بعد الرد الأميركي في سوريا… هل تقترب المواجهة الشاملة؟

30-10-2023

بعد الرد الأميركي في سوريا… هل تقترب المواجهة الشاملة؟

الكثير من الأسئلة  فتحتها أميركا بعد اعلانها لتنفيذ ضربات ضد منشأتين شرق سوريا، يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني ومجموعات مرتبطة به، فما التداعيات التي من الممكن أن تترتّب على التوتّر المستمر على مستوى المنطقة، إنطلاقاً من تداعيات الحرب القائمة في قطاع غزة، في ظلّ التصعيد في المواقف بين المحورين.

من حيث المبدأ، لا يزال الميدان العسكري هو المتحكّم بالمدى الذي كانت تذهب إليه المواجهة، التي تتراوح المواقف منها بين التصعيد والدعوة إلى التهدئة، حيث ستكون الأمور مرهونة بما ستقدم عليه إسرائيل في هذا المجال، في ظلّ التأكيدات التي تصدر عن المسؤولين فيها بأنّها ذاهبة نحو خيار العمليّة البريّة.

في هذا السياق، تشير مصادر لبنانية إلى أنّ ما ينبغي التوقف عنده في الإعلان الأميركي، هو وضع الضربات التي حصلت في إطار “الدفاع عن النفس”، أيّ أن الولايات المتحدة، على الأقل حتى الآن، ليست في وارد القيام بأيّ خطوة هجوميّة من قبلها، وهو ما يتوافق مع الإطار العام لموقف واشنطن، التي تدعو إلى عدم توسيع رقعة المواجهة نحو بلدان أخرى.

بالنسبة إلى هذه المصادر، ما ينطبق على هذه الضربات ينطبق أيضاً على كل التحركات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة، التي لا تزال تضعها في إطار ردع باقي المجموعات التي من الممكن أن تدخل على خط الحرب في غزة، سواء كان ذلك من لبنان أو العراق أو سوريا أو اليمن، وتضيف: “من المؤكد أن واشنطن غير ساعية إلى مواجهة شاملة في المرحلة الراهنة، بل على العكس من ذلك ستسعى إلى تفاديها”.

في قراءة المصادر نفسها، لدى واشنطن مصلحة في تحقيق تل أبيب “لإنجاز” ما، يساعدها في إستعادة صورتها “الردعيّة”، لكنها في المقابل هي لن تسمح لها بالذهاب إلى “مغامرة” خطيرة، وهو ما يبرر الخطوط الحمراء التي تضعها أمام العملية البرّية المنتظرة، وتشير إلى أن الولايات المتحدة، لا سيما الإدارة الحالية برئاسة جو بايدن، لن تكون غاضبة، في حال دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في المستقبل القريب، “سياسياً ثمن ما حصل.

على الرغم من ذلك، يبقى السؤال الأساسي هو الإحتمالات التي من الممكن أن تقود إلى سيناريو إنفجار الأوضاع بشكل كامل، خصوصاً أنّ المناوشات الحاصلة في أكثر من ساحة تؤكّد عدم القدرة على إستبعاد هذا السيناريو بشكل كامل.

في هذا الإطار، توضح المصادر اللبنانيّة المتابعة، عبر “النشرة”، أنه من حيث المبدأ اليوم هناك مواجهة متعدّدة الساحات، بغض النظر عن أن حجمها لم يصل إلى المستوى الشامل الذي يخشى منه الكثيرون، حيث تلفت إلى العمليات العسكرية الحاصلة في أكثر من مكان، أبرزها جنوب لبنان، التي ترى أنّها تندرج في سياق الحرب بالوكالة القائمة بين الجانبين الأميركي والإيراني.

من وجهة نظر هذه المصادر، بات من الواضح أنّ واشنطن وطهران تقودان المواجهة في صورتها العامة، حيث تلفت إلى أن لدى الجانبين مصلحة في عدم توسّعها، لكن في المقابل هناك إختلاف في الرؤية حول كيفية الإنتهاء منها، فإيران تعتبر أن من الأفضل الذهاب إلى وقف لإطلاق النار وفق المعطيات الحالية، بعد أن كانت “حماس” حقّقت إنتصاراً كبيراً، بينما ترى الولايات المتحدة أنّ هذا الأمر لا يمكن أن يحصل، قبل أن تنجح تل أبيب في إعادة رسم التوازن من جديد.

في المحصّلة، تشير المصادر نفسها إلى أنّه ضمن هذين الحدّين يمكن وضع المناوشات الحاصلة في الساحات الأخرى، حيث يسعى كل محور إلى فرض وقف إطلاق النار وفق المعطيات الميدانية التي تخدم مصالحه، من دون أن يقود ذلك إلى المواجهة الشاملة، لكنها تشدد على أن هذا لا يلغي أن إحتمال تدحرج الأمور يبقى قائماً، لا سيما إذا وقع خطأ ما في التقييم.

 

النشرة 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...