تحذيرات من انزلاقات لبنانية خطيرة على خلفية الأزمة السورية

06-08-2011

تحذيرات من انزلاقات لبنانية خطيرة على خلفية الأزمة السورية

حذر مرجع وزاري أكثري من انزلاقات في الوضع الأمني اللبناني في ظل دخول تيارات لبنانية على خط الأزمة السورية بشكل مباشر، لا سيما تيار المستقبل الذي كان له مواقف لافتة في هذا الإطار أدت إلى دعوات للخروج إلى الشارع تأييداً للشعب السوري، ترجمها الشارع  الطرابلسي تظاهرات تضامنية بعد صلاة التراويح الرمضانية، وكل ذلك في وقت يمضي فيه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عطلة نهاية الأسبوع في المدينة.
وربط المرجع ذلك بالحرب الباردة الدائرة بين تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري من جهة، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي من جهة ثانية، وذلك منذ تكليف الأخير بتشكيل حكومة "كلنا للعمل" فالبيان المنسوب إلى الإخوان المسلمين في سوريا رأت فيه مصادر ميقاتي أنه محلي المنشأ بامتياز، ولا يمت بأي صلة لإخوان سوريا بحسب التعبير، بل إنه يندرج في إطار الحملة على الحكومة ورئيسها. فتيار المستقبل الذي دخل على الخط السوري بشكل مباشر وغير مألوف نظرا إلى خصوصية العلاقات اللبنانية – السورية عمد أيضاً إلى تصعيد اللهجة بوجه الحكومة ورئيسها على خلفية موقف لبنان الرسمي الأخير في مجلس الأمن من البيان الرئاسي الصادر بحق سوريا، مع العلم أن موقف لبنان بالامتناع عن التصويت لم يعرقل صدور القرار في الوقت الذي كان باستطاعته أن يسجل اعتراضاً كفيلاً بإعادة النظر بمضمون البيان الرئاسي إذا ما جاز التعبير.
وفي هذا السياق، يعرب المرجع الوزاري عن خشيته من مواقف تيار المستقبل التي لا تصب في خانة مصالح لبنان العليا التي تفرض الوقوف على مسافة واحدة من الصراعات والثورات الدائرة في الدول المجاورة، بل تتزامن وتنسجم مع تصعيد الموقفين الأميركي والأوروبي ضد سوريا، في وقت تلتزم فيه المملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج الإسلامي الصمت الكامل حيال الأحداث السورية، ما يبرر سبب الخشية من أن يتورط لبنان دون جيرانه، وذلك في ظل إشارات تؤكد على أن الدول العربية والإسلامية لا ترغب بإسقاط النظام السوري خشية أن تصل نيران التطرف الديني والسلفي إلى أنظمتها وكياناتها، وإن كانت ترغب في إبعاده عن إيران وحزب الله.
غير أن كل ذلك قد لا يؤدي إلى أي نتيجة سوى إقحام لبنان في دوامة يصعب الخروج منها، فنجاح النظام السوري في تخطي محنته سيرتد على لبنان بالقدر الذي يسقط فيه النظام، وذلك في ظل استعار الموجة المذهبية في المنطقة وهي لن توفر لبنان في حال نجح المشتغلون على إشعال نار الفتنة المذهبية في سوريا على نطاق واسع. إلا أن مؤشرات الساعات الأخيرة، وفق ما يلاحظ المرجع الوزاري، قد تصدم تيار المستقبل. وبحسب المعلومات الميدانية الواردة من سوريا، فإن الجيش السوري يعمل في إطار التحضير لحملة تطهير جديدة تطاول المدن السورية الخارجة عن القانون، وبالتالي فإن نجاحه يعني حصر الحريق في
إطار ضيق يمكن امتصاصه من خلال تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية عاجلة. وفي هذه الحالة فإن الحكومة السورية ستعيد فتح الدفاتر في إعادة حساب شاملة لن توفر الفرقاء الذين عملوا على إزكاء نار الفتنة السورية، وذلك في ظل استمرار امتلاك النظام السوري لأوراق كثيرة وفاعلة يمكن توظيفها في أكثر من اتجاه.

                                                                                                                                            انطوان الحايك

النشرة اللبنانية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...