عباقرة الأخبار والحقيقة والنزاهة

19-11-2007

عباقرة الأخبار والحقيقة والنزاهة

الجمل- د. عمار سليمان علي: عندما يمر بلد ما بمرحلة مصيرية وحاسمة كالمرحلة التي يمر فيها بلدنا, يكون من الواجب أن توزن كل القرارات والإجراءات والاجتهادات على مختلف المستويات بميزان الذهب! لأن أي خطأ ـ ولو بسيط ـ يمكن أن تنجم عنه خسائر قد لا يمكن تعويضها. ولعل الإعلام بكل وجوهه وتجلياته يشكل جبهة هامة ـ إن لم تكن الأهم ـ على هذا الصعيد. ومن هنا ضرورة وجود عباقرة حقيقيين على رأس المؤسسات الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية والمعنية بشؤون الرقابة والنشر والتوزيع. ولسنا هنا في وارد التشكيك بقدرات أي من الرؤوس "الباردة أو الحامية" التي تتربع على عروش المؤسسات الإعلامية, وقد تكون أفضل الموجود وقد لا تكون! ولكن الأخطاء الفاقعة ـ للأسف ـ لا تترك مجالاً لغير التشكيك. وإذا كان من المبرر عجز إعلامنا عن مجاراة إعلام الآخر لنقص الإمكانيات والخبرات, فهل من المبرر مبادرة بعض "عباقرة" الإعلام إلى اتخاذ قرارات تأتي على البقية الباقية من المنابر الإعلامية التي تقف إلى جانبنا وتدعم قضايانا وتناصر مواقفنا؟!.
نبدأ بجريدة الأخبار اللبنانية التي تتقاطع سياستها مع السياسة السورية في العديد من القضايا, وهي مكسب لمن تقف معه, كونها ـ على حداثة عمرها ـ من أفضل الصحف العربية وأكثرها وصولاً إلى قلب وعقل القارئ العربي. وكان حرياً بالقائمين على شؤون التوزيع أن يأخذوا هذا الأمر بعين الاعتبار وأن يقدموا للجريدة كل التسهيلات الممكنة, ولكنهم بدلاً من ذلك وضعوا في طريقها العراقيل, ما اضطر إدارتها لاتخاذ القرار الصعب بوقف توزيعها في سوريا لعدة أسابيع, ولو لم تحل المشكلة بصيغة ما لخسرنا منبراً إعلامياً مهماً بفضل "عبقرية" أحدهم.
بعد ذلك تكررت المضايقات "التوزيعية" مع مجلة "الحقيقة الدولية" الأسبوعية الأردنية, المعروفة بوقوفها إلى جانب سوريا ضد الاستهدافات الأمريكية والإسرائيلية, وهدد رئيس مجلس إدارة المجلة بمقاطعة السوق السورية وعدم العودة إليها مطلقاً, وما تزال الأمور عالقة حتى لحظة كتابة هذه الكلمات.
أما ثالثة الأثافي فهي حجب المواقع الالكترونية السورية التي تشكل بمجملها رصيداً إعلامياً مهماً ومنبراً فعالاً ومتمايزاً لإيصال الصوت السوري إلى أصقاع الدنيا, وهي عموماً موالية ـ إذا أردنا الأخذ بهذه التصنيفات ـ ولكنها لم تسلم من المضايقات والعراقيل التي بلغت ذروتها في الآونة الأخيرة بحجب مجموعة ليست قليلة منها, وآخرها موقع "النزاهة" القانوني الحقوقي السياسي الذي كان مصنفاً بأنه "موال للنظام" واتهم كاتب هذه السطور, الذي نشر مقالاته فيه, من قبل البعض بأنه "بوق للنظام"! ولكن هذا لم يمنع "عباقرة" الإعلام والانترنت من حجبه عن عيون الناظرين. وللـه في خلقه شؤون.

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...