التفاصيل الكاملة لجريمة قتل محامي وشقيقه

05-02-2008

التفاصيل الكاملة لجريمة قتل محامي وشقيقه

منتصف ليل العاشر من الشهر الأول لهذه السنة عرفت طرطوس جريمة مروعة ذهب ضحيتها رجلان في الأربعينيات من عمرهما.

أ خ وشقيقه عثر عليهما مقتولين في السيارة على طريق طرطوس اللاذقية قرب معمل الحديد في موقع جسر البلاطة على مدخل طرطوس الشمالي..‏

وضع السيارة المريب بجوار الطريق كان الدافع للابلاغ عنها وفور أخذ العلم توجه السيد مدير منطقة طرطوس بعد اعلام قائد شرطة المحافظة إلى موقع السيارة حيث كانت المفاجأة..‏

رجلان في العقد الرابع من العمر مقتولان بواسطة مسدس الشخص الأول خلف المقود والثاني في المقعد الخلفي ومن ثم حضرت عناصر الادلة الجنائية وتم رفع البصمات وتصوير السيارة وابلغ المحامي العام حيث أمر بنقل السيارة بمن فيها إلى مشفى الباسل بطرطوس لإجراء الكشف والتحقيق وبدأت التحقيقات بحضور قاضي التحقيق والطبيب الشرعي حيث تبين أن المغدورين تعرض كل منهما لثلاث طلقات في الرأس ومن موقع قريب وبتفتيش موقع الجريمة عثر على 6 فوازغ لمسدس عيار 45 مم كما تم التعرف إلى هوية المغدورين وتبين أن الأول (خ.ع.ن) محام من اللاذقية والآخر شقيقه (ن) كما عثرت دوريات الأمن الجنائي على سندات وشيكات وبراءة ذمة باسم ( س.ر.ش) و (ش.ت.و) حيث قامت دورية من فرع الأمن الجنائي بطرطوس وبموجب مذكرة من قاض التحقيق الأول في طرطوس السيد عبد الكريم حامد عبد الكريم بإلقاء القبض عليهما في اللاذقية وتم إحضارها إلى فرع الأمن الجنائي بطرطوس وبدأ التحقيق معهما بحضور رئيس وضباط ومدير المنطقة وبمتابعة من قائد الشرطة واشراف قاضي التحقيق الأول.‏

منذ البداية تبين أن الشبهات تحوم حول المدعو ( س) وأن لا علاقة للمدعو (ش) وتم تكليف عدد من دوريات الأمن الجنائي بطرطوس حيث ارسلت إلى اللاذقية لجمع المعلومات ومن هنا كانت البداية.‏

- وملخص الحكاية أن (س) طلب من القتيلين الذهاب معه إلى طرطوس من أجل دفع ما بذمته معهما وأوهمهما أن شقيقته ستبيع قطعة أرض وتعطيه المبلغ (5) ملايين ليرة سورية وطلب منهما الكتمان كي لا تحرج شقيقته إلا أن القتيلين ولحسن الحظ لم يلتزما بذلك وأبلغا والدتهما وزوجة الأخ.‏

وبدأت الدائرة تضيق حول المشتبه به (س) الذي حاول تضليل التحقيق مستغلا معرفته العميقة بالقانون فهو طالب في الحقوق ونجل محام مشهور.‏

في البداية اعترف أنه اتفق مع شخص يدعى (ا.ه-ع) على القيام بسلبهما ما يملكان وعدم القتل وأن يقوم باحضار السندات والأوراق له أما النقود فيأخذها هو إلا أن هذا الشخص أنكر كل ذلك جملة وتفصيلا وبالمواجهة اضطر (س) للاعتراف بأنه القاتل ولكنه تابع المراوغة حيث قدم معلومات خاطئة عن مكان سلاح الجريمة الذي لم تجده عناصر الأمن الجنائي بمساعدة الكلاب البوليسية المتخصصة بالبحث عن الأسلحة والمتفجرات.‏

وتبين أن المجرم يراوغ كي لا يسلم سلاح الجريمة كدليل دامغ على جريمته النكراء كما لم يعترف بمكان مفتاح السيارة الذي كان مفقودا منذ البداية ومن هنا كان السؤال لماذا يخفي مفاتيح السيارة؟! وما المفاتيح التي كانت في علاقة المفاتيح.‏

وبموافقة القضاء تم تفتيش مكتب المغدور المحامي (خ) وتم العثور على عدد كبير من المعاملات المالية والسندات والشيكات مسحوبة على المدعو (س) ولصالح المغدورين وبمواجهة المتهم بكل ذلك اضطر للاعتراف الكامل وروى الحكاية بالتفاصيل حيث أكد أنه حضر معهما من اللاذقية وركب من أمام الجامعة ( تشرين) كي لا يراه أحد راويا لهما كذبته السابقة بخصوص شقيقته وفي المكان الذي حدده لارتكاب الجريمة مسبقا وطلب منهما التوقف لقضاء حاجة وقام بارتكاب جريمته النكراء بمسدس كان اشتراه لهذه الغاية منذ خطط لارتكاب جريمته ولدى اطلاق النار انطلق جهاز الانذار داخل السيارة فحاول إطفاءها وأخذ المفاتيح وهرب إلى الاتجاه الثاني من الأوتستراد عائدا إلى اللاذقية وهناك حاول تثبيت تواجده في اكثر من مكان وبعد ذلك توجه إلى البحر موقع نادي اليخوت حيث قام بإلقاء المسدس والمفاتيح ضمن حوض المياه وعاد إلى منزله ونام حتى الصباح حيث ألقت القبض عليه دوريات الأمن الجنائي وبدلالة الموقوف انتقلت دوريات الأمن الجنائي وبمساعدة غطاسين تم انتشال المسدس والمذخرين والمفاتيح وتبين بالخبرة الفنية انه المسدس نفسه الذي ارتكبت به الجريمة وبذلك اكتملت عناصر القضية وتم احالتها إلى القضاء كي ينال المجرم جزاءه العادل.‏

 

هيثم يحيى- محمد حسين

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...