هل يعيد النظام إنتاج نفسه؟!

07-10-2014

هل يعيد النظام إنتاج نفسه؟!

..وبعد سنوات من مطالبتهم المستمرة للناتو بقصف جيشنا جاء الناتو وقصف عصاباتهم مع منشآتنا التي احتلوها، فخسر كلا الطرفين، وكانوا كمن يستجلب الدب إلى كرمه والقوّاد إلى أمّه..
قبل ثلاثة أعوام ونيف أخبرني أحد أقاربي (سابقاً) من بروكسل أن (جماعة الخلاص) خدام والإخوان سيتظاهرون أمام مبنى الناتو مطالبينه بقصف (النظام الأسدي).. ثم عندما جاء صاحبنا في زيارة لأهله عرج على مكتبي مسلّماً، وبعدما شتم المعارضة قال لي أن أمن الدولة بلغه في المطار بوجوب مراجعته في اليوم التالي. فقلت: وهل فعلت شيئاً يستوجب استدعاءهم ؟ قال: لا، بس يوم المظاهرة اللي خبرتك عنها من بروكسل مريت من قدام مبنى الناتو لمن كانوا عم يتظاهروا.. ـ وشو أخدك لهونيك؟! ـ كنت عم جيب رفيقة مرتي لأنها ما بتعرف بيتنا.. فقلت له باسماً: عندما تراجعهم كرر لهم نفس الكذبة.. وهناك بعد السؤال والجواب، عرضوا عليه فيلماً يظهر فيه وهو يتظاهر مع الإخونجين، ثم قالوا له: اذهب ولا تعد لمثلها.. كذا قال لي المؤيدين من أهله بعدما سافر و انقطعت الصلة بيننا حيث أصبح من مؤيدي «النصرة» كما سمعت..
هذا الشخص الذي تربى في حجرنا ثم أنكرنا يذكرني بصاحبنا الخائن ميشيل كيلو الذي كان يجتمع في بيتي مع مجموعة من الشخصيات السورية المتنوعة المشارب أول الأحداث بفكرة تأسيس حزب إصلاحي معتدل أحد أهدافه حماية النظام من إعادة إنتاج نفسه، أي إزالة الأسباب التي دعت الناس إلى التمرد أول الأمر، وكان الرئيس الأسد مؤيداً لهذا التوجه الإصلاحي وشجع العديدين على تأسيس أحزاب ضمن هذا الخط، ثم اهتبل بعض السماسرة الوضع ولم يكملوا بعدما اكتشفوا أن الأمر جادٌ وأنه ليس من أموال تُدفع لهم مقابله كبدل استئجار كما حصل مع زملائهم الشاردين في قطر واستنبول وباريس .. ثم وبعد شهرين من الاجتماعات الأسبوعية في بيتي ثم مرة ببيت عباس النوري وأخيرة في بيت بسام كوسا أغلقنا الباب وبطلنا الرقص بعد جملة زلق بها صاحبنا اليساري اليميني المخادع كيلو..ت، حيث قال في معرض حديثه عن المظاهرات بريف دمشق: (هنن بيأوصوا ونحنا منأوص!؟) قلت صارخاً: ميشيل على شو بدكم تقوصوا ومين أنتو!؟ فمغمغ ولم يجب .. و انكشف الأمر علينا بأن ميشيل كان يجتمع مع آخرين بأجندة عدوانية وأن كراهيته للنظام قد تفوقت على محبته للوطن.. وهكذا ابتعدنا وكان آخر عهدي به في اجتماع (سقيفة سميراميس) بعد تصريحي الشهير «الإصلاح تحت سقف النظام» لأن تدمير النظام دونه إحراق سورية وخرابها، كما كنت أرى وأقول منذ بداية التمرد السوري ولم يسمعني أحد.. وكذا اليوم لا أحد يسمعنا ونحن نقول أن النظام يعيد إنتاج نفسه، بسبب الحرب والفوضى، وأن علينا أن نكون أوسع أفقا وأرحب صدرا كي ننتصر مؤسساتياً على غرار انتصارات جيشنا عسكرياً..  وبينما يفترض بالحكومة العناية بالخزان البشري الذي يغذي الجيش نراها تمالئ البيئة الحاضنة للتمرد، وفي الوقت الذي ماتزال ترسل رواتب موظفيها إلى المدن المحتلة فإنها تمنعها عن بعض أسر الشهداء والجرحى الذين قاتلو دفاعا عن شرعيتها، وهاذا يسمى في التوصيف تدليساً ونفاقاً لم تتمكن عبره طوال سنوات الحرب من استمالة البيئة السلفية الحاضنة للإرهاب، بل أنهم يبالغون في أكاذيبهم ضدها وضد الجيش السوري، كما نسمعهم ونراهم في المحطات المعادية التي تمول صناعة الأكاذيب وإنتاج أفلامها الساذجة لجمهورها المغفل طوال أربع سنوات.. ونحن الآن ننتظر من حكومة الحلقي الثاني أن تكون أكثر وضوحا وشجاعة من حكومة الحلقي الأول.. وأن تشكل حلقة كاملة لرعاية وتغذية الخزان الوطني الذي يمدها بأسباب البقاء.. البقاء لله الحي القيوم حيث الحكومات تزول وتبقى أعمالها..

