السوق العتيق منطقة أثرية ..السوق العتيق ليس منطقة أثرية:

19-02-2007

السوق العتيق منطقة أثرية ..السوق العتيق ليس منطقة أثرية:

الجمل:  أخيراً، هدم السوق العتيق في دمشق، وأقيمت مكانه شبه حديقة، وبغض النظر عن كل ما قيل في صحة قرار الهدم أو خطئه.. وكل ما قيل عن ملابسات الموضوع التي وصلت في بعض مراحلها لاتهام منفذي المشروع بارتكاب جريمة بحق التاريخ والآثار وذكرى المدينة.. لا بد من إثارة بعض التساؤلات حول المنهجية التي تمارسها مديرية الآثار بالتعامل مع المواضيع المطروحة أمامها. 
لن نتحدث عن مخطط ايكوشار هذا المهندس الفرنسي الذي وضع مخططاً تنظيمياً لدمشق في الستينيات، وهو يحمل خلفية معادية لدمشق وتراثها وعمارتها وتاريخها، فرسم مخططاً للمدينة يفقدها معالمها التاريخية ويفصل قديمها عن حديثها، ويجعلها مدينة بلا هوية بلا تاريخ.. ومن مخطط ايكوشار كانت فكرة إزالة منطقة السوق العتيق وتحويلها إلى منطقة منظمة حديثة.
ولن نتحدث عن أهمية السوق العتيق والمنطقة المجاورة وما بقي منها.. فقد يكون فعلاً ما بقي في المنطقة مجرد خرائب، وبؤر أوساخ، وأبنية طينية متداعية لا قيمة أثرية لها.. وما بقي في تلك المنطقة مجرد اسم وذكرى.. ينادي المتشددون بالحفاظ عليها، ويدعون أنها تضم بقايا ذات أهمية أثرية، يدفعهم إلى ذلك تعاطفهم الشديد مع كل قديم. بينما ينادي البعض الآخر بإيجاد الحلول المناسبة لتلك المنطقة بحيث تتم دراستها بشكل متأني والحفاظ على ما يجب الحفاظ عليه، وإعادة تنظيم المنطقة وتجميلها بحيث تبقى منسجمة مع محيطها ودون أن ترمى ذكرى التاريخ إلى مكب النفايات.
ولن نتحدث عن كل ما يقال عن الحرب الشعواء بين تجار العقارات ومن يقف وراءهم وبين الذين يحاولون الحد من جشعهم وخاصة في بعض المناطق التي لها أهمية خاصة، أولئك يتذرعون بضرورة التطوير والتنمية وتنفيذ المشاريع الضخمة، وهؤلاء يصرخون دون أن يسمعهم أحد.. ألم يعد هناك مساحات فارغة إلا تلك التي لها طابع خاص..
ولن نتحدث عن بعض المشاريع المدنية والعادية البسيطة التي تستمر دراستها عدة سنوات، وأحياناً يستمر تنفيذها عدة عقود.. دون الشعور بضرورة السرعة لانهائها لتحقيق أهداف التطوير والتنمية والسياحة وغيرها.. وكيف أن قرار هدم السوق العتيق وتنفيذه لم يأخذ من قبل الجهات المعنية إلا عدة أيام، ليتساءل البعض هل انتهت كافة مشاكلنا مع كافة مشاريعنا (دون ذكر أمثلة) لنصبح من الأمم التي تنفذ مشاريعها بسرعة البرق.
ولن نتحدث، والحديث موجه إلى مديرية الآثار، عن مئات المواقع الأثرية الهامة التي تنتظر عشرات السنين (بسبب قلة الكوادر الفنية والإمكانيات المادية) الفرصة المناسبة لدراستها وتوثيقها وتنقيبها والتفكير بطريقة تأهيلها وتوظيفها.. ولن نتحدث، والحديث موجه إلى محافظة مدينة دمشق، عن مئات المواقع الهامة في المدينة التي تنتظر عدة سنوات لمعالجة وضعها كالطرقات والأرصفة والصرف الصحي والأبنية والمناطق العشوائية وغيرها.. لتحدث معجزة ويوضع السوق العتيق على رأس أولويات مديرية الآثار ومحافظة مدينة دمشق بحيث تستنفر كل القوى لاستئصال هذه الظاهرة التي تؤرق البعض.
