ست نظريات تفسيرية لتفجير حي الميدان الدمشقي

07-01-2012

ست نظريات تفسيرية لتفجير حي الميدان الدمشقي

الجمل: تجمع مئات السوريين من سكان حي الميدان الدمشقي صبيحة الأمس عند نقطة إشارة المرور القريبة من جامع الحسن، وتناقلت وسائط البث التلفزيوني مشهد الناس، ما بين حزين وغاضب، وما بين من يتحرك بسرعة مشاركاً في عملية جمع والتقاط أشلاء لحم إخوانهم وبني وطنهم التي تطايرت بفعل الانفجار الآثم الذي فاجأ الجميع: فما هي طبيعة هذا الانفجار الإجرامي وما هي أسبابه وتفسيراته وما هي الرسالة التي حملتها إشاراته، وهل ستنتقل فعاليات الحدث الاحتجاجي السوري باتجاه المزيد من التصعيد أم باتجاه التهدئة؟  
* انفجار حي الميدان الدمشقي: 
شهدت مدينة دمشق قبل حوالي أسبوعين عمليتي تفجير انتحاري، الأولى استهدفت مقر أمن الدولة والثانية استهدفت مبنى فرع المنطقة، وكان الفرق بينهما دقيقة واحدة، والآن، وبعد مرور إسبوعين دوّى الانفجار الثاني، بما أدى إلى سقوط 26 قتيلاً و62 جريحاً، وفي هذا الخصوص، وعلى خلفية تطورات الأحداث والوقائع الجارية يمكن الإشارة إلى محفزات ومسببات انفجار الأمس الانتحاري، على النحو الآتي:
•    النظرية التفسيرية الأولى: تقول بأن هذا الانفجار الثاني يأتي ضمن سلسلة انفجارات انتحارية سعى تنظيم القاعدة لجهة تنفيذها في سوريا، وذلك أولاً لأن التنظيم أعلن على لسان زعيمه أيمن  الظواهري بأن سوريا سوف تكون هدفاً لفعاليات التنظيم المسلحة، وثانياً لأن تنظيم القاعدة أصبح له وجود ملحوظ في بعض مناطق الجوار السوري، وبالذات في العراق ولبنان.
•    النظرية التفسيرية الثانية: تقول بأن هذا الانفجار والانفجارين السابقين له، هما ضمن سلسلة عمليات سرية تخريبية سعت "الأيادي الخفية" المرتبطة بجهاز الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية لجهة القيام بإنفاذها ضمن مخطط زعزعة استقرار الدولة السورية، وبفضل فعاليات الحدث الاحتجاجي السوري، وجدت هذه الأيادي الخفية الفرصة سانحة لجهة القيام بذلك.
•    النظرية التفسيرية الثالثة: سعت فعاليات المعارضة السورية، وبالذات المعارضة الخارجية الممثلة في مجلس اسطنبول وما يعرف بالجيش الوطني الحر، لجهة القيام بهذه التفجيرات، بما يتيح استخدامها لجهة التضليل بتحميل دمشق المسؤولية عنها، وتوظيف ذلك ضمن فعاليات الدعاية والتسويق السياسي السلبي.
•    النظرية التفسيرية الرابعة: تنشط في منطقة الشرق الأوسط، وبالذات في الساحة اللبنانية فعاليات العديد من أجهزة المخابرات، وأصبح لهذه الأجهزة العديد من الزبائن والوكلاء في الساحة اللبنانية، وعلى خلفية خصومات دمشق والعواصم الخليجية، كان اللافت للنظر أن الأسابيع الماضية شهدت قيام زعيم لبناني اشتهر بعمليات العنف بالوكالة، وتأسيساً على ذلك فإن زيارة هذا الزعيم اللبناني هي بمثابة العلامة والنقطة البارزة لجهة احتمالات قيام هذا الزعيم بتوظيف شبكاته من أجل إنفاذ التفجيرات الانتحارية التي اشتهر بها، خاصة وأن جميع هذه الانفجارات نمت ضمن تخطيط دقيق انطوى على قدر غير عادي من السرية والتنظيم إضافة إلى دقة التوقيت واختيار الهدف..
•    النظرية التفسيرية الخامسة: تقول بأن التفجيرات الانتحارية الاولى، وتفجير الأمس، جاءا ضمن سلسلة عمليات سرية، تمّ التخطيط والتنسيق لها، وتمويلها بواسطة بعض عواصم خصوم دمشق، وقد بدأت فعاليات هذه العمليات قبل بضعة أشهر، بحيث تمت عملية ترحيل أعداد كبيرة من العناصر المتطرفة من ليبيا وأفغانستان والعراق واليمن وباكستان، ومناطق القوقاز الشمالي (الشيشان ـ الداغستان ـ أنفوشيا)، والذين وصلوا بالفعل إلى جنوب شرق تركيا، وشمال لبنان، وشمال وغرب العراق، إضافة إلى شمال الأردن، وتتم حالياً عملية تسريب هذه العناصر ضمن مجموعات صغيرة لجهة القيام بتنفيذ العمليات الانتحارية .. والتي نفذ منها ثلاث عمليات.. ومازال هناك المزيد..
•    النظرية التفسيرية السادسة: وهي الأكثر أهمية، وتداولاً بين المراقبين والمحللين السياسيين فتقول: بأن هذه التفجيرات هي بمثابة عمل عسكري ـ مخابراتي متكامل، تم بالتنسيق بين فعاليات المعارضة الخارجية، مجلس اسطنبول والجيش الحر، وأذرعها الداخلية، وأجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والفرنسية والتركية والسعودية ـ القطرية، وبعض الأطراف اللبنانية والعراقية المرتبطة بواشنطن، وذلك من أجل تقويض فعاليات بعثة المراقبين العرب، بما يؤدي إما إلى سحبها وتحويل الملف السوري للمزيد من التدويل، أو لجهة تشديد فعاليات الضغط عليها بما يدفع إلى إعادة توجيه نتائج التقرير على النحو الذي يعزز فرضية بناء الذرائع الافتراضية ضد دمشق باعتبارها المسؤولة عن كل ما حدث.

