كيف وصلنا الدين وهل صحيح البخاري صحيح ؟

01-07-2022

كيف وصلنا الدين وهل صحيح البخاري صحيح ؟

د.سامح عسكر:

يقول الشيوخ أن الدين وصل إلينا بالسند
والجواب: أن الدين وصل إلينا بالتواتر اللفظي والمعنوي، وكلاهما لا يلزمهما سند، أي أن القرآن والعقيدة الإسلامية بالكامل وصلت إلينا بالتواتر دون الحاجة لحدثنا وأخبرنا، وتوارث السلف أول 200 عام هذه العقيدة شفهيا واختلفوا فيها أيضا شفهيا..كل هذا بدون سند..
أيضا لو كان الدين بالسند فعلى مذهب من؟..البخاري أم مسلم؟
مشهور أن كلا الرجلين اختلفا حول الرواه وصل بعض الباحثين أنهم أكثر من 250 راوي وأحاديث تصح هنا ولا تصح هناك..فأي كتاب بالضبط هو السليم والآخر خاطئ؟
مشهور أيضا أن بعض المالكية الأوائل يقولون أن موطأ مالك أصح من البخاري، فهل  نأخذ ديننا من موطأ مالك أم بسند الصحيحين؟..علما بأن الحنابلة لا يعتبرون بموطأ مالك ويتهموه بالضعف لكون الموطأ في معظمه بلاغات ومراسيل..
إن القول بأن الدين وصل إلينا بالسند تغاضى عن أهم شئ وهو أن روايات الحديث أصلها تاريخ، فكل الرواية أصلها واحد (تاريخ - حديث) والتاريخ من صنع البشر ، حتى من يعرض تواريخ الأديان فهو يعرضها حسب وجهة نظره الشخصية ولا يمكن القول أن تاريخ ابن خلدون مثلا هو تاريخ الإسلام الحقيقي..كذلك صحيح البخاري لا يمكن أن يكون هو الإسلام الحقيقي..
نقطة مهمة أن السلف الأول للمسلمين طوال 300 عام كانوا (يجمعون الروايات) ثم يسندوها أو يصنفوها أو يعتمدوها كدليل لفهم الدين وليست هي الدين، ومن هنا جاءت عناوين الكتب (مسند الطيالسي مصنف أبي شيبة موطأ مالك)..
البخاري هو أول من ابتدع كلمة صحيح للروايات..وحين بحث عن عنوان لأعماله لم يجد أفضل من (صحيح الجامع) أي أصح ما تم (جمعه) وهو بذلك يقصد أن كل ما دون صحيحه كاذب..هنا انتقل البخاري بالرواية من مجرد كونها دليل لفهم الدين إلى إطلاق حكم قيمي على روايات الآخرين، وما فعله البخاري هو الذي قدسه كل أهل الحديث لاحقا بحيث حكموا على روايات غيرهم بالكذب ورواياتهم بالصدق..برغم غياب المعيار العلمي والعقلي والواقعي لفرز ما ألّفوه ونسبوه للدين.
هذا يعني أن كلمة (الدين وصل إلينا بالسند) هي من ابتكار البخاري واستسلام الشيوخ لطريقة تفكيره، فإذا ما هدم البخاري أو ظهرت كذب رواياته أصبحت كلمة السند غير علمية، فهل يستطيع الشيوخ إثبات قدسية ومعصومية البخاري عن الخطأ والزلل في إثبات قولهم أن الدين وصل إلينا بالسند؟؟
أسلم حل هو الكف عن تقديس وعبادة أي مخلوق واعتبار أن ما كتبه يساوي القرآن، واعتبار أن كل كتب الحديث - بما فيهم الصحاح - هي مجرد كتب تاريخ يؤخذ منها ويرد، ووجودها مهم وضروري لتصور عقلية المسلمين الأوائل ومجتمعاتهم..لكن أن نعتبر هذه الكتب دين فهذا هو عين التحريف الذي أصاب كل الأديان الأخرى وبسببه انحرف المسلمين عن منهج المؤسس

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...