نحن مع هدم منطقة السوق العتيق، فيما لو ثبت أنها ليست جديرة بالمحافظة عليها..
ونحن مع تطوير المنطقة وتحسينها وتجميلها لأنها تقع في قلب مدينة دمشق..
ونحن مع سياسة التنمية والتطوير السياحي والعمراني..
لكننا لسنا مع طريقة التنفيذ.
كان من الواجب دراسة المنطقة بهدوء من جميع النواحي، ومن قبل عدة متخصصين في التاريخ والآثار والعمارة والفنون وتنظيم المدن.. ولا بأس باستشارة جهات علمية متخصصة بمثل هذا النوع من المشاريع، وعرض النتائج على كافة المهتمين من مواطنين ومثقفين وذوي علاقة.. وتعديل الدراسات مرة ومرتين وعشرات المرات.. حتى الوصول إلى نتيجة واضحة، إن لم يوافق عليها الجميع فعلى الأقل نتيجة مبنية على أسس منطقية ودراسات منهجية لها مبرراتها ومعطياتها التي اعتمدت عليها.. لا أن ينفذ المشروع بطريقة سريعة دون أي دراسات مسبقة مع معرفة الجميع بأهمية المنطقة وحساسيتها..
إن دراسة مخطط تنظيمي لقرية صغيرة يستغرق عدة سنوات، ويعرض للمناقشة والتعديل عدة مرات، ولا يصدر إلا بعد أن يكون قد أخذ حقه من الدراسة.. فكيف بمنطقة حساسة في قلب مدينة لها أهميتها التاريخية عبر كل العصور..
كان من الممكن إيجاد طريقة منطقية وحضارية لتنفيذ هذا المشروع بشكل يحافظ ولو على أجزاء صغيرة من المنطقة تشير فقط إلى أنه كان هنا شيء ما.. ويمكن هدم ما يجب هدمه، وإضافة ما يمكن إضافته بطريقة ذكية تربط بين الماضي والحاضر، ترضي الغيورين على تلك الخرائب بصفتها إحدى ذاكرات دمشق كما يقولون، وترضي الغيورين على تطوير وتجميل تلك المنطقة بصفتها قلب مدينة دمشق.. لا أن يتم العمل كما حدث، وكما وصف بأنه مجزرة نفذتها جرافات محافظة دمشق بمباركة مديرية الآثار لتقام شبه حديقة حولت المنطقة إلى فراغ يقف البعض أمامه يبكي على التاريخ المفقود، بدلاً من أن يقف الجميع أمامه يعجب بذلك التنظيم الجديد الذي أخذ بعين الاعتبار كل المعايير..
لا نلوم محافظة مدينة دمشق، فلها وجهات نظرها الخاصة بشؤون التنظيم والتطوير وهي في النهاية ليست مسؤولة (على الأقل وظيفياً) عن تحديد أهمية المواقع الأثرية وطرق التعامل معها.
لكننا نلوم المديرية العامة للآثار والمتاحف، التي أوكلت لها أمانة حماية المواقع الأثرية ويبدو أنها ليست قادرة ضمن كوادرها الحالية على القيام بهذه المسؤولية.. لن نتهم أحداً جزافاً، ولكن من حقنا التساؤل كيف تصدر المديرية قراراً في عام 2004 تعتبر فيه منطقة السوق العتيق منطقة أثرية، وفي عام 2006 تصدر المديرية قراراً بطي القرار السابق. ليس من حقنا أن نتدخل بعمل مديرية