غسان الرفاعي

يزعم مؤرخ للفكر المعاصر لا يخلو من خفة الدم وقلة الأدب، أن هناك ثلاث مدارس فكرية جديدة تلقى نجاحاً منقطع النظير في أوربا الغربية الآن: تسمى الأولى« فلسفة الروليت» وتنتشر في باريس، وتسمى الثانية«فلسفة الحالة» وتنتشر في مدينة لندن، وتسمى الثالثة«فلسفة العطب» وتنتشر في مدينة روما. ‏

-1- بعد سحب القومية العربية من التداول وتوصيفها (بالطوبائية والغوغائية, والتسلطية الطفولية), وبعد تفتت التضامن العربي واتهام الداعين إليه (بالانتهازية, وفقدان الحس الواقعي), وبعد أن فشلت المصالحة العربية بسبب تجاهلها للحساسيات وإغراقها في التفاؤل الساذج يأتي وزير فرنسي سابق ممن مازالوا يحبون العالم العربي,

-1- كان يخيل للجميع أن بداية هذا القرن وقد تلامحت بداياته ستحقق التقدم والاستقرار: التقدم، لأن التاريخ بدأ يتوجه نحو الطريق القويم،.

حينما يغزوك الاكتئاب، من حيث لا تدري، ويستبد بك القرف من حيث لا تتوقع، لا ترى بلسماً يريحك إلا بالاستنقاع في كتاب، كنت اقتنيته، ثم أرجأت قراءته بدافع السأم تحاول أن تتجاهل وأن تتناسى ما أنت غارق فيه من فجور سياسي وفسق أخلاقي،.

حينما علمت أن (وليام سارويان)، الكاتب الأرمني الأمريكي الذي اكتشفته في مطلع حياتي، وترجمت له معظم قصصه القصيرة، يعاني سكرات الموت في مستشفى (كاشان) في باريس، تملكني حزن شديد.

-1- يصر أحد كبار كتاب هذا العصر (أندريه جيد) على أن «الاكتئاب» ليس حالة شعورية تقتحم الإنسان في فورات اليأس، والقهر، والفشل،.

-1- لفظة «ليش بوت» الفرنسية تعني «لاعق الأحذية» وتطلق على «المنافق» الذي يجيد التزلف إلى المسؤولين وممثلي السلطة, ويتجنب الالتزام بموقف ثابت .

أصدر صحفي إيطالي يدعى (أوريست ديل بونو) رواية شيطانية في مطلع حياته، أظهر كراهيته فيها لمدينة ميلانو، لأنها (تخلو من اللصوص والقتلة والفاسقين). ‏

لا يسجل المؤرخون إلا «الحياة العامة» لصانعي التاريخ وقلما يتحدثون عن «حياتهم الخاصة» فهذه –كما يزعم- هي «ملكية محروسة» وليس من الأخلاق الكشف عن أسرارها وخباياها، ولا يركز المؤرخون إلا على «الحدث» الذي يرتبط باسم صانعي التاريخ،

لا أتعاطف مع الفيلسوف الألماني (ليسينغ) على الرغم من أنني أدمنت على قراءته في مطلع حياتي الثقافية، لقد اكتشفت بعد أن تمعنت في كتبه أنه ثقيل الدم،