المرحلة الرابعة من حملة بناء الذرائع ضد سورية

16-10-2007

المرحلة الرابعة من حملة بناء الذرائع ضد سورية

الجمل: تابعنا المرحلة الأولى، والثانية، والثالثة من حملة اللوبي الإسرائيلي ضد سوريا، والهادفة إلى بناء الذرائع وصولاً إلى إعداد ملف برنامج نووي سوري يتم استغلاله وتوظيفه في عملية استهداف سوريا، ضمن سيناريو ضغط دولي يتطابق تماماً مع سيناريو الضغط الدولي إزاء الملف النووي الإيراني، والملف النووي الكوري الشمالي.
* اللوبي الإسرائيلي: لعبة حرق المراحل والقفز نحو المرحلة الرابعة:
كان متوقعاً أن يقوم اللوبي بحشد الجهود من أجل تمرير مشروع عريضة وبكسلار، عضو الكونغرس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي، والتي حاول عبرها صديق إسرائيل وبكسلار، نقل حملة اللوبي الإسرائيلي وتمريرها إلى داخل الكونغرس، بحيث يتم تمريرها إلى الإدارة الأمريكية، ثم إلى مجلس الأمن الدولي، ثم إلى وكالة الطاقة الذرية، والآن على ما يبدو، فإن حملة اللوبي الإسرائيلي، تحاول حرق المراحل والقيام بقفزة نوعية وصولاً إلى مرحلة وكالة الطاقة الذرية دفعة واحدة، دون المرور بمجلس الأمن الدولي أو الإدارة الأمريكية..
* التفاصيل الجديدة:
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريراً حمل عنوان "الغارة الجوية الإسرائيلية كانت ضد المفاعل النووي السوري".. حاول التأكيد على وجود المفاعل، على النحو الذي يضفي قدراً من المصداقية على المزاعم الإسرائيلية، ويعطي المزيد من المساندة لموقف ديك تشيني وحلفاءه في الإدارة الأمريكية، والذي يطالب بأن توقف الإدارة الأمريكية صفقة اتفاقها مع كوريا الشمالية، وعدم الاستمرار في تنفيذ هذه الصفقة إلا إذا أقرت كوريا بأنها قدمت مساعدات لسوريا في تطوير برنامجها النووي..
وعلى خلفية تقرير نيويورك تايمز، جاء تقرير إضافي آخر، نشرته نفس الصحيفة وأعده الصحفي اليهودي الأمريكي ديفيد سابخير، حمل عنوان "الحذر الاستباقي: حالة سوريا"، أشار إلى الجانب الآخر الذي ينسجم تماماً مع التقرير الأول، وبكلمات أخرى، إذا كان تقرير نيويورك تايمز الأول يتحدث مؤكداً وجود مفاعل نووي سوري قامت إسرائيل بضربه، فإن تقرير نيويورك تايمز الثاني يتحدث عن ضرورة اتخاذ إجراءات الحيطة والحذر "الاستباقية" إزاء البرنامج النووي السوري – المزعوم...
وهكذا تكتمل إشارات مضمون الرسالة الإعلامية التي تحاول عناصر اللوبي الإسرائيلي نقلها إلى الرأي العام الأمريكي والعالمي عبر صحيفة نيويورك تايمز.. وهي رسالة تقول بوضوح: يوجد برنامج نووي سوري، وذلك لأن إسرائيل قامت فعلاً بضرب المفاعل النووي الخاص بهذا البرنامج، وبالتالي لا بد من القيام بإجراءات الحيطة والحذر "الاستباقي" عن طريق قيام وكالة الطاقة الذرية باستعجال إرسال المفتشين الدوليين إلى سوريا..
* القفزة باتجاه وكالة الطاقة الذرية العالمية:
نقلت صحيفة زاستيت الأمريكية، تقريراً إخبارياً حمل عنوان "وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة تبحث التفاصيل المتعلقة بسوريا"، وقد تضمن ما قاله رقيب الأنشطة النووية التابع للأمم المتحدة، مصرحاً، يوم الاثنين، بأنه ليست لديه معلومات لتأييد التقارير الإخبارية الأخيرة القائلة بأن سوريا من الممكن أن تكون قد قامت ببناء مفاعل نووي، وأضاف هذا الـ "رقيب" قائلاً بأنه إذا كان هناك بلد في العالم يملك التفاصيل والبيانات حول هذا الأمر، فبإمكانه أن يتقاسم هذه المعلومات مع الوكالة (أي وكالة الطاقة الذرية العالمية).
وفي هذا الاتجاه صرحت ميليسا فيلمينج، المتحدثة الرسمية باسم وكالة الطاقة الذرية العالمية، قائلة: "سوف نقوم في نهاية الأمر بالتحقق من أي معلومات تأتي إلينا متعلقة بهذا الأمر"، ويشير تقرير الصحيفة إلى أن هذه التصريحات تشير بوضوح إلى توبيخ غير مباشر باتجاه الولايات المتحدة، وبكلمات أخرى، فإن هذا معناه، أن على أي بلد يملك أية معلومات تتعلق بالأنشطة النووية التي تجري في أي بلد من بلدان العالم، فإن عليه أن يقوم بتقديمها إلى وكالة الطاقة الذرية العالمية.
* التوقعات حول الخطوات "غير المعلنة" في المرحلة الرابعة:
بالتأكيد سوف تقوم إسرائيل والولايات المتحدة بتقديم "المعلومات" المفبركة إلى وكالة الطاقة الذرية العالمية، والتي بدورها سوف لن تقوم بالوقوف طويلاً أمام دقة المعلومات والتحري من مصداقيتها، وذلك لأن معظم خبراء الوكالة قد تم تعيينهم على يد جون بولتون وجماعته.
كذلك من اللافت للنظر تصريح المتحدثة باسم الوكالة والذي طالبت فيه كل من يملك معلومات متعلقة بالأنشطة النووية المحظورة، يتوجب عليه تقديمها للوكالة.. ومن ثم فإنه عند الجمع بين مضمون هذا التصريح، والتأكيد الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز مدعماً بتقرير آخر يتحدث عن "إجراءات احترازية استباقية" فإن السيناريو المتوقع يصبح أكثر وضوحاً:
سوف يتم تقديم المعلومات بواسطة الولايات المتحدة أو أحد حلفائها للوكالة.. والتي سوف لن تنتظر طويلاً للقيام بإرسال خبراء إلى سوريا للتفتيش..
إن حدوث هذا السيناريو يمكن في حد ذاته أن يشير إلى مدى إفلاس وهشاشة المنظمات الدولية التي أصبحت ليست سوى مجرد ألعوبة لقيام جون بولتون وجماعة المحافظين الجدد باستقلالها والركوب على ظهرها من أجل تحقيق ما عجزت إسرائيل وأمريكا تحقيقه بالقول..


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...