الآثار، فمن حقها وحدها تحديد المواقع الأثرية، ولكن من حقنا أن نتساءل ماذا تغير خلال عامين لتناقض مديرية الآثار نفسها بهذه الطريقة الفاضحة والمخجلة.. طي القرار القديم يعني أنه كان خاطئاً، أو أن مستجدات قوية ظهرت على الساحة، أو أن تدخلات قوية فرضت نفسها.. أو أن مديرية الآثار تمارس دورها دون أي مسؤولية تجاه الغير ودون أي تفكير بنتائج قراراتها، فاليوم تصدر قراراً وغداً تغيره وبعد غد تصدر قراراً آخر وهكذا، حتى أصبحت كل الجهات تنظر إليها على أنها مؤسسة غير مسؤولة عن قراراتها، وغير قادرة على القيام بمهامها الموكلة لها، وغير قادرة على التفكير بجدية بالمواضيع المطروحة عليها.. لذلك لا بد من تجريدها من تلك الحقوق تدريجياً، وفرض رأي الجهات الأخرى عليها، أو قيام تلك الجهات بتجريد المديرية من صلاحياتها، وقد يكون من المفيد هنا تأكيد وجهة النظر الأخيرة بالاتفاق الذي تم بين مديرية الآثار ووزارة السياحة حول إدارة المواقع الأثرية والذي يمكن اختصاره بعبارة واحدة هي تنازل جديد من مديرية الآثار عن أحد واجباتها أو حقوقها الذي حفظه لها قانون الآثار السوري، وسيكون لهذا الموضوع بحث قادم.  
في النهاية دعوة إلى كل المهتمين بتراث هذا الوطن وتاريخه، إلى كل المهتمين بالمحافظة على دمشق وغيرها من المدن القديمة في سورية..
إلى كل المهتمين بالتراث وتغيير النظرة التقليدية إليه على أنه مجرد المحافظة على الأبنية الأثرية في بعض المناطق..
إلى كل المهتمين بالتحديث وتغيير النظرة القاصرة إليه على أنه مجرد إضافة كتل اسمنتية دون هوية ودون طراز يمت للمدينة بصلة..
وإلى كل الجهات العلمية والرسمية والبلدية، ممثلة بمديرية الآثار، والسلطات البلدية، وكليات العمارة والفنون، والتجمعات المحلية في كل منطقة..
أوقفوا هذه الطريقة العشوائية بالتعامل مع المواقع الأثرية بحجة التطوير والتنمية.. وأعطوا لكل منطقة حقها بالدراسة المتأنية المتكاملة للوصول إلى أفضل الحلول.. ولا تكرروا التجربة في شارع الملك فيصل، أو في حي الحمراوي، أو في ساروجة.. ولا حتى في بقية المدن السورية، في عمريت أو أرواد أو غيرها.. فليس من المعقول عدم وجود إلا وجهتي نظر فقط، وجهة نظر المتشددين بالحفاظ على الآثار ومن يقف إلى جانبهم من المتعاطفين، ووجهة نظر المطالبين بمشاريع التطوير والتنمية في المواقع الأثرية دون أخذ أي اعتبار للجانب التاريخي أو التقليدي أو حتى ذكريات الشعوب.
ونداء أخير إلى القائمين على المديرية العامة للآثار والمتاحف، المؤتمنين على تاريخ الوطن وتراثه وآثاره وهويته.. مارسوا دوركم بمصداقية، ودون الخضوع إلى تأثيرات الجهات الأخرى سواء كانت بلدية أو صناعية أو تجارية أو عقارية أو سياحية أو غيرها.. فالحياة موقف، وإن لم تكونوا قادرين على اتخاذ المواقف العظيمة فلا بأس بأن تفسحوا المجال لغيركم.

