حوار مع أبو الهدى الحسيني حول الصوفية في سورية

22-05-2008

حوار مع أبو الهدى الحسيني حول الصوفية في سورية

قال أحد أبرز وجوه الصوفية في سوريا إن من يضربون أجسادهم بالشيش ويعذبون أنفسهم ويدعون للامتناع عن الجنس ليسوا من الصوفية، ووصفهم بـ"أطفال بحاجة للعناية"، نافيا بشدة "مبايعة ملك للصوفيين"، وقال إنها من البدالشيخ محمود أبو الهدى الحسينيع مؤكدا التزام الصوفيين بالرسول والسنة النبوية.

وكشف الشيخ الطبيب محمود أبو الهدى الحسيني بعض معالم الصوفية بسوريا، في إطار حوار معه تزامن مع إطلاقه محاضرات هي الأولى من نوعها عبر فضاء الانترنت، حول الشاعر المتصوف جلال الدين الرومي لطلاب مرحلة الدراسات العليا في جامعة "هارت فورد" اللاهوتية الأمريكية.

والطبيب الشيخ محمود أبو الهدى الحسيني هو "خطيب جامع العادلية بحلب" والجامع الأموي الكبير، ورئيس الجمعية السورية للنباتات الطبية وأستاذ الطب البشري بجامعة حلب، ويعتبر أحد أبرز وجوه الصوفية.

- وفي بداية الحوار، ميّز الشيخ محمود أبو الهدى بين الصوفية و"الطرقية"، وأوضح قائلا: التصوف في سوريا علمي على عكس دول أخرى، ومنتشر في مختلف المحافظات، ولا توجد إحصائية دقيقة لكن المتصوفين هم بالآلاف. وفي البادية والريف أتباع يغلب عليهم الجهل وضرب الشيش وأكل النار وهذه لا تعبّر عن التصوف، وإنما هي "الطرقية".

وأضاف "للطرقية أسماء بلا نهاية مثل الشاذلية وغيرها، أما عندما نتحدث عن التصوف فإننا نتحدث عن جزء أساسي في الدين الإسلامي هو الركن الإحساني. الطرقية تمثل الذين انقطعوا عن التصوف، كما أنها وسيلة للوصول للتصوف ووقف بعضهم معها على أنها غاية وانقطعوا عن التصوف المقصود. بينما التصوف فهم للإنسان والله وعمق روحي وهذا يمثل بلاد الشام". 
  - وبخصوص ما يقال عن اتباع الصوفيين لضرب أجسادهم ومبايعة ملك لهم في سوريا إضافة إلى الامتناع عن الجنس والزواج وأن فرعون كان مؤمنا، يرد الشيخ محمود أبو الهدى: الحديث عن ملك للصوفيين يأتي ضمن ما نسميها (الطرقية) وهذا كلام جهل لا علاقة له بالتصوف.

وكان الباحث الدكتور عبود العسكري أورد في كتاب حديث له عن الصوفية أن "بعض شيوخ الصوفية في سوريا يستغلون ما جاء في الإسلام حول أن الطريق مفتوح بين العبد وربه. ويتحول الشيخ الوسيط لملك صوفي مقابل الملك السياسي. الملك الصوفي يبدأ من المبايعة، والبيعة أن تسلم نفسك لمرب يقلبها كيف يشاء..".

وقال الشيخ أبو الهدى إن كتاب الدكتور عبود العسكري جلب بعض الأمور السيئة وبعض الأمور الحسنة لكنه لم يكن كتابا علميا، والكلام عن ملك للصوفيين غير صحيح، وهذا يوجد في "الطرقية" حيث توجد الوراثة.
- وبالنسبة للجنس، قال الدكتور محمود أبو الهدى: إن الشيخ عبد القادر الجيلاني تزوج أربع نساء وهذا يكذب الحديث عن امتناعنا عن النساء. وبخصوص فرعون أؤكد أن الشيخ محي الدين ابن عربي صرح أن فرعون هو في الدرك الاسفل من النار.

