القـات ينتشـر فـي الصومـال.. يعيـل عائـلات والنسـاء يخاطـرن ببيعـه

05-01-2012

القـات ينتشـر فـي الصومـال.. يعيـل عائـلات والنسـاء يخاطـرن ببيعـه

رئيسان للصومال، الأول شيخ شريف شيخ أحمد، والثاني «القات». والتشابه في الكنية يعود لتشابه الخطوات المتعبة مع الرئيس منذ لحظة وصوله إلى المطار، حيث إن تطبيق البروتوكول مع الثاني لا يقل دقة عن ذلك المتبع مع نظيره الأول.
وفي كل يوم تهبط 14 طائرة آتية من كينيا في مطار مقديشو الدولي، حاملة على متنها أغصان شجر القات أو «الرئيس الثاني» كما يلقبونه، الذي بات جزءا من الحياة اليومية لصوماليين كثر. وتشحن كميات القات هذه في سيارات شحن تحت حماية أمنية، وتنقل «الوافد المنتظر» إلى ميدان كبير في جنوب العاصمة.
وقال أحد كبار تجار القات عبدي يري «زاد عدد تجار القات في الآونة الأخيرة بسبب قلة فرص العمل... في بعض الأحيان نشهد حالة أمنية صعبة بسبب خلافات على تقاسم القات، مما يؤدي إلى تبادل لإطلاق النار في الميدان». ولا يكون القات مقتصراً على حاجات سكان مقديشو، بل يتم أيضاً إيصاله إلى معظم المناطق في الصومال».
ومن يتجول في أسواق القات في الصومال يلحظ هيمنة النساء على تجارته، إذ يتاجرن بأغصان الشجر الأخضر للحصول على لقمة العيش. وتعلل إحدى بائعات القات في هذا الميدان الشهير، سبب زيادة عدد السيدات اللواتي يتاجرن بالقات «أنا أم لسبعة أولاد توفي والدهم في الحرب الأهلية ولا معيل آخر لدينا لذلك اضطررت لبيع القات». وتروي بائعة القات العراقيل التي تعترض طريقها أثناء القيام بعملها خاصة مع الميليشيات المسلحة.
أما نوني فلديها خبرة طويلة في بيع القات، فقد بدأت هذه التجارة قبل 20 عاماً. وتقول «كنت في هذه المهنة لفترة أطول وتعرضت لمشاكل كثيرة، لكنني في الوقت ذاته تمكنت من إعالة أسرة كاملة من خلال هذا العمل. ولا أرى ضرراً في أن أستمر فيه، لأن زوجي عاطل من العمل وعلي ملء الفراغ».
ويشهد السوق التجاري للقات كساداً في بعض الأوقات وخاصة عندما يصل القات بمبالغ طائلة ويفقد الناس القدرة على شرائه، وحينها يواجه باعة القات في هذه الفترة خسارة كبيرة نتيجة هذا الكساد.
ويتعاطى صوماليون كثر هذه المادة المخدرة وخاصة الشباب، ويقول عبد الفتاح (21 عاماً) «أنا بدأت تعاطي القات منذ أن كان عمري 14عاماً ولا أزال أتعاطاه حتى الآن». ويرجع عبد الفتاح سبب إدمانه على القات إلى أنه يريد أن «يتناسى ويلات الأزمة التي تشهدها الصومال».
أما عبد الله فيقول ماضغا القات «لدي ثلاث زوجات وعشرة أطفال، أنا أحب أن أدمن القات كل ساعة ولا أستطيع العيش بدونه... زوجاتي يعملن وهن يقمن بإعالتنا وأنا أحضر هنا يومياً لتعاطي القات».
ويعتبر القات أحد المخدرات الرئيسة في العالم، ويصل إلى الصومال عن طريق كينيا، التي يجني تجارها المبالغ الطائلة من تصديره إلى الصومال. ويعد اليمن البلد الأصلي للقات، إلا أن انتشاره في الصومال يزداد من يوم إلى آخر.
وســبق أن حاولت المحاكم الإسلامية منع القات، إلا أن ذلك لم يستمر طويلا، إذ عاد من جديد بقوة بعد خروج المحاكم، ومنذ تلك الفترة لم تحاول أي جهة أخرى القيام بخطوة مماثلة لمنعه.


(عن «دويتشيه فيليه»)

التعليقات

الله لا يحرمنا هالنعمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...