تنويه: وإذا نظرنا للطرف الآخر المعادي، نرى أيضاً أن المعارضة السلفية تعيد إنتاج النظام العثماني، والمعارضة اليسارية تعيد إنتاج نظام الانتداب الفرنسي، وكلاهما يتعثران في رمال الفشل المتحركة بسبب دولارات يهوذا التي يتداولونها ويحترقون بها منذ 1981 عاما مرت على صلب المسيح السوري.

اعتراف: حقيقة لست سعيداً بما كتبته آنفاً، ولكني لطالما كنت كربونة الواقع أسجل ما أراه.. ولا ضغينة..


نص المداخلة التي كتبتها من وحي اجتماعاتنا ووافق عليها الجميع ثم تلاها عباس النوري في مؤتمر صحارى للحوار بين النظام والمعارضة


نبيل صالح

التعليقات

ليس كيلو٠٠٠وحده الذي كانت " كراهيته للنظام قد تفوقت على محبته للوطن"٠٠بل كل من صمت أو برر أو دافع عن برابرة العصر من حثالات الطائفيين المتعطشين لسفك الدم بإسم معارضة حقيرة انتهازية حاقدة متعطشة للسلطة (انظروا إلى وجه و أنياب حسن عبعظيم٠٠أليس أشبه بضبعٍ عجوز؟!!). جواباً على سؤالك: نعم للأسف النظام يعيد إنتاج نفسه ولكن بمواد أولية متدنية الجودة(صيني أو تايواني)!!..الحاضنة الشعبية للنظام تكاد تنفجر ويأتيك قرار زيادة سعر المازوت والبنزين في توقيت لئيم وكأن الحكومة تصب البنزين على نار الغضب المكتوم في الصدور وكأنها تريد له أن ينفجر!! صدقاً لولا محبة الشعب للجيش العربي السوري وتقديره لشهدائه وتضحياته ووعيه لحجم المؤامرة الوهابية الصهيونية العثمانية لما سكت على هكذا ظلم وفساد يستشري أكثر فأكثر! الشعب يرى المليونيرية الجدد الذين يتكاثرون كالجراثيم الفتاكة بينما أولاد الفقراء يستشهدون دفاعاً عن الوطن والشرف!

لولا إحساس قسم كبير من الشعب أن المؤسسة الوحيدة التي ما زالت منظّمة وتعمل بكامل طاقتها هي (( مؤسسة الفساد )) الذي استشرى في كل مفاصل حياتنا، وبالتالي عليهم أن يقفوا مع بقايا النظام عسى ولعل بقاء حكومة في العاصمة يجعلهم يشعرون بأن الأمل مازال موجودا بغد ليس أكثر سوءا من اليوم، لرأيت الملايين ممن يُحسبون على المولاة يخرجون على هذه السلطة التي كشّرت عن أنيابها لإخافة أنصارها، بينما أظهرت اللين والرفق ضد أعدائها الدمويين فتسعى إلى مصالحات لا تُسمن ولا تُغني من جوع. هامش 1 : قرية موالية في حماة احتج أهلها على الانقطاع الدائم للكهرباء وبالتالي للماء في حين تبقى أنوار القرية القريبة التي يسكنها الكثير من مصاصي الدماء متلألئة طوال الليل، فحضر المحافظ مشكورا لتهدئة الغاضبين، وبشّرهم أنه لن يقطع الكهرباء عن قريــــــــ ................ ــة مصاصي الدماء. هامش 2 : المتعاقدون المدنيون في إدارة ***** يخرجون في مهمات قتالية مع العسكريين، وقد استشهد عدد كبير منهم، والإدارة لا تعاملهم معاملة الشهداء، ولا يحصل ذوو الشهداء على أي تعويضات.

