إنقلاب نظرة العلم الى الطبيعة رأساً على عقب

09-11-2011

إنقلاب نظرة العلم الى الطبيعة رأساً على عقب

في تعقيب تداولته وكالات الأنباء عن فشل «المُصادِم الكبير» في العثور على «جسيمات التناظر الفائق»، أكّد غيدو تونيللي، أحد العاملين في هذا المُصادِم، أن وجود أو عدم وجود الجسيمات المنشودة ينطوي على تطوّرات علمية خطيرة. وإذا لم يتمّ العثور على الجسيمات، فإن الصورة المرسومة علمياً عن الطبيعة، تنقلب على رأسها.

بقول آخر، «سنلغي فكرة وجود «بوزون هيغز»، وهو الجسيم الذي يتماشى وجوده مع نظرية «النموذج المعياري» Standard Model في الفيزياء. ويعني هذا أنه يتعين علينا أن نعيد النظر بالكامل في كل وجهة نظرنا عن الطبيعة»، بحسب كلمات تونيللي.

وفي سياق متصل، أوضح البروفسور جوردان ناش من «الإمبيريال كوليج» في لندن، وهو أحد العاملين في «المُصادِم الكبير»، إن الباحثين كانوا يأملون بالعثور على دليل على التناظر الفائق. واستطرد قائلاً: «لكن عدم عثورنا على دليل، يؤكد لنا أن فهمنا عنه غير كامل، أو أنه يختلف قليلاً عما كنا نتصوره، أو لعله لا وجود له بالمرة».

تعبّر تلك الكلمات عن خيبة أمل على نطاق واسع. لكنها خيبة لا تطاول أوساط الفئات المنشقة على المؤسسة العلمية الرسمية عالمياً. إذ لم يؤمن المنشقون أصلاً بهذا السيناريو كله، لأنهم لا يؤمنون أصلاً بنظرية «الإنفجار الكبير»، بل يصفونها بأنها أُم كل هذه البِدع.

تذكيراً، تزعم نظرية «الإنفجار الكبير» أن الكون برمته كان قبل 13.7 بليون سنة هباء بحجم يقارب الصفر، في درجة حرارة مطلقة. ثم إنفجر بفعل ضغطها الهائل. ونشأ مع إنفجاره الزمن والفضاء، فقبل ذلك لم يوجد لا زمن ولا فضاء! وفي الهنيهات الأولى من الثانية الأولى بعد ذلك الإنفجار، بدأت جزيئات المادة في الظهور. وبمرور الزمن تكوّنت النجوم والكواكب والمجرات. وبقيت المجرات في حال تباعد مستمر، كما استمر الفضاء في حال من التمدّد الدائم.

لا يتسع هذا الحيز لاستعراض الرواية الطويلة لنظرية «الإنفجار الكبير»، والدخول في تفاصيلها. والآن، وقد تداعت فكرة وجود جسيمات فائقة التناظر، ماذا يكون مصير نظرية الإنفجار الكبير؟


المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...