شيوعيّون يُطلقون تياراً مُواجهاً لنهج الحزب الرسمي

21-06-2022

شيوعيّون يُطلقون تياراً مُواجهاً لنهج الحزب الرسمي

رضوان الذيب:

تداعت مجموعة من قيادات وكوادر الحزب الشيوعي  اللبناني الى عقد سلسلة لقاءات في مختلف المناطق اللبنانية، لأطلاق تيار وطني جامع، ردا على ما أسمتها سياسات الانحراف والمساومات التي تنتهجها القيادة الحالية  للحزب الشيوعي اللبناني، بعد فشل كل المحاولات التي بذلت لعودة القيادة الحالية عن انحرافها  والتصاقها في  احضان المشروع الغربي، كما يقول احد الكوادر الاساسية  لهذه المجموعة الشيوعية، التي اطلقت  وثيقة سياسية  تضمنت عرضا شاملا لما شهدته المنطقة العربية مع مقاربة ايجابية  لنهج العلاقة مع المقاومة وسوريا في مواجهة الامبريالية الاميركية ومشاريعها المدمرة في المنطقة ولبنان، وهذا ما يفرض الانخراط في المواجهة عبر التنسيق بين كل القوى المقاومة. علما ان المجموعة الشيوعية تضم اعضاء في المكتب السياسي السابق واللجنة المركزية وكوادر اساسية في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، ومن الصفين  الاول والثاني في الحزب و «اتحاد الشباب الديموقراطي».

وتضمنت الوثيقة، وبحسب المصدر نفسه، عرضا شاملا للتدخلات الاميركية في تدمير المنطقة منذ اجتياح العراق واشتداد الهجمة الامبريالية الصهيونية الرجعية، وصولا الى احتدام الصراع الدولي حول النظام العالمي الجديد، الذي  يتشكل  فوق أنقاض الهيمنة، وقد  استخدمت في هذه الهجمة كل الوسائل لتركيع شعبنا، كما تطرقت الوثيقة الى ما تشهده أوروبا التي تعود اليوم ساحة المواجهة للمرة الثالثة خلال قرن واحد، ساحة لمواجهة عالمية تنذر بالتحول إلى حرب واسعة النطاق إنطلاقا من الساحة الاوكرانية.

وفي سياق هذه  التحولات  العالمية الجارية، تدعو الوثيقة الى  ضرورة العمل من أجل انخراط شرائح جديدة من الشعوب العربية في الصراع الدائر في المنطقة وحولها، بغية الدفع نحو تحقيق الاستقلال الوطني الحقيقي والخروج من التبعية، وكسر الحلقة التي منعت وأعاقت قيام الدول المنتجة  وبناء وتطور المجتمعات.
كما تدعو الوثيقة ايضا  الى النضال من اجل مشروع بناء الدولة الوطنية المستندة الى اقتصاد وطني تنموي منتج، يبدل في طبيعة البنية الاجتماعية، ويساهم في بناء وسائل إنتاج جديدة، تفرض بالتالي إقامة البناء  المتطور الذي يفتح الطريق امام فرص التغيير الجدي والحقيقي.

فبناء اقتصاد وطني تنموي منتج، يقول المصدر، يمكن أن يكون في مشروع نضالي معين، يختزل بذاته مشروعا سياسيا كاملا، مشروعا له مقتضياته، اقتصاديا ووطنيا وتنمويا، كما أن نجاحه يتوقف بشكل كبير على التكامل العربي – العربي، هذا المشروع التحرري يتطلب قيام حركة تحرر وطني متنوعة ضمن جغرافيا جامعة، حركة تدعو إلى انسجام الخيارات الاستراتيجية المقاومة مع السياسات الاقتصادية المبنية على التفلت من التبعية والارتهان. حركة تحرر وطني تقوم على بناء الذات الوطنية ضمن مشروع ينجز التحرر والانماء معا، في بنيان عماده الاشتراكية  لبلداننا، حركة تبنى مع المتغيرات في العالم والمنطقة عبر التحالف مع سائر القوى المقاومة. حركة تحرر وطني تفك أسر تطورنا وتعيده إلى حركته التاريخية الطبيعية. حركة تعيد النظر موضوعيا وواقعيا بما صنعه الاستعمار، حركة تدير ظهرها للغرب الناهب والتوجه شرقا بشجاعة دون  خوف أو مسايرة للمصالح الغربية. حركة تحرر وطني تضعنا في قلب الصراع، وفي حركة التاريخ وليس على الهامش.

وذكرت الوثيقة، ان  العمل الوطني واليساري والقومي شهد في بلداننا  انتكاسة مفجعة، تعددت أسبابها، وأدت إلى هذا الغياب الهائل عن الحياة السياسية، وعن المشاركة الدفاعية في الحرب التي يخوضها منذ عقود تحالف إمبريالي - صهيوني - رجعي عربي ضد منطقتنا وشعوبنا بغية إنهاء القضية الفلسطينية، وفرض الحل الاستسلامي. وفي الوقت الذي تركت فيه مسؤولية الدفاع خلال العقدين الماضيين على عاتق المقاومة الاسلامية، كما على عاتق سوريا والعراق واليمن بدعم من إيران، وأنكفات  معظم التيارات الوطنية واليسارية والقومية  الخائبة من إخفاقاتها عن المواجهة، والتلهي بجلد الذات والتكاذب على التاريخ والمبادىء وصولا إلى نبذ العقائد والتخلي بالتالي عن اسلحتها الفكرية الضرورية.

وتابعت الوثيقة، رغم نجاة قسم غير قليل من الامينين على الافكار الوطنية واليسارية والقومية وقضايا شعوبهم، من لوثة الخضوع لخطاب الهيمنة، فإن انكفاء هؤلاء والمواكبة عن بُعد، قلّص الكثير من القدرات والطاقات المجربة، ولا بد من  تحفيز هذه الطاقات واستعادة دورها الكفاحي في المعركة، وأن من شأن ذلك ان يغير الكثير الكثير في مسيرتنا النضالية.

وختمت الوثيقة بالدعوة الى النضال من اجل تحقيق هذه الاهداف، ولذلك تداعت مجموعة من القيادات والكوادر والمناضلين الشيوعيين اللبنانيين الرافضين لهذا الواقع الى الالتقاء  لتصحيح الانحراف الكبير الذي أصاب الحزب الشيوعي اللبناني، وغيّر في طبيعته وسياساته وتموضعاته، وقررت إطلاق  ورشة  من أجل تأسيس إطار نضالي جامع، وطني تحرري، يكون خلاصة  حوار واسع نناضل  لتحقيقه مع التيارات الوطنية واليسارية والقومية والعروبية كافة، المدعوين بدورهم للمساهمة في هذه العملية

 

 

الديار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...