ونفى أن تكون الحركة الدينية السورية (القبيسيات) هي من الطرق الصوفية النسائية، مشيرا إلى أنها مجرد حركة فكرية.

-وبخصوص عاداتهم وطقوسهم اليومية، قال الشيخ محمود أبو الهدى "طريقنا مقيد بالكتاب والسنة، والصوفي هو الإنسان الحقيقي المتوازن والمنسجم مع الناس، لا يملك شيئا يميزه في الظاهر عن الناس".

وأضاف "البعض يتصور أن عدم الاكل والنوم والزواج هو تصوف وهذا ليس تصوفا بل رهبنة وزهد، ونحن لا نأخذ بالباطنية لأنها تعطيل للأحكام الظاهرية".

وتابع "التصوف فيه صلاة وصوم كبقية المسلمين لكن يضاف إليه البعد، الثالث وهو العمق الروحي لأي حركة ويعطي الحكمة لأي عبادة"، مشيرا إلى أن المثل الاعلى لكل صوفي هو الرسول (صلى الله عليه وسلم).

وقال: "صلاة الحركة هي مؤقتة وليست دائمة أي يقضي المسلم ربع ساعة في الصلاة ثم بقية اليوم هو خارجها، والشاعر الصوفي جلال الدين الرومي يقول إن الصلاة أيضا هي صلاة الروح والعبادة ليست الصورة الظاهرة -مع أهميتها- وإنما هي البعد الإنساني، وإذا كان الدين حركات وممارسات فقط سيحصل صدام حضاري".

ونفى تكفير من يقومون بضرب أنفسهم بالشيش وقال هؤلاء أطفال يعلبون وهم بحاجة لتوجيه مهم يستوعبهم ويصرفهم عن هذه الألعاب المبتذلة.

وقال الشيخ محمود أبو الهدى إن الدين عند الصوفيين 3 مستويات: سلوكي عقدي والمسؤول عنه هو الفقه، والقسم العقدي والمسؤول عنه علم العقيدة، والقسم الشعوري وله صلة بتفاعل الإنسان الروحي والباطني أي التصوف.

وأضاف "لذلك الحجاب وكيفية وضع اليد في الصلاة ليست من تخصص التصوف ولغته، كما سنرى أن الصوفيين هم من مختلف المذاهب السنية".

وعدّد بعض أبرز وجوه الصوفية في سوريا مثل الداعية الشيخ عدنان السقا في حمص، وحسام الفرفور في حلب وهو رئيس جامعة. 
 - ويقدم الطبيب الشيخ محمود أبو الهدى الحسيني خلال الشهر الجاري 13 محاضرة عبر الانترنت عن الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي، لطلاب مرحلة الدراسات العليا في جامعة هارت فورد اللاهوتية الأمريكية.

وقال الشيخ محمود إن موضوعات المقرر هي مدخل "نبين بدايات جلال الدين الرومي وكتبه، ثم البحث الذي يقسم إلى أقسام: صلة كتاباته بالنص الإسلامي، والنصوص السماوية التي سبقت الإسلام، ونشير إلى تأثره قليلا بالكتاب المقدس. ومعرفة الرومي بالله في كتاباته. معنى العشق الالهي. مفهوم التربية الذي تبناه وكيف كان يربي من حوله. ثم قراءته في الإنسان وفي الكون ورسم لوحات قرأت فيها السماء وربط ما في السماء بالإنسان، وقرأ النباتات والحيوانات والموسيقى وربطها بالإنسان".

وأشار إلى أن اهتمام الأمريكيين قديم بجلال الدين الرومي، قائلا إن كتبه تطبع في مواسم أعياد الميلاد بسبب لغته الإنسانية، وهذا يبين أهمية كتبه في وقت وجود خطاب صدامي الآن.

حيان نيوف

المصدر: العربية
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...