ناهيك عن الضيافة التي لا يقل ثمن كيلوغرام متوسط الجودة من أحد أنواعها (مجمع شوكولا مثلاً) عن 350 ل. س، على حين يستمر كيلوغرام لحم الغنم بالارتفاع ليتراوح بين 675 و725 ل.س، أضف إلى ذلك ما تشهده سوق الفواكه والخضار والحاجيات الأساسية الأخرى من ارتفاعات متتالية لا تتناسب مع الطلب عليها أبداً.
وبذلك يدفع الموظف جميع مرتبه خلال مالا يزيد على أربعة أيام هي فترة العيد! فكيف يكمل الموظفون بقية الشهر وكيف يسددون ديونهم السابقة؟ إن الإجابة عن السؤال لن تمنع الناس من شعورهم بالفاقة المالية ولن تنجدهم إلا رقابة حقيقية تمارسها الحكومة عبر جهاتها المختصة (وهذا ما تتغنى به الحكومة مصرّةً على أنها تمارسه)!
لقد انخفضت قدرة الناس الشرائية إلى ما يقارب الصفر حسب كل المعطيات على الأرض، فكيف سيكون وجه العيد الكبير في دمشق هذه السنة؟! هذا ما تقوله سوق العيد، وهذا ما يجري قبيل العيد بيومين: الناس تتفرج والحكومة صامتة وكثيرون من أبناء دمشق لن يشتروا ثياباً جديدةً للعيد.

أسعار السلع المرتفعة تبعدها عن الأيدي
وصلت أسعار الفروج إلى 130 ل. س، وحافظت المنتجات الحيوانية الأخرى على أسعارها مثل البيض بـ160 للصحن واللبن المصفى 85 والجبنة البيضاء تتراوح أسعار أنواعها المختلفة بين 160 و230 ل. س.. وتشهد أسعار معظم الغذائيات ارتفاعاً ملحوظاً منذ بداية الشهر، وفيما يلي متوسط أسعار بعض المعروضات الملازمة للعيد في أسواق دمشق ليوم أمس:

ضيافة وحلويات:
يتراوح ثمن كيلو غرام الحلويات بأنواعها (راحة، شوكولا، برازق، معمول... الخ) في الأسواق الشعبية بين 250 و750 ل. س. وفي الأسواق المتخصصة بين 300 و1500 ل.س.
خضراوات وفواكه:
السلعة الثمن ل.س
تفاح 40/60
حمضيات 35/50
موز 50/60
بندورة 30/40
خيار 30/40
كوسا 40/45
باذنجان 30/35
بصل 20/25
بطاطا 30/35


ثياب:
الأطفال
القطعة الثمن ل.س
بنطال 600/900
كنزة 500/750
معطف 1500/2500
طقم 2300/3750
حذاء 800/1800


الشباب
القطعة الثمن ل.س
بنطال 750/1200
كنزة 900/1900
معطف 2000/3800
طقم 3500/6000
حذاء 1000/2500


البنات
القطعة الثمن ل.س
بنطال 900/1650
كنزة 950/2500
معطف 2000/4500
طقم 3500/6000
حذاء 1000/2600

 

وسيم الدهان

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...