زياد في مصر... ضحيّة «الحركة الثورية»؟

04-03-2013

زياد في مصر... ضحيّة «الحركة الثورية»؟

صحيح أنّ زياد الرحباني (الصورة) فنان مثير للجدل، ومن الطبيعي أن تنقسم الآراء حوله، إلا أنّ أحداً لم يتوقّع أن ترتفع أصوات بعض النشطاء و«المثقفين» المصريين على فايسبوك وتويتر، مطالبةً بمنع دخول صاحب «أنا مش كافر» إلى القاهرة للمشاركة في الحفل المقرّر إقامته في حديقة الأزهر (الأزهر بارك) ضمن فعاليات «مهرجان القاهرة الدولي الخامس لموسيقى الجاز» (من 21 آذار/ مارس حتى 23 منه)، بل وصل الأمر بهؤلاء حد التهديد بمنع إقامة الحفل بالقوّة إذا لم تستجب إدارة المهرجان لمطلبهم، مدعّمين رأيهم بنشر مقاطع فيديو للرحباني تظهر نظرته النقدية إزاء «الثورة السورية».

ورأى المعارضون في هذا الموقف «دعماً للرئيس بشار الأسد»، فيما رأى آخرون أنّ الدعوة إلى مقاطعة الحفل «وقوف في صف الأصولية الدينية» التي تتعقب الفنانين وتحرّم الفن وتجرّمه. وهنا أصبح الرحباني في مواجهة أصولية مزدوجة: أصولية التيارات الدينية وأصولية المعارضين للنظام السوري.
وفي ما يتعلّق برأي الجهة المنظّمة، فقد أعلنت داليا حمام المتحدثة الإعلامية باسم المهرجان عن تمسّك الإدارة باستضافة الرحباني وتكريمه للمرة الثانية بعد الحفل الذي قدّمه عام 2010 «تقديراً لأعماله الفنية». ليست المرّة الأولى التي ترخي فيها الأزمة السورية بظلالها على الأحداث الفنية في مصر. سبق أن اضطرت إدارة «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير» إلى استبعاد فيلم «العاشق» (2011) للمخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد كموقف سياسي من النظام السوري، بعدما سبقه «مهرجان دبي» إلى ذلك ، فيما ألغى نادي السينما التابع لـ «دار الأوبرا» عرضاً لـ «العاشق» أيضاً  بعد تهديدات تلقتها الدار من معارضين سوريين في المحروسة!
وأمام هذه التهديدات، أبدى عدد من المثقفين استياءهم من دعوات مقاطعة الحفل، مشيرين إلى أنّ الحرية التي تنادي بها الشعوب «تعني السماح بنشر كل الأفكار، وتجاور الآراء المتباينة». وأوضح الناقد أحمد إبراهيم  أنّ أسوأ ما في الموضوع أنّ «الدعوة تأتي من أشخاص يُفترض أنّهم ينتمون إلى شريحة المثقفين والتيار المدني والعلماني»، مشيراً إلى أنّ الأمر يدلّ على نحو واضح على «تجذّر العفريت الأصولي والتطرف داخلها». وأضاف إبراهيم أنّ دعوات مقاطعة الحفل الختامي لمهرجان الجاز تكشف أيضاً عن «التناقض الفاضح الذي نعيشه». يذكر أنّ المهرجان يضمّ مجموعة من أشهر موسيقيي الجاز، مثل الفرنسي كريستوف فاليم، والمغنية الأميركية كي. جي دنهارت، فيما يحلّ ضيف شرف البرازيلي المعروف جيلبرتو جيل.

مدحت صفوت

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...