من يقرأ الواقع السوري يعلم أن لا شيء سيتغير لا اليوم ولا غدا ، وخاصة أن هذا الواقع جسد بلا روح. التغيير يأتي به الفلاسفة وليس السفسطائيين ، وفي سورية لا يوجد إلا الخيار الثاني ، مع أني أرى الرئيس الأسد قائد تغيير ، ولكن التركيبة السورية تمنعه من التحرك ، وخاصة بوجود المال الخليجي (الذي ركع الفنانين السوريين) والتكنلوجية الطائفية التي أتاحت للمشائخ التحكم بعقول الناس أينما وجدوا.. ويقودنا هذا إلى التركيبة الداخلية للطوائف التي يحكمها مرجع قبل أن تتحول اليوم إلى مراجع ، وهذا يجعل العقل ثابت غير متحرك كما الوقت الذي قطعنا بعدد دقائق هي فرق.. حتى أصبحنا نرى مذهب داخل مذهب ، والقطيع ضائع بينهم لا يعلم بيد من مفتاح الجنة الموعودة ، وغير قادر على التقدم وهو يرى سراب النار الموعودة بترك رب الأسرة ، مع أن الرحمان الرحيم قال له: اقرأ. الإصلاح يحتاج إلى حكماء وليس لممثلين وأحزاب. إن كنت تعتقد أنك تستطيع الإصلاح بمن نشاهدهم كل يوم ، أختلف معك.

المواطَنة هي أن تكون مواطناً لك حقوق و عليك واجبات، من حقوق العلم و الإقامة و العمل؛ و واجبات احترام القوانين و الإلتزام بها كذا إظهار الوطن بأبهى صورة سواء كنت مقيماً (حماية الثروات الطبيعية و البيئة، النظافة العامة) أو مغترباً (إعطاء صورة مشرقة للوطن في بلاد الإغتراب) أما حب الوطن فهو يظهر على شكل فداء الوطن بالغالي و الرخيص و الدفاع عنه حتى آخر قطرة من دمائنا. بين المواطَنة و حب الوطن ما زلت أجد تناقضات: أولاً: في بلادنا نجد حب الوطن طاغياً على المواطَنة أي يومياً نجد شعبنا و جيشنا يقدّم الشهداء قرباناً للوطن، في الوقت ذاته نجد القوانين تُخرق يومياً كذا السرقات و الرشاوى. التناقض يبدوا ظاهراً كيف يبذل أبناءنا و أخوتنا الدماء و لا نستطيع التوقف عن جزئيات الفساد، فالمواطن الفاسد لا يحب وطنه لأنه يؤذيه، شعر بذلك أم لم يشعر ثانياً: في بلاد الإغتراب نجد المواطَنة غالبة، فالقوانين تُحترم دون مواربة و الكل مخلص في عمله. لا أستطيع تقدير كمِّ محبة المواطن لوطنه (ليس من خطر داهم يهدد الحدود و لا الوجود) بل أجدها ضامرة، لا يتكلّم أحد عن محبة البلاد فالكل مشغول بعمله و رفاهيته نحن الذين تربّينا على حب سوريا و تغنّينا بمجدها و عزّتها، ما زال معظمنا يطعنها بخناجر الفساد، هل نرتدع!!!! تنويه هام جداً: في شمال لبنان (عكار) المحاذي لحدود الساحل السوري الجنوبية يكثر الحديث عن خلايا نائمة من التكفيريين، قد تكون أعدادهم بالآلاف في القرى أو\و مخيمات اللاجئين. هل ستوجّه هذه الخلايا عدوانها إلى الداخل اللبناني، أم عبر الحدود إلى الساحل السوري الآمن؟ هل نحن مستعدّون جيشاً و دفاع وطني ووو... لكذا عدوان!!! برسم القيادة العسكرية و السياسية! أخوكم القاضي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...