ارتفاع أسعار اللحوم متواصل والفروج على حاله

28-11-2010

ارتفاع أسعار اللحوم متواصل والفروج على حاله

حسنت منحة السيد الرئيس بشار الأسد للعاملين في الدولة والتي صرفت بنسبة 50% من الرواتب والتي لم تخضع لأية ضريبة القوة الشرائية للمستهلكين.. خاصة أن معظم الإدارات والمؤسسات والشركات صرفتها بعد نهاية عطلة عيد الأضحى المبارك.. ومكنت المستهلكين من تلبية العديد من احتياجاتهم مع استمرارهم في اتباع سياسة ترشيد الإنفاق والتقنين والاكتفاء بالضروريات والأساسيات, لأن حجم العجز في الدخل وتلبية الاحتياجات كبير, فقد تعرضت الشرائح الاجتماعية الأقل دخلاً للعديد من الضغوط الناجمة عن عدة مناسبات- عيد الفطر-عيد الأضحى- موسم المونة- افتتاح المدارس- التحضير للموسم الشتوي. وتأسيساً على ذلك يمكن القول: إن منحة السيد الرئيس أتت في الوقت المناسب., ومكنت الشرائح الأضعف مادياً من إكمال ما تبقى من أيام الشهر بيسر وسهولة وطمأنينة.

أسواق ما بعد العيد ‏
أما على صعيد الواقع فإن حركة التداول قبل وبعد العيد كانت عادية ولم تسجل أية حدة في الطلب على أية مادة, بل كانت حركة التداول ضعيفة قياساً بالأعياد السابقة فكان حجم العرض أكبر من الطلب ما دفع أصحاب البقاليات والعديد من محال بيع الجملة إلى استمرارهم في تقديم خدماتهم خلال العيد وبالتالي حدوث تخفيضات ملحوظة على أسعار الخضر والفواكه فبلغت نسبة تراجع الأسعار بحدود 15-20%... أما محلات بيع الألبسة فعمدت هي الأخرى إلى إجراء تخفيضات حقيقية بهدف الترويج ورفع حركة مبيعاتها اليومية ففي الأسواق الشعبية يمكن شراء البنطال الرجالي بأسعار تتراوح ما بين 500 ليرة إلى 800 ليرة والفستان النسائي يمكن شراؤه بـ1500 ليرة.... أما المحلات المتوضعة في المجمعات «المولات» أو تلك التي تحمل ماركات معينة فبقيت أسعارها على حالها وكذلك بعض المحال في الحمراء والقصاع وبعض المناطق غير الشعبية, وهذه المحال لها روادها وزبائنها. ‏

المواد الأساسية ‏
لا تزال منافذ القطاع العام تخلو من مادة السكر الحر ليبقى سعر كغ السكر بحدود 50 ليرة. علماً أن التعليمات وقرارات وزارة الاقتصاد ألزمت مستوردي ومنتجي السكر ببيع 15% مما ينتجون أو يستوردون لمنافذ القطاع العام بهامش ربح بسيط لكن هذه التعليمات لم تطبق ليبقى بيع السكر محصوراً بالقطاع الخاص.. وهنا يمكن أن نذكر بتجربة مؤسسة الخزن والتسويق التي عمدت إلى طرح مادة السكر الحر في صالاتها قبل عدة أشهر وبسعر منافس جداً 33-32.5 ليرة للكغ الواحد. وفي تصريح سابق للمهندس نادر العبد الله مدير عام الخزن والتسويق أكد أن المؤسسة ستسعى مستقبلاً إلى توفير السكر في منافذها وبهامش ربح بسيط. وفي هذا السياق يمكن أن نشير أيضاً إلى أن آخر تقرير صادر عن شركة سكر تل سلحب أكد أن كلفة كغ السكر المحلي المصنع من الشوندر السكري تزيد عن 58 ليرة سورية أي أنه حتى لو تم بيع المنتج بالأسعار العالمية السائدة فإن الخسارة في كل كغ تزيد عن ثماني ليرات... أما بالنسبة لمادة الرز فلم تفلح إجراءات وزارة الاقتصاد في كسر أسعارها ولم يلتزم التجار والمستوردون ببيع منافذ القطاع العام الكميات المحددة من مستورداتهم لمنافذ القطاع العام. وفي القراءة التحليلية لامتناع التجار عن التقيد بتعليمات وزارة الاقتصاد بخصوص مادتي السكر والرز يمكن القول: إن امتناع التجار له ما يبرره, لأن التزامهم بتعليمات الاقتصاد سيؤدي إلى كشف حجم الأرباح الكبيرة التي يجنونها, علماً أن وزارة الاقتصاد أضافت نسبة 5% إلى إجمالي الكلف... وهذا الانكشاف سيجعلهم مكشوفين أيضاً لجهة أخرى يخشونها وهي وزارة المالية ما يعني تحصيل الضريبة الحقيقية عما يتقاضونه من أرباح. ‏

