ألبسة الماركات تنافس الألبسة الشعبية في حلب!

08-03-2009

ألبسة الماركات تنافس الألبسة الشعبية في حلب!

زاد الطلب على ألبسة دور الأزياء العالمية في موسم التخفيضات الذي آذن بالرحيل مع اقتراب حلول الربيع على حساب الألبسة محلية الصنع، وخصوصاً الشعبية منها، والتي لم ترتق حسوماتها لتطلعات الطبقة الشعبية التي آثرت ألبسة الماركات متساوية القيمة معها.
وغدا بإمكان ذوي الدخل المتوسط شراء الألبسة من المحال المختصة ببيع الماركات الأجنبية منها بسعر يوازي سعر الألبسة الشعبية بعد انخفاض ثمنها بمقدار 70 بالمئة في السوق المحلية، وهي المرة الأولى التي يهبط سعرها بهذا القدر نظراً لتراجعه في السوق العالمية بنتيجة الأزمة المالية وتراكم معروضات منافذ البيع محلياً.
ولعب ضعف المدخرات المالية وشح السيولة دوراً في كسر حدة «السولدات» أو «السّيلات» بحيث وصل سعر بنطلون الجينز إلى 500 ليرة والبلوزة النسائية إلى 350 ليرة والجاكيت النسائي إلى 700 ليرة نزولاً من 3500 ليرة في موسم الشتاء. ويبدو أن غياب المناسبات التي ترفع من حجم الطلب زاد من مرونة أصحاب المحال في زيادة نسبة الحسم عن 50 بالمئة كما جرت العادة في السنوات الماضية.
«اشتريت لزوجتي وأطفالي الأربعة ألبسة شتوية بأقل من نصف القيمة من محال الأزياء على أن نستعمل بعض المشتريات فيما تبقى من موسم الشتاء ونترك الباقي للموسم القادم، وهي أفضل طريقة لشراء الألبسة ذات النوعية الجيدة بسعر الألبسة الشعبية ومحلية الصنع مرتفعة الثمن»، كما يقول موظف حكومي، مشيراً إلى أن العديد من زملائه اقتدى بعمله في تسوق ألبسة الماركات.
وأعلن الكثير من محال البيع في الشوارع التي تضم العديد من منافذ بيع ألبسة الماركات العالمية عن سعر قطعة الثياب الواحدة على واجهات العرض، مثلاً «سعر أي قطعة بـ 350 ليرة» و«القطعة بـ500 ليرة»... لكن بدخول المحل تتبدل التسعيرة بتغير رفّ العرض لتبلغ تنزيلات بعضها 40 بالمئة بدل نسبة الـ70 بالمئة المعلن عنها على واجهة العرض ويبرر أصحاب المحال فعلتهم بأن بعض أصناف الألبسة تتكبد خسائر كبيرة بزيادة نسبة حسوماتها عن حد معين. والمفارقة لجوء أسماء مشهورة في عالم الموضة إلى تصريف منتجاتها عن طريق منافذ بيع أخرى بعد انخفاض أسعار مقتنياتهم من الألبسة بشكل كبير: «بعت بعض القطع بـ15 ألف ليرة مع قدوم الشتاء لكنني اليوم مضطر إلى بيعها بـ2500 ليرة لكن في محل آخر كي لا تؤثر على سمعة محلي...»!.
ولم تشهد ألبسة الأطفال نفس نسبة حسومات الألبسة النسائية والرجالية لازدياد الطلب عليها في موسم التنزيلات لكن حال السوق اضطر أصحاب المحال إلى خفض السعر بنسبة 50 بالمئة «وعلى الرغم من ذلك لم يصل الطلب إلى حد المأمول منه قياساً إلى السنوات المنصرمة بسبب انخفاض دخول المستهلكين نتيجة الضائقة الاقتصادية التي تعيشها مدينة حلب»، بحسب قول صاحب محل في شارع النيل.
ويشتهر شارع النيل وحيّا الموكامبو والعزيزية بكثرة المحال المختصة ببيع ألبسة الأزياء العالمية، وارتفعت حجوم مبيعاتها في السنوات الخمس الأخيرة لإقبال شرائح مختلفة على تسوق بضاعتها، ما زاد من أعدادها لكن الأزمة المالية الراهنة أثرت على مبيعاتها لتغير من سياستها التسويقية التي قللت من أرباحها كخيار لا بد منه بدل تدوير المبالغ المجمدة في بضاعتها إلى موسم الشتاء القادم.
وتوقع وكلاء لألبسة ماركات عالمية أن يستمر تأثير الأزمة في موسم الصيف «ما يعني أن خفوضات واضحة على تسعير الألبسة ستلحق بالألبسة الصيفية التي ستطرح في السوق بسعر أخفض بـ20 بالمئة مقارنة بسعر السنة الماضية»، وفق قول أحدهم لـ«الوطن»، الأمر الذي سيشجع متوسطي الدخول على اقتناء هذه النوعية الجيدة من الألبسة على حساب الألبسة الشعبية الرائجة والتي لا تقدر على مجاراة ألبسة الأزياء بنسب حسوماتها نظراً لارتفاع تكاليف الإنتاج في الورش والمصانع المنتجة لها والتي راح بعضها يغلق أبوابه كرد فعل على تداعيات الأزمة.

خالد زنكلو

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...