الجمل

إلى الندوة

التعليقات

نشكر لكم هذا الحس الوطني للمحافظة على آثار البلد ولكن يجب المحاسبة ولاتجزع بهدم السوق العتيق لأنه بمحافظة دير الزور أعطيت الموافقة بهدم الحمام الوحيد التاريخي في المحافظة من أجل أن يبنى مكانه برج من الخرسانة وهدم بيت يعود إلى العهد العثماني بحجة أنه يهدد السلامة العامة هذا أن دل على شيء هو امتداد الفساد الأداري وعدم الحس بالمسؤولية من أجل الحفاظ على المعالم التاريخية في المحافظة فتصور رئيس شعبة الهندسة في دائرة آثار دير الزور بمؤازرة مدير الدائرة يرفع مشروع تعزيل أتربة للعام 2007 وبالطبع بمؤازرة المهندس المشرف على الدائرة بمديرية الهتدسة في المديرية العامة بحوالي المليون ليرة ولايرفع بمشروع صيانة للمتحف الوطني بالمحافظة المتداعي والمتصدع الفاقد لأهم متطلبات العرض التي هي الإضاءة حيث أنها معدومة وذلك لغاية في نفس يعقوب أين هي المحاسبة ياترى هذه صرخة مدوية نضعها في رقبة المعنين.المدير العتيد الحديث في الإدارة والوظيفة معاً يتصرف بكل أنانية في العمل تصور بأنه في عهده انتقل خيرة المهندسيين بالإضافة إلى تقديم ثلاث موظفين استقالتهم من أجل الخلاص من الدائرة لانهم ملوا من عدم سماع صوتهم من قبل المدير العام الذي يحتضن هذا المدير وذلك حسب قول مدير الدائرة أنا لن أذهب عن الكرسي مادام المدير العام موجود

في الحقيقة وحسب المعلومات المتوفرة لدي أن هدم الحمام ضرورة ملحة لتجاوز مسألة الخرائب والتراكمات وبصغتي مهندس مدني اطلعت على حمام السوق وما وجدت حماماً وإنما خربة تملؤها الأوساخ . هذا ردي على رد أما عن الحديث عن مديريةالآثار ***( صديقي ) إنساناً متواضعاً همه العمل وأنا على دراية بالمهندسين الأشاوس الذين فروا منه . وماهم الآن يتلقون المكافآت والمنح والأجور على أكمل وجه ، وهل وجدت المديرية العامة أفضل من *** لتعينه رئيساً للدائرة ، أم الدائرة قد طار صوابها عندما علمت بالمدير الجديد *** وبدأت تكيل له الاتهامات والتشكيك ، أولا تعلم يا سيدي أن *** قد اعتذر مرات ومرات عن الإدارة كون الاتهامات وإقلاقه وصل إلى الزبى ( تعقلوا قليلاً ) وثق با صاحبي أن المنزل العثماني التي تتحدث عنه لولا إزالته لربما وقع على رأسك

In reply to by مجهول (لم يتم التحقق)