* خارطة طريق التفجيرات الانتحارية في سوريا: إلى أين؟
على أساس اعتبارات التحقيقات الجارية قد يمضي وقت قصير لجهة الكشف عن حقيقة هذه الانفجارات، وقد يمضي وقت طويل إلى حين التعرف على الحقائق والمعلومات القاطعة، وبرغم ذلك، يمكن ملاحظة النقاط الآتية:
•    على أساس اعتبارات الفاعلين: نلاحظ تورط العديد من الدول والمنظمات، الأمر الذي يشكل مؤشراً جديداً لجهة تصاعد لأساليب الفعل الإجرامي العابر للحدود وبإشراف بعض الفعاليات الرسمية المعادية لدمشق.
•    على أساس اعتبارات الوقت: نلاحظ أن هذه التفجيرات ارتبطت وتلازمت أولها قبل أسبوعين مع وصول بعثة مراقبي الجامعة العربية وثانيها الذي حدث بالأمس مع تزايد التصريحات الأمريكية والفرنسية وتصريحات رموز مجلس اسطنبول والجيش الحر الزاعمة بعدم جدوى بعثة المراقبين العرب.. إضافة إلى المطالبة بسحبها..
•    على أساس اعتبارات الدبلوماسية: نلاحظ أن هذه التفجيرات قد ارتبطت وتلازمت مع وجود رئيس الوزراء القطري في أمريكا حيث تفاهم مع الأمم المتحدة لجهة القيام بدعم بعثة المراقبين، وأيضاً مع وجود مساعد وزيرة خارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط السفير جيفري فيلتمان في العاصمة المصرية "القاهرة" حيث سيعقد لقاءات وتفاهمات مع كبار مسؤولي الجامعة العربية وكبار المسؤولين المصريين.
وتأسيساً على ذلك، نلاحظ أن الأداء السلوكي لفعاليات الإعلام الخارجي المعادية لدمشق، قد ركزت على الآتي:
•    سعت قناة بي بي سي البريطانية لجهة تطبيق استراتيجية "تصغير الحدث" وذلك عن طريق الإشارة ضمن الشريط الإخباري إلى أن عدد قتلى الانفجار قد بلغ 11 شخصاً.
•    سعت قناة الجزيرة لجهة رصد الحدث ضمن تقرير نفى فيه زعيم "الجيش السوري الحر" تورطه في العملية.. إضافة إلى عملية نشر بعض المقاطع التي تهدف إلى الإيحاء بأن العملية الانتحارية تمت بإشراف دمشق.. إضافة إلى تعمّد قناة الجزيرة البث المطول للعديد من المشاهد التي سبق أن زعمت القناة بأنها حصلت عليها عبر مواقع الانترنت التابعة لمن ظلت القناة تطلق عليهم تسمية "الناشطين".
•    سعت قناة العربية إلى استضافة رموز المعارضة الخارجية المرتبطين بفعاليات مجلس اسطنبول والجيش الحر، لجهة الترويج للمزاعم القائلة بأن الحدث الانفجاري هو من تدبير دمشق..
اللافت للنظر هنا أن خصوم دمشق يسعون إلى بناء سردية، تتيح لهم تحقيق وإنفاذ سيناريو تصادم السردية ـ السردية المضادة، لجهة استغلال قدرات الفعاليات الإعلامية العربية والغربية المعادية لدمشق، بما يتيح تحقيق قيمة مضافة جديدة في ميزان الحرب النفسية الإعلامية ضد دمشق.. خاصة وأن الأسابيع الماضية قد كشفت المزيد من تراجع شعبية المعارضة السورية، إضافة إلى تزايد الخلافات بين أطراف المعارضة، بما أدى بدوره إلى دخول المعارضة من نفق ظاهرة "صراع الأجنحة" وتخوين بعضها البعض على غرار زعماء العصابات .. السياسية..

