22 شهيداً في اللاذقية: «أختي كانت هون»

11-11-2015

22 شهيداً في اللاذقية: «أختي كانت هون»

 بعد أكثر من شهر على ظهور «السوخوي» في سماء اللاذقية، وما رافقها من شعور بالأمان سيطر على المزاج العام لأهلها، لا سيما بعد فرض الجيش السوري سيطرته على قرية غمام في الريف الشمالي للمدينة (المصدر الأساسي للصواريخ)، اشتعلت سماء المدينة مجدداً، ليستشهد 22 مدنياً وأكثر من 60 جريحاً، معظمهم من طلبة جامعة تشرين.

حوالى الساعة الواحدة والنصف من ظهر أمس، خرج العشرات من طلاب وطالبات جامعة تشرين عائدين إلى بيوتهم. منهم من ودّع زملاءه لينتظر في موقف «سبيرو»، القريب من الجامعة، بانتظار قدوم باص البلدية أو سيارة أجرة لينتقل نحو وسط المدينة أو إلى «الكاراجات» نحو ريفها. ما هي إلا لحظات، وحوّلت قذيفة صاروخية الموقف المزدحم بضحكات الطلاب وأحاديثهم إلى مسرح من الدماء والشظايا والنيران المشتعلة في السيارات العابرة والمنتظرة اكتمال العدد المفترض لركابها.
بالتزامن مع هذا الانفجار سقط صاروخ آخر في أرض فارغة في حيّ الأوقاف السكني، مخلّفاً أضراراً مادية. الانفجاران جعلا اللاذقية تغلي، وحوّلا شبكة الجوال المشغولة، نتيجة الضغط، إلى سبب رئيس في إثارة رعب الكثيرين ممّن يجهلون مصير أحبائهم وأبنائهم.
صرخات الاستغاثة امتزجت بأصوات المسعفين وعناصر الأمن الذين حاولوا إبعاد المتجمهرين عن المكان خوفاً من قذيفة أخرى. أحدهم يتبادل الصراخ مع أحد عناصر الجيش: «إختي كانت هون يا بني آدم خلّيني دوّر عليها». العسكري، الذي تلقّى أوامر بعدم السماح للمدنيين بدخول المكان، أشاح بوجهه جانباً، ليدخل الرجل مثل المجنون منادياً أخته.
عناصر فوج الإطفاء حاولوا إطفاء النيران التي كانت تلتهم 15 سيارة وباص صغير. عنصران من الفوج يحاولان إخراج محتجزين داخل إحدى سيارات الأجرة المتفحّمة. الثلاثة الذين تمكّنوا من إخراجهم كانوا قد لفظوا أنفاسهم الأخيرة.
«غمام وسيطرنا عليها. وسلمى محاصرة. من وين عم يضربونا بقى؟ والله ما عاد إلنا قدرة على التحمّل»، يقول أب يحمل ابنته الصغيرة ويضمّها بجزع الى صدره، بينما يهرع بها بعيداً عن مدرستها القريبة.
العشرات من أبناء اللاذقية أمضوا مساءهم متجمعين في ممرات مبنى مركز التبرع بالدم، بعد الإعلان عن الحاجة إلى جميع الفئات. العشرات أمضوا الليل مع أبنائهم وأحبائهم الجرحى في المشافي.
«لك الصواريخ ما عم تقتل إلا الفقرا والدراويش. إنتو مين وليش عم تقتلونا؟ حسبي الله ونعم الوكيل فيكم»، يقول أبو محمد الحلبي، صاحب «بسطة» صابون الغار، الذي نجا مرات عديدة من قذائف تطلق «باسم حماية الفقراء».

ريمه راعي

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...