اللحوم الحية ‏
ارتفعت أسعار لحوم العواس الحية قبل وخلال العيد بسبب زيادة الطلب على شراء الأضاحي لكن الجديد في هذا العيد أن الأسعار استمرت في الارتفاع ولم تتراجع بفعل تراجع الطلب وانتهاء فترة العيد. وقد كان هذا الأمر إحدى النقاط التي استدعت البحث والنقاش في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء... أما بخصوص أسعار اللحوم المجرومة فقد عادت للارتفاع بعد العيد لتصل إلى المستويات السابقة ففي دمشق يباع الكغ بين 800-900 ليرة لدى قصابي الحارات, وفي الأسواق الشعبية للحوم يباع الكغ بين 650-750ليرة... وهنا يمكن أن نشير أيضاً إلى قلة اللحوم المبردة المستوردة في الأسواق والتي يمكن أن تشكل بديلاً للحوم البلدية لجهة انخفاض أسعارها بالنسبة للفئات الأقل دخلاً. وهنا يمكن أن نلاحظ أن أسعار لحوم الأبقار كانت بين 300-350 ليرة للكغ الواحد قبل نحو عامين والآن أصبحت تباع بين 425- إلى 475 ليرة. ‏

الأعلاف ‏
حدث انخفاض بسيط في أسعار الذرة والصويا خلال الأسبوع الماضي وبقيت أسعار الشعير على حالها لكن بالعودة إلى أسعار الذرة والصويا قبل عام تقريباً فإن نسبة الارتفاع في أسعارها تقدر بنحو 15-20%... أما بالنسبة لأسعار البيض والفروج فقد حافظت هي الأخرى على أسعارها وهنا يفترض أن نجدد الإشارة إلى أنه لولا تصدير كميات كبيرة من البيض السوري إلى السوق العراقية وبعض أسواق الخليج لانهارت أسعار البيض في السوق المحلية لأن حجم الفائض في إنتاج البيض يقدر بنحو 40% أما الجديد بالنسبة لتربية الدواجن فهو الانخفاض الكبير في أسعار صوص الفروج الذي هبط من 40 ليرة إلى 14 ليرة للصوص وبقيت أسعار الصوص البياض بين 30-35 ليرة.. وسبب الانخفاض في أسعار صوص الفروج يرجعه المربون ليس إلى زيادة إنتاج صوص الفروج بل إلى قلة الطلب التي تشكلت لدى العديد من المربين عزوفاً عن تربية أفواج بأحجام كبيرة بسبب النفوق وتقلبات السوق والارتفاع والضميمة المفروضة على مادتي الذرة والصويا. ‏

العقارات ‏
تراجع معدلات التداول يميز سوق العقارات بالنسبة للمساكن التي على الهيكل أو الجاهزة, أما تجارة الأراضي والمحال التجارية فهي أحسن حالاً.. ولا يزال بعض المراقبين يربطون الخروج من الأزمة الاقتصادية العالمية على الصعيد المحلي بنشاط سوق العقارات واستعادة عافيته التي كانت سائدة قبل حوالي أربع سنوات وهنا يمكن أن نشير إلى أن حجم الأموال المودعة للسوريين في المصارف السورية تزيد عن 1300 مليار ليرة وهي بحاجة إلى قنوات استثمار جديدة وجاذبة كي تخرج من أقبية المصارف.. ‏

أخيراً بلغ إجمالي حجم التداول في سوق الأوراق المالية بدمشق خلال الأسبوع الماضي حوالي 71 مليون ليرة علماً أن عدد الشركات المسجلة في البورصة يبلغ 18 شركة منها 10 بنوك وشركتا خدمات وشركة صناعية وواحدة زراعية وأربع شركات تأمين. ويذكر أيضاً أنه عندما تم افتتاح سوق الأوراق المالية في 10/3/2009 كان عدد الشركات المسجلة ستاً فقط. أخيراً بيع غرام الذهب يوم أمس في السوق السورية بـ1775 وبلغ سعر الأونصة 1364دولاراً وصرف الدولار بـ46.40 واليورو بـ61.25

محمد الرفاعي

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...