سوري

لا شك أن الهجوم الذي شنته إسرائيل على حلب في سوريا يوم الجمعة أثار مخاوف كبيرة من تصاعد الصراع في الشرق الأوسط وتحوله إلى حرب شاملة.

وصفت الضربات الإسرائيلية بأنها الأكثر دموية على سوريا منذ ثلاث سنوات، وهو ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويرى المحللون أن الهجمات الإسرائيلية تأتي في سياق تصاعد التوترات في المنطقة، وقد يكون الهدف منها دفع سوريا إلى حرب مع إسرائيل، وهو ما يثير قلق العديد من الأطراف.

المحللون يؤكدون على أن التصاعد الحالي يأتي في سياق أوضاع الإقليم بأسره، مع تأزم الأوضاع السياسية والعسكرية في المنطقة.

أشار هاني مجلي، عضو في لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سورية، إلى أن الأزمة في سورية تتجلى في سلسلة من الحروب المتداخلة واختبار الأسلحة، مع التدخلات الخارجية التي أدت إلى تمديد الصراع.

يشير إلى دعم روسيا وإيران للحكومة، ودعم الولايات المتحدة والتحالف الدولي لقوات سورية الديمقراطية، ودعم تركيا للمعارضة في شمال غربي سورية، واستهداف إسرائيل لقوات موالية لإيران، إضافة إلى جهود الأردن في مكافحة تهريب المخدرات في جنوب البلاد.

فشل هجوم مزدوج نفّذته جماعة جهادية تتبع “هيئة تحرير الشام”، المعروفة سابقًا باسم “جبهة النصرة”، في تحقيق أي تقدم على خطوط التماس في منطقة “خفض التصعيد” في الشمال الغربي لسوريا.

هذا الفشل يضيف إلى سجل محاولات الجماعة بقيادة أبو محمد الجولاني، لتخفيف الضغط عنها وعن تحالفها الداخلي المعقّد، خصوصًا بعد محاولاته التخلص من أعضاء سابقين أصبحوا خصومًا.

تناول القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية- قسد” الواقع الأمني للمناطق التي تسيطر عليها “قسد” شمالي شرق سوريا، مشيراً إلى أن تلك المناطق تتعرض لهجمات من أطراف متعددة.

وقال عبادي يوم الأربعاء، في كلمة مصورة بُثت خلال المؤتمر الرابع لـ”حزب سوريا المستقبل” المنعقد في الرقة: “إن مناطق شمال شرقي سوريا، تواجه تحديات عدة متزايدة وخطيرة منها تنظيم الدولة الإسلامية داعش الذي لا يزال يشكل خطر وتهديد على المنطقة، ويملك المقومات للاستمرار والظهور من جديد”.

أعلنت وزارة الدفاع الأربعاء27/3/2024، عن إحباط هجومين إرهابيين على النقاط العسكرية في ريفي إدلب الجنوبي وحلب الشمالي، وتمكنت من القضاء على عشرات الإرهابيين.

وفي وقت سابق، أفادت مصادر الميادين بأن الجيش السوري نصب كمينًا لمجموعة تابعة لهيئة “تحرير الشام” على محور جبل الزاوية جنوب إدلب، وتمكن من قتل جميع أفرادها.

وبحسب المصادر، كانت المجموعة تحاول التقدم باتجاه نقاط الجيش السوري على محوري معرة موخص والبريج شمال غرب كفرنبل في جبل الزاوية.

استهدفت طائرات مجهولة، والتي يُرجّح أنها أميركية،  عدة مواقع للقوات الرديفة للجيش السوري في مدن دير الزور والميادين والبوكمال وأريافها.

هذا العدوان جاء بعد تجدد استهداف القواعد الأميركية في سوريا، وقد استهدفت الغارات عدة مواقع وأسفرت عن سقوط شهداء وجرحى.

وفي هذا السياق، أفادت وكالة الأنباء السورية “سانا” بأن 7 عسكريين ومدنيًا قتلوا، وأصيب 19 آخرون جراء الغارات. وأعلنت السفارة الإيرانية في دمشق استشهاد عنصر في الحرس الثوري الإيراني نتيجة لهذه الهجمات.

تصدت دفاعاتنا الجوية لهجوم إسرائيلي على المزارع المحيطة بمدينة “السيدة زينب”، جنوبي العاصمة دمشق، حيث أطلقت طائرات إسرائيلية عدة صواريخ من أجواء الجولان السوري المحتل.

أعمدة الدخان تصاعدت من مزرعة في محيط السيدة زينب بعد استهدافها بأحد الصواريخ، وقد هرعت فرق الدفاع المدني والإطفاء إلى موقع الهجوم لتقييم الأضرار والبدء في عمليات الإنقاذ .

وفي تقرير سابق صباح يوم الثلاثاء 26 مارس،أصيب 5 أشخاص من القوات الرديفة للجيش السوري في مدينة دير الزور جراء غارات جوية مجهولة استهدفت مدن دير الزور والبوكمال والميادين في شرق سوريا.

فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، عقوبات على 11 فردًا وكيانًا قال إنهم يدعمون الحكومة السورية.

وذكر بيان الوزارة أنه سيتم تطبيق القيود على 6 أفراد، من بينهم الروسي أليكسي ماكاروف، إضافة إلى 12 كيانا قانونيا، من بينها شركة “STG Logistic” الروسية وهي مختصة بالتعدين، وقد وقعت عقدًا في العام 2018 مع الحكومة السورية لمدة 50 عامًا.

قالت وزارة الخارجية والمغتربين عبر صفحتها الرسميّة على “فيسبوك”، الثلاثاء، إن “سوريا تدين العدوان الأمريكي الغاشم الذي استهدف فجر الثلاثاء، قرى وبلدات ومواقع عسكرية في دير الزور، وأدى إلى استشهاد سبعة عسكريين ومدني، وجرح 32 آخرين، وخسائر مادية كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة”.

وذكر بيان الخارجية أنّ “سوريا تؤكد حقها في الدفاع عن النفس، ومحاسبة المعتدي بالوسائل التي ينص عليها القانون الدولي، فلا يمكن أن تنسى من يعتدي على أراضيها ويقترف جرائم بحق شعبها”.