  
الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة

التعليقات

أين الأمن أين الجيش أين الأحتياطات والأجراءات الأمنية أين الأستنفار والأستعدادات أين الجاهزية وخصوصا أننا ومنذ عشرة أشهر نسمع ونقراء ونشاهد ونعلم أننا نواجه حربامفتوحة (كونية)بكل الوسائل والسبل والأمكانيات ومن الجهات السبع أو التسع ...(أم أن دود الخل منه وفيه.........

مجرد تساؤلات سأطرحها رغم أني أعرف الاجابة و رأي شخصي من خلال متابعتي لصفحات الفيس بوك و كذلك من خلال تواجدي في منطقة الحدث : أولا : جميعنا يعرف أن هذه الحرب التي بدأت افتراضيا على مواقع التواصل الاجتماعي و أهمها الفيس بوك وجدت لها تربة خصبة على أرض الواقع في ضعاف النفوس و تجسدت بأشخاص معارصين نكرة ومدعي ثقافة و غيره .. ومن خلال هذه المتابعات .. كانت ترسل اشارات من هؤلاء الناشطين الفيسبوكيين و رسائل أيضا ودعوات لمظاهرات و تفجيرات .. وكلنا يعلم أننا كمواطنيين سوريين كل حسب اتجاهاته نشارك و نلبي هذه الدعوات .. حتى ان الجهات الأمنية تتواجد لحماية الناس .. ما أود قوله تحديدا قبل يوم واحد من الانفجار .. دعا إياد شربجي إلى مظاهرة في الميدان .. وفي كل مظاهرة يدعو اليها يكون هو موجود مع مي سكاف وسلافة حجازي و أسماء كثيرة أخرى .. في نفس الوقت كانت أسماء كثيرة تنشر .. تحضروا لمفاجأة كبرى غدا في الميدان .. منهم أيضا النعيمي محمد .... عندما يكون هناك دعوة لتظاهرة غير مرخصة .. يتوجب حضور الأمن كما هو معروف .. وبالنسبة لمنطقة الميدان تحديدا يكون التواجد الأمني كثيف نظرا للأحداث فيها( أقلها خمس باصات للجهات الأمنيه ) و كذلك وجود مواطنون مؤيدون للنظام اسمهم كما هو متعارف عليه عند المعارصين ( الشبيحة )و أنا من موقفي كشبيحة أقول .. اياد شربجي انت دعوت لمظاهرات سابقة في الميدان و كلنا جئنا لردعك .. و الوقوف في وجهك كما في كل مرة .. أين كنت في يوم الجمعه عندما دعوت قبل يوم للتظاهر في الميدان ؟؟ لقد رتبت فخا لنا نحن المواطنون السوريون .. لقد استرخصت دمنا أنت و أسيادك في مجلس اسطنبول و غيرهم من الخونة ..اياد شربجي .. لم نمت جميعنا .. بقي الكثير منا .. أين سيكون تفجيركم التالي ياخونة سوريا ؟؟

الشعب باقٍ وإرادته لا تنضب بالحياة....يقول الشهيد أنطوان سعادة: نحن أمة كم من تنين قد قتلت في الماضي و لن يعجزها أن تقتل هذا التنين الجديد. ويقول : جب أن أنسى جراح نفسي النازفة لأضمد جراح أمتي البالغة هذا هو االسوري النبيل والعظيم ما فتئ يناضل في سبيل أمته العظيمة والتي تقدم أبناءها شهداء في سبيل القضية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...