"أوقفوا هذه الطريقة العشوائية والنظرة القاصرة بالتعامل مع المواقع الأثرية ولا تكرروا التجربة في شارع الملك فيصل، أو في ساروجة.. ولا حتى في عمريت أو أرواد أو غيرها" "ان من الواجب دراسة المنطقة بهدوء من جميع النواحي، ومن قبل عدة متخصصين في التاريخ والآثار والعمارة والفنون وتنظيم المدن.. ولا بأس باستشارة جهات علمية متخصصة بمثل هذا النوع من المشاريع، وعرض النتائج على كافة المهتمين من مواطنين ومثقفين وذوي علاقة.. وتعديل الدراسات مرة ومرتين وعشرات المرات.. حتى الوصول إلى نتيجة واضحة، إن لم يوافق عليها الجميع فعلى الأقل نتيجة مبنية على أسس منطقية ودراسات منهجية لها مبرراتها ومعطياتها التي اعتمدت عليها.. لا أن ينفذ المشروع بطريقة سريعة دون أي دراسات مسبقة مع معرفة الجميع بأهمية المنطقة وحساسيتها.. إن دراسة مخطط تنظيمي لقرية صغيرة يستغرق عدة سنوات، ويعرض للمناقشة والتعديل عدة مرات، ولا يصدر إلا بعد أن يكون قد أخذ حقه من الدراسة.. فكيف بمنطقة حساسة في قلب مدينة لها أهميتها التاريخية عبر كل العصور.. كان من الممكن إيجاد طريقة منطقية وحضارية لتنفيذ هذا المشروع بشكل يحافظ ولو على أجزاء صغيرة من المنطقة تشير فقط إلى أنه كان هنا شيء ما.. ويمكن هدم ما يجب هدمه، وإضافة ما يمكن إضافته بطريقة ذكية تربط بين الماضي والحاضر، ترضي الغيورين على تلك الخرائب بصفتها إحدى ذاكرات دمشق كما يقولون، وترضي الغيورين على تطوير وتجميل تلك المنطقة بصفتها قلب مدينة دمشق.. لا أن يتم العمل كما حدث، وكما وصف بأنه مجزرة نفذتها جرافات محافظة دمشق بمباركة مديرية الآثار لتقام شبه حديقة حولت المنطقة إلى فراغ يقف البعض أمامه يبكي على التاريخ المفقود، بدلاً من أن يقف الجميع أمامه يعجب بذلك التنظيم الجديد الذي أخذ بعين الاعتبار كل المعايير.. لا نلوم محافظة مدينة دمشق، فلها وجهات نظرها "الخاصة" بشؤون التنظيم وطرق التعامل معها. لكننا نلوم المديرية العامة للآثار والمتاحف، التي أوكلت لها أمانة حماية المواقع الأثرية ويبدو أنها ليست قادرة ضمن كوادرها الحالية على القيام بهذه المسؤولية.. لن نتهم أحداً جزافاً، ولكن من حقنا التساؤل كيف تصدر المديرية قراراً في عام 2004 تعتبر فيه منطقة السوق العتيق منطقة أثرية، وفي عام2007 تصدر المديرية قراراً بطي القرار السابق.!? من حقنا أن نتساءل ماذا تغير خلال عامين لتناقض مديرية الآثار نفسها بهذه الطريقة الفاضحة والمخجلة.. طي القرار القديم يعني أنه كان خاطئاً، أو أن مستجدات قوية ظهرت على الساحة، أو أن تدخلات قوية فرضت نفسها.. أو أن مديرية الآثار تمارس دورها دون أي مسؤولية تجاه الغير ودون أي تفكير بنتائج قراراتها، فاليوم تصدر قراراً وغداً تغيره وبعد غد تصدر قراراً آخر وهكذا، حتى أصبحت كل الجهات تنظر إليها على أنها مؤسسة غير مسؤولة عن قراراتها، وغير قادرة على القيام بمهامها الموكلة لها، وغير قادرة على التفكير بجدية بالمواضيع المطروحة عليها وفرض رأي الجهات الأخرى عليها، أو قيام تلك الجهات بتجريد المديرية من صلاحياتها، وقد يكون من المفيد هنا تأكيد وجهة النظر الأخيرة بالاتفاق الذي تم بين مديرية الآثار ووزارة السياحة حول إدارة المواقع الأثرية والذي يمكن اختصاره بعبارة واحدة هي تنازل جديد من مديرية الآثار عن أحد واجباتها أو حقوقها الذي حفظه لها قانون الآثار السوري" في النهاية دعوة إلى كل المهتمين بتراث هذا الوطن وتاريخه، إلى كل المهتمين بالمحافظة على دمشق وغيرها من المدن القديمة في سورية.. إلى كل المهتمين بالتراث وتغيير النظرة التقليدية إليه على أنه مجرد المحافظة على الأبنية الأثرية في بعض المناطق.. إلى كل المهتمين بالتحديث وتغيير النظرة القاصرة إليه على أنه مجرد إضافة كتل اسمنتية دون هوية ودون طراز يمت للمدينة بصلة.. وإلى كل الجهات العلمية والرسمية والبلدية، ممثلة بمديرية الآثار، والسلطات البلدية، وكليات العمارة والفنون، والتجمعات المحلية في كل منطقة.. أوقفوا هذه الطريقة العشوائية بالتعامل مع المواقع الأثرية بحجة التطوير والتنمية.. وأعطوا لكل منطقة حقها بالدراسة المتأنية المتكاملة للوصول إلى أفضل الحلول.. ولا تكرروا التجربة في شارع الملك فيصل، أو في حي الحمراوي، أو في ساروجة.. ولا حتى في بقية المدن السورية، في عمريت أو أرواد أو غيرها ودون اعتبار للجانب التاريخي أو التقليدي أو حتى ذكريات الشعوب. ونداء أخير إلى القائمين على المديرية العامة للآثار والمتاحف، المؤتمنين على تاريخ الوطن وتراثه وآثاره وهويته.. مارسوا دوركم بمصداقية، ودون الخضوع إلى تأثيرات الجهات الأخرى سواء كانت بلدية أو صناعية أو تجارية أو عقارية أو سياحية أو غيرها.. فالحياة موقف، وإن لم تكونوا قادرين على اتخاذ المواقف العظيمة فلا بأس بأن تفسحوا المجال لغيركم".

