ولاعزاء للدراما السورية

30-12-2020

ولاعزاء للدراما السورية

إذا فقد مات المخرج القدير حاتم علي ورثاه عدد كبير من السوريين بما أنجزه قبل الحرب التي وقف على الحياد منها، وكذا فعل عدد كبير من الفنانين السوريين، بينما وقف عدد منهم مع الدولة، وأقل منهم ضد الجيش والدولة، والواقع أنه كان يجب أن نرثي الدراما السورية التي هوت وماتت مع بداية الحرب، بعدما هاجر أغلب صناعها وابتعدوا عن أرضهم وواقع شعبهم وباتت مجرد دراما تبحث عن أي ممول مهما تكن توجهاته، بينما غابت الدولة عن رعايتها وتركتها في مهب الإنتاج الخليجي بثقافته النفطية.. وقد يحق لي هذا الكلام بعد عمل ثلاث سنوات في تأريخ الدراما السورية ضمن سلسلة موسوعاتي عن سورية الحديثة، وقد عمل معي في تحريرها 52 محررا فنيا مع لجنة من نخبة نقاد الدراما حيث أنجزنا "موسوعة الدراما التلفزيونية في نصف قرن"من 1960 ولغاية 2010 وجاءت في 2400 صفحة خصص 450 صفحة منها لسلسلة دراسات عن تاريخ الدراما التلفزيونية السورية، وخصص الباقي من الصفحات لأعلام الدراما الذين جاوز عددهم 1200 اسما، وقد كلفني ذلك 3 مليون ليرة كانت تساوي 60 ألف دولار في حينه .. ثم رميت كل ذلك في الدرج مع بداية عام 2011 وتفرغت للكتابة عن الحرب طوال عشرة سنوات عرضت خلالها على وزارتي الإعلام والثقافة ومؤسسة الإنتاج وغيرهم من منتجي الدراما السورية طباعة الموسوعة من دون مقابل مادي، دون جدوى، فقد كان همي تأريخ دراما التلفزيون السوري بكونها المدرسة الثانية للمجتمع ، كيما نفهم مكونات العقل السوري بالتضافر مع موسوعاتي الأخرى عن قادة المجتمع السوري وتأثيرهم الإيجابي والسلبي على حياتنا.. ومازالت الموسوعة مرمية في أدراجي، كون طباعتها تكلف مالا كثيرا، بينما رثاء أحد صناع الدراما لايكلف الناس أكثر من كلمات التعاطف على مواقع التواصل .. ترحموا على الدراما السورية وفقيدها المخرج حاتم علي يرحمكم الله

نبيل صالح

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...