خسائر شركات الطيران 9 مليارات دولار في 2009!

10-06-2009

خسائر شركات الطيران 9 مليارات دولار في 2009!

لا تنفكّ التوقّعات في شأن أداء شركات الخطوط الجويّة العالميّة تزداد سوءاً، والمدير العام لمنظّمة النقل الجوّي الدوليّة، «IATA»، جيوفاني بيسينياني، كشف عن أخطرها أول من أمس. ففي آذار الماضي رجّح بلوغ الخسائر 4.7 مليارات دولار، أمّا الآن فإنّ الرقم تجاوز هذا المستوى بكثير ليبلغ 9 مليارات دولار.
وقال بيسينياني في الاجتماع السنوي للمنظّمة في كوالا لامبور إنّه «ليس هناك أيّة تجربة حديثة شبيهة لما يحدث من تباطؤ اقتصادي حالياً. الأرض تتحرّك واهتزّت أعمالنا».
حديث مدير المنظّمة التي تضمّ نحو 250 شركة طيران عالميّة، يأتي بعدما تكبّدت تلك الشركات خسائر وصلت إلى 10.5 مليارات دولار في عام 2008 بسبب الارتفاع القياسي في سعر النفط، إضافة إلى تراجع عدد المسافرين والبضائع المنقولة. وفي خلال العام الجاري، رغم استقرار أسعار النفط نسبياً عند مستويات منخفضة، إلّا أنّ العامل الثاني وهو تراجع طلب المسافرين بنسبة 8 في المئة والنقل بنسبة 17 في المئة سيؤدّي إلى انحسار الأعمال.
واللافت هو أنّ رغم الربحيّة التي سيطرت على أعمال شركات الطيران في عام 2007، إلّا أنّ تلك الشركات كانت غارقة في الحبر الأحمر منذ عام 2001، أي منذ تنفيذ الهجمات الإرهابيّة على الولايات المتّحدة وتفشّي ظاهرة «الإرهاب». وفي الفترة الأخيرة مثلاً ظهر إرهاب من نوع آخر، هو «إنفلونزا الخنازير» الذي كبح حركة السفر.
وبين عامي 2001 و2006 تكلّفت الشركات خسائر وصلت إلى 41.6 مليار دولار، وفقاً لما تنقله صحيفة «Financial Times»، ما يعني أنّ عامي 2008 و2009، اللذين سيشهدان بطبيعة الحال خسائر قيمتها 20 مليار دولار، لن يوفّرا رافعة تعوّض الخسائر التي تكبّدتها سابقاً.
وخلال العام الجاري ستتأتّى الخسارة الأكبر، وتبلغ قيمتها 3.3 مليارات دولار، من شركات الخطوط الجويّة في منطقة آسيا ـــــ المحيط الهادئ. فتلك الشركات لن تستطيع المقاومة بين مطرقة انهيار حركة المسافرين حيث يتولّد الربح الأساسيّ، وسندان انخفاض الطلب الدولي على البضائع مع تأثّر التجارة بالركود.
أمّا الناقلات الجويّة في الشرق الأوسط الذي شهد فورة لافتة في السنوات الأخيرة، وخصوصاً في منطقة الخليج العربي، فستتكلّف خسائر تبلغ 1.5 مليار دولار، فيما ستبلغ خسائر الشركات في أميركا الشماليّة مليار دولار، وهو الرقم نفسه الذي ستتكبّده الشركات الأوروبيّة. وتلك الشركات هي مختصّة أساساً بنقل البضائع.
ولفت بيسينياني إلى أنّ أثر الأزمة الماليّة العالميّة على أعمال شركات الطيران كان أكبر من ذلك الذي ألحقته بها الهجمات الإرهابيّة في أيلول من عام 2001. فبعد ذلك التاريخ تراجعت عائدات الشركات بنسبة 7 في المئة وتطلّب التعافي 3 سنوات رغم الأوضاع الصحيّة المسجّلة للاقتصاد العالميّ. وقال: «في قلب هذا الركود العالمي، نحن نواجه انخفاض العائدات بنسبة 15 في المئة، أي ما يمثّل 80 مليار دولار». فهذا القطاع يرجّح أن يولّد عائدات تبلغ 448 مليار دولار في عام 2009 مقارنة بـ528 مليار دولار في العام السابق.
والأخطر من موضوع الخسائر هو موضوع التداعيات التي ستنجم عنها، وهنا تحدّث بيسينياني عن وجود أكثر من 100 ألف وظيفة عالمياً في هذا القطاع في دائرة الخطر «إذا لم نشهد تحسّناً في الأوضاع الاقتصاديّة». غير أنّه حذّر من أنّ التعافي الاقتصادي قد يعقّد الأمور إذا أدّت «التوقّعات الجشعة» إلى وصول أسعار النفط إلى مستويات مرتفعة مجدّداً.
وفي هذا السياق، شدّد بيسينياني على أنّ «مستقبلنا يعتمد على إعادة هيكلة جذريّة من الشركاء والحكومات والصناعة. لا نستطيع تحمّل كلفة التقنين الحكومي على صعيد القطاع الخاص، وفرض الضرائب بطريقة غير مدروسة، إضافة إلى استغلال الشركاء قوّتهم الاحتكاريّة».
غير أنّ توقّعات «Iata» التي تلاها بيسينياني قلّل من واقعيّتها وحدّتها المدير التنفيذي لشركة «الخطوط الجويّة القطريّة»، أكبر البكر. فقد نقلت عنه وكالة «فرانس برس» قوله: «من أين أتت تلك الأرقام؟ إنّه (بيسينياني) يجري تقديرات فقط»، مشيراً إلى أنّ شركته لا تزال مصمّمة على طلب 200 طائرة جديدة بين عامين 2009 و2017 لتزيدها على الطائرات الـ84 التي تؤلف سربها حالياً.
وإذا كان هناك من معطى إيجابي قدّمته «IATA»، فهو تأكيدها أن أعضاءها سيضعون حداً لانبعاث الغازات الحارّة بحلول عام 2020 «فبعد ذلك التاريخ لن تنمو انبعاثات النقل الجوّي حتّى مع استمرار نموّ الطلب»، بحسب بيسينياني.

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...