كرة قدم بين سلطات الأرض والسماء

21-11-2009

كرة قدم بين سلطات الأرض والسماء

كي لا نكرس وضعيتنا كبشر أغبياء يتلاعب بنا من هم في وضعية أسيادنا بسبب مباراة كرة قدم و كيلا نقدم لحسني مبارك و السادة علاء مبارك و معه الرئيس القادم جمال مبارك شهادة حسن سلوك من دم الفقراء في العبارة و الدويقة و طوابير الخبز أو للسيد عبد العزيز بوتفليقة و جنرالات الموت من دماء عدد يقارب ما حصده المستعمر الفرنسي من الفقراء الجزائريين عدا عن تحويل بلد نفطي إلى شوارع من العاطلين عن العمل , إن كل ما جرى هو مثال جيد لنرى كيف نفكر كشعوب , انظروا كيف فكر اللاعبون المصريون و معهم المدرب حسن شحاتة و كيف علقوا على فوزهم بمباراة الإياب في القاهرة , فقد اعتبروا أن الفوز كان نتيجة لدعاء ملايين المصريين , نفس السماء كان يناشدها أيضا ملايين الجزائريين لتنصر فريقهم , و لهذا لم يكن من الضروري مثلا أن ينتبه الفريق المصري بلاعبيه و مدربيه لعقم طريقة أدائهم باستخدام الكرات الطويلة و المرتفعة في مواجهة مدافعين جزائريين طوال القامة ما دامت السماء هي من سيحدد النتيجة الأخيرة , أو في الواقع النتيجة العشوائية للعب عشوائي يعتمد على عوامل آخرها هو التفكير السليم , هكذا نفسر السماء و أقدارنا و هكذا نفسر ما يجري لنا في الواقع و ما سيحدث لنا في الغد , لذا من غير المستغرب أن نترك كل القهر و النهب الذي يشكل حياتنا لنصرخ كالمهابيل في مباراة لكرة القدم , و لأن البعض استخدم إسرائيل في الحديث عن الآخر – الفقير الآخر هنا , و ليس النظام الآخر مثلا , فسأذكر هنا ملاحظة أخيرة عن إسرائيل , الشيء الوحيد الأكيد اليوم هو أنه لو لعب فريق أي دولة عربية , أي دولة دون استثناء من كل تلك الدول من المحيط إلى الخليج حسب توصيف البعث , مع فريق دولة إسرائيل تحديدا فإنه على لاعبي ذلك الفريق و مدربيه , الذين يعدون من القلة المقربة من أي نظام و المكلفة بتمجيده و شكره عند كل انتصار تسجله و التي تضم أيضا الممثلين و العاملين في التلفزيونات و غيرهم , أن يبدوا أقصى احترام للاعبي الخصم الإسرائيلي و جماهيره و عليهم أن يتناسوا كل الدم و الموت و أشلاء القتلى و أشجار الزيتون و أن ينحنوا كما فعل سادتهم أمام النجمة السداسية مهما فعل الفريق الخصم تماما كما يفعل سادتهم أمام جيوش الخصم الذي دك كل شيء مؤخرا في غزة , و قبلها في لبنان و مصر و سورية و غيرها , وسط صمت سادتهم , لا تصدقوا أن هؤلاء السادة سيتعاملون مع الخصم الإسرائيلي في ملعب كرة القدم بشكل يختلف مع ما فعلوه و يفعلوه مع غارات الطائرات الإسرائيلية و قصف دباباتهم لبعض منازل الفقراء.

 

مازن كم الماز

التعليقات

مازال المصريون يعيشون أوهام (أحفاد الفراعنة) و (أم الدنيا)...وغيرها من العبارات التي تدل على غرورهم وعنجهيتهم و عنصريتهم ....التي لا تظهر إلا في وجه الأخ والشقيق (ويالها من مصادفة...!!!).... وما رأيناه من شتم وإهانات صادرة ضد الشقيق الجزائري من مختلف المستويات المصرية...لا تدل إلا عن الحقد والعجز الذي لا يستطيع أن يعبر عن نفسه إلا بإثارة المشاكل وتكبيرها مهما كانت صغيرة ليقول لغيره بأنه موجود...؟؟؟؟ المصريون أول من أشعلوا نار الحرب الإعلامية حول المباراة في القاهرة وجعلوها قصة حياة أو موت بينما هي لا تتعدى مجرد كونها مباراة كرة قدم... وعندما إنقلبت الطاولة عليه بعد كل ما فعله وذلك بنصر المنتخب الجزائري بجدارة ...جن جنونه وأصيب بهسيتريا غير مفهومة وغير مبررة....والشيء المضحك أنهم هم من بدأ الشغب وضربوا حافلة المنتخب الجزائري....وكما يقول المثل الشعبي (ضربني وبكى ...سبقنى وإشتكى)... على الرغم من نفي السودان لما ورد من تضليل وإفتراء في الإعلام المصري... وخرجوا علينا بمهزلة الأمن القومي والكرامة المصرية..... نتمنى لو كانت تلك المظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية.....في حرب غزة وتهديد الإسرائيليين بقصف السد العالي....؟؟؟؟ نتمنى لو كان نصف الجسر الجوي إلى السودان ....قد أرسل إلى غزة..ليمدها بالطعام والدواء..؟؟؟؟ نرغب برؤية الحماسة المصرية لقطع العلاقات مع إسرائيل....وليس لقطعها مع الجزائر أو التطوع لخدمة إسرائيل في وجه إيران الصديقة...؟؟؟؟ والفعل ينتج عنه رد فعل وهذا ما تجلى واضحا في الرد الجزائري من وسائل إعلام وحشد شعبي.... وكل ذلك بسبب مباراة كرة قدم....!!!! مع أن إشتباكات ومشاجرات أكبر بكثير قد تحصل بين أي فريقين محليين في أي مدينة....!!! وحتى لو وصل أحدهما إلى المونديال فهو لن يستطيع فعل شي أمام عمالقة الكرة العالمية....وهذا حال الكرة العربية وحتى الآسيوية والأفريقية.... لا داعي لكل هذا الصراخ....لقد أصبحنا سخرية للعالم ...وهاهو الإسرائيلي يدعو بإستهزاء لضبط النفس بين الشقيقين....!!!! نرجوا من العقلاء في مصر إيقاف هذه المهزلة....فنحن نريد لها أن تعود إلى قوتها وثورتها وقيادتها للمد الثوري العربي والإسلامي....ولا نريدها مستقيلة من قضاياها الكبرى وغارقة في العجز والعبودية كما هي الآن....ونطلب من الإخوة في الجزائر عدم الإنجرار إلى هذا المستنقع.....من منطلق حرصهم على مصالح الأمة وعدم إضاعة الوقت في مسائل لا تستحق حتى التفكير بها....هنيئا لكم الفوز والتأهل.... وهكذا هي الرياضة....متعة...ولكن في النهاية فوز أو خسارة....

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...