دمشق القديمة تزدهر سياحياً بعدما حمت نفسها من العولمة

10-04-2010

دمشق القديمة تزدهر سياحياً بعدما حمت نفسها من العولمة

السكان لطفاء. ليس هذا فحسب. فقد تمكنوا من حماية مدينتهم من العولمة. تلك هي بعض العناصر التي تجذب السياح الأجانب، بالآلاف، إلى سوريا. في بالهم أولاً، زيارة أحياء دمشق القديمة، المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي. سائح أجنبي يدقق في الصور المعلقة على أحد جدران متجر لبيع السجاد في دمشق القديمة.
ويقول ديدييه كير وهو فرنسي في الثامنة والثلاثين، أتى مع زوجته وطفليه وهم يتجولون في سوق الحميدية الشهير «تبدو المدينة كأنها بقيت على حالها وحمت نفسها من العولمة على طريقة ماكدونالدز»، في إشارة إلى مطاعم الوجبات السريعة الأميركية. واختار آلاف الفرنسيين والألمان والبريطانيين والايطاليين والإسبان، وسط دمشق القديم للنزول في فنادق فتحت أبوابها بأعداد كبيرة في السنوات الأخيرة.
وقد عمد العديد من الأسر الى تحويل المنازل العربية التقليدية إلى فنادق تم ترميمها بعناية، ولا سيما الباحة الداخلية التي غالبا ما تتوسطها نافورة مياه.
ويقول وزير السياحة السوري سعد الله آغا القلعة «في سوريا، تحتل دمشق الحيز الاكبر» لدى السياح الأجانب.
وبالفعل، فقد صنّفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، في كانون الثاني الماضي العاصمة السورية في المرتبة السابعة، من بين «31 مقصداً تنبغي زيارته خلال 2010».
ويقول الايطالي جوزيبي البالغ الثلاثين الذي يجول مع أصدقاء في سوق البزورية للتوابل «نحب أجواء البلد والسوريون لطفاء».
ويؤكد الدليل السياحي انطوان معمرباشي أن دمشق، التي مرت عليها الحضارات اليونانية والرومانية والبيزنطية، هي «الوجهة التي تجذب الجميع»، فبعد انفراج العلاقات مع الغرب وبفضل جهود وزارة السياحة «ارتفع عدد الزوار الغربيين»، فمنذ 2000، يبلغ معدل النمو العام للسياحة في سوريا 15 في المئة، مقابل 8 في المئة في نهاية الثمانينيات.
وفي 2009، زار أكثر من ستة ملايين سائح سوريا وأنفقوا مليارات دولار، من بينهم 3.5 ملايين عربي، و1.5 مليون أوروبي وتركي وإيراني، ومليون سوري مغترب.
والى جانب مدن تاريخية مثل دمشق وحلب شمالاً، تضم سوريا الكثير من المواقع الأثرية مثل اوغاريت، حيث اكتشفت أول أبجدية في العالم، وآثار تدمر في الصحراء السورية، فضلا عن قلعة الحصن التي شيدها الصليبيون.
ويؤكد الياس عشي المسؤول عن فندق الباشا في باب شرقي الحي المسيحي في دمشق، أن «الحجوزات كاملة في كل فنادق دمشق القديمة خلال الموسم»، فيما يتوقع وزير السياحة أن يبلغ عدد السياح في 2014 ما يزيد على 12 مليوناً، ما يعني أن «عدد السياح يتضاعف كل خمس سنوات».

المصدر: أ ف ب

التعليقات

هذا السؤال برسم جميع صناع القرار وسكان المدينة أنفسهم ونوابهم في المجالس البلدية ومجلس الشعب. إلى أين تريدون أن تصلوا؟ هل ترغبون بتحويل المدينة القديمة إلى مدينة ملاه وفنادق وتفرغوها من أهلها الذين ضاقوا ذرعا بالقيود المتزايدة التي تفرضونها على التصرف بممتلكاتهم هناك والقيود التي تفرضونها على تنقلاتهم مترافقة إجراءاتكم بإهمال لتخديم المدينة بمستوى تخديم بعض مناطق المخالفات!!!! فرخضة الترميم لا تعطى إلا لكل (طويل عمر) وإن اعطيت فمستوى الترميم المطلوب هو سبعة نجوم وكأن صاحب المنزل يريد أن يرممه ليحوله إلى برج العرب أو شيء من هذا القبيل. وبقصد أو بدونه، يتم إفراغ المدينة من سكانها، وتتحول إلى تجمع مقاه- مطاعم- فنادق- وأسواق تراثية، ولا يبقى من سكانها سوى آثارهم التي يبدوا أنها أكثر أهمية بالنسبة إليكم من الذين صنعوها.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...