البنتاغون تنشر 2600 صفحة من الوثائق مرتبطة باستجواب معتقلين في غوانتانا
كشفت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، طوعا 2600 صفحة جديدة من الوثائق المرتبطة باستجواب معتقلين في قاعدة غوانتانامو، بعد جهود استمرت اربعة ايام لابقاء اسمائهم سرية.
وتشمل هذه الوثائق التي وضعت على موقع البنتاغون على الانترنت، محاضر جلسات استماع اجرتها لجان لتقييم وضع «المقاتل العدو» للمعتقلين مرة كل سنة لتحديد ما اذا يمكن اطلاق سراحه او نقله, وبينها ملفات ستة جزائريين اعتقلوا في البوسنة عام 2002 ونقلوا الى غوانتانامو بعدما اوقفت المحكمة العليا البوسنية ملاحقتهم بتهمة التخطيط لتفجير السفارة الاميركية في سراييفو.
ويعتبر ملف «البوسنيين الستة» غير عادي لانهم اعتقلوا في اوروبا بعيدا عن افغانستان حيث اوقف غالبية المعتقلين الـ 490 المحتجزين في غوانتانامو في اطار الحرب على الارهاب, وقد رفض احدهم بلخادم بن صياح، المثول امام اللجنة للرد على الاتهامات بانه حضر مجندين محتملين لـ «القاعدة» لحساب ابو زبيدة، احد ابرز مساعدي اسامة بن لادن.
وتقول الحكومة في الوثائق، ان ابن صياح كان لديه رقم الهاتف الخليوي لابو زبيدة وقد اجرى سبعين اتصالا الى افغانستان بين 11 سبتمبر 2001 وحتى اعتقاله في اكتوبر 2001.
والخمسة الاخرون ـ صابر الاحمر ومحمد نشلة ومصطفى آيت ايدير وبودلة الحاج وبومدين الاخضر ـ يبدو انهم اعتقلوا لانهم كانوا يعرفون ابن صياح, كما يشتبه في انهم اعضاء في «الجماعة الاسلامية المسلحة» التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة ارهابية جزائرية.
وخلال الادلاء بافادتهم عبروا عن استغرابهم ازاء الاتهامات الموجهة اليهم, وقالوا لمحققي اللجان انه لم يكن لديهم اهتمام في مخطط تفجير السفارة, وتابع بودلة: «انني هنا منذ ثلاث سنوات ولقد سمعت لتوي هذه الاتهامات، لم يذكر لي احد هذه الاتهامات».
وغادر الاشخاص الستة الجزائر في اواخر الثمانينات ومطلع التسعينات ووصلوا الى البوسنة حيث تزوجوا من بوسنيات وعملوا لدى عدة منظمات خيرية اسلامية، حسب محاضر قدمها محامو الدفاع, لكن ثلاثة من الستة قالوا انهم لم يتعرفوا الى ابن صياح الذي يشتبه في انهم زعيم الخلية قبل ان ينقلوا الى غوانتانامو.
وحسب محامي الدفاع، فان بومدين الذي عمل لدى الهلال الاحمر التابع للامارات، قدم في بعض المناسبات المواد والالبسة لاولاد ابن صياح.
وقال المحامون في وثائق ان الاحمر وابن صياح التقيا مصادفة في سوق في زينيتشا حيث كان ابن صياح يقيم.
وجاء في مقال نشرته مجلة «تايم» ورد في هذه الملفات كدليل بان اعتقال الجزائريين تم كما يبدو عبر التقاط مكالمة هاتفية في 18 اكتوبر 2001 اجراها الاحمر وبحث فيها حملة الضربات الاميركية على افغانستان.
واعتقل الستة خلال 72 ساعة بتهمة التخطيط لتفجير السفارة الاميركية, وبعدما وضعوا قيد السجن الاحتياطي في انتظار التحقيق، افرج عنهم في 16 يناير 2002 بعدما اغلقت المحكمة العليا البوسنية الملف.
لكنهم قالوا ان قوات خاصة بوسنية اعتقلتهم اثر الافراج عنهم وسلمتهم للاميركيين.
واوضح بودلة «امضينا اربعة ايام معصوبي العينين فيما وضع لاصق على افواهنا واوثقت ايدينا وارجلنا، ولم ندرك مكان وجودنا الا بعد وصولنا الى هنا».
ورفض الاحمر الادعاءات الاميركية بانه كان شريكا لابن صياح, وقال للجنة «اتحداكم ان تجدوا شخصا او اي شيء يثبت انني كنت على علاقة مع رجل ينتمي الى القاعدة».
وذكر محامو الدفاع ان صهر الاحمر السابق علي الحمد الذي يقضي عقوبة سجن تحدث عن رابط بين الجزائريين و«الجماعة الاسلامية المسلحة» ليؤمن خروجه من السجن.
والوثائق التي نشرت لا تشمل معلومات مصنفة تاخذها اللجان في الاعتبار لاصدار قراراتها.
ومطلع مارس، نشرت البنتاغون اثر امر صادر عن قاض فيديرالي في نيويورك خمسة الاف صفحة من محاضر وردت فيها للمرة الاولى اسماء مئات المعتقلين في غوانتانامو وجنسياتهم.
وقال ويتمان ان وزارة الدفاع رأت ان من الافضل نشر هذه الوثائق بمبادرة منها حتى لو لم تكن مرغمة على ذلك.
وفتح معتقل غوانتانامو في يناير 2002. والقي القبض على المعتقلين فيه وهم من نحو ثلاثين دولة مختلفة، في غالبيتهم في افغانستان خريف عام 2001.
وكالات
إضافة تعليق جديد