الى الدكتور عبد الرزاق معاز سيدي...لقد عرفتك عن بعد قابلتك مرتين او ثلاث ..اتابعك بكل اهتمام..كما عرفت اخيرا انك احد الجنود المجهولين..اعرف انك رفضت ان توقع..على جريمة ايكوشار..نعم اعتقد انك فهمتني..ان التاريخ سوف يشهد لك و لامثالك..اما عمريت و طرطوس و ارواد فاطمئن سو ندافع عنها حتى النفس الاخير..اعرف مدى حسرتك و لوعتك و حزنك على السوق القديم ودمشق و ما قد يلحق بهما..ربما اصاب طرطوس القديمة نفس التردد لدى المديرية عندما سمحو ببناء مشروع انترادوس على البحر مقابل المباني القديمة..اسئل رئيس دائرةاثار طرطوس السابق..الم يكن من المحرمات البناء امام واجهات طرطوس القديمة..ما الذي حصل................ لكن يا سيدي تاكد ..ان ما فعلته انت لعمريت و طرطوس و ارواد..سوف نكمله..ونكمل مسيرة تسجيلها والدفاع عنها ..هذا وعدا منا جميعا..قد لا تعرفني ..لكن يوما ما سوف اتي اليك و اقدم لك الانتصار..على الرغم من الصعوبات والمعانات..و على الرغم من الضبابية السائدة اليوم في العلاقة بين السياحة والثقافة ..لكن اطمئن..طالما هناك قيادة حكيمة....لا بد ان تنكشف الالاعيب يوما....و اقول للمستفيدين على حساب التاريخ و الاوطان و دمشق القديمة وعمريت وغيرها...ان التاريخ لا يرحم..ولن تغفر لكم الشعوب جرائمكم.. سيدي..للاسف ان ادارةالمديرية ضعيفة لا حول لها و لا قوة..يخافون على كراسيهم لا اكثر..مسيرون لا مخيرون..اما انت فقد اخترت ما اخترت.. سيدي..اتدري لماذا هدم السوق..هل سالو ابن الشام عن رغبته..هل سالو الناس البسطاء ماذا يريدون و كيف يتمنون ان تكون مدينتهم..هل استشاروهم..طبعا لا...ان المواطن السوري اليوم مغيب بلا راي لاسف..هذا النهج متبع منذ عقود...ان الراي الاول و الاخير لقلة قليلة قد لاتعرف الا القليل القليل (او لا تريد ان تعرف) عن تاريخ دمشق او عمريت او ارواد.....للاسف

الى مقالة نشكر لكم هذا : ليس دفاعاعن المدير الجديد في دائرة آثار ديرالزور و لا عن مشاريع الهندسةفي الدائرة لكن يجب أن نوضح أن المقالة خاصة بأحد موظفي الدائرة و هو معروف غايته أن يصبح مديرا, و أن الحمام الوحيد الذي هدم هدم في عام 1997 قبل قدوم المدير بأربع سنوات و كان السبب حالته السيئة و كذلد المنزل العثماني أما مشروع الانارة فانم شروع صيانة المتحف مرسل الى المديرية في هذا العام و هو موضوع للدراسة و نشكر كاتب هذا المقال علما *********************

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...