واحة واو الناموس حقيقة ليبية مغايرة

30-04-2013

واحة واو الناموس حقيقة ليبية مغايرة

ليست هذه صورة التقطت للمريخ مؤخراً، بل واحة في وسط الصحراء الليبية! هي صورة التقطت لواحة «واو الناموس» تعكس مشهداً مغايراً لواقعنا المسكون.
تقع واحة واو الناموس في الجنوب الليبي، وهي عبارة عن مساحة من الطفوح البركانية والصخور البازلتية السوداء على ارتفاع 575 متراً فوق سطح البحر، وتمتد على مساحة يتراوح قطرها بين عشرة و20 كيلومتراً. وتحوي هذه البقعة واحة خضراء وثلاث بحيرات صغيرة تتميز بمياهها المالحة. وتوفر المساحة محميات طبيعية لعدد من الطيور والحيوانات.
ويبدو أنّ الاسم «واو الناموس» قد أطلق على هذه المنطقة نظراً إلى أفواج البعوض الكبيرة التي كانت تنتشر في المكان في وقت سابق.
قد لا يبدو غريباً وصول المستكشفين إلى هناك، إذ إن بعض الغربيين كان مهتماً في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين باستكشاف منطقة الصحراء الكبرى، وهي المحيط الأوسع للصحراء الليبية.
وتذكر الروايات الشعبية أنّ أول بعثة استكشافية زارت المنطقة كانت بقيادة الرحالة الفرنسي لوران ربيلي في العام 1918، وأعقبها عدد من البعثات الغربية الأخرى في العقدين الثالث والرابع من القرن الماضي.
وتمتاز هذه المنطقة بفرادتها في ذاك المحيط الواسع الذي يضم أراضيَ صحراوية تكثر فيها الجبال الصخرية والمرتفعات والوديان وتنتشر فيها بعض الواحات وذلك بسبب جماليتها، حتى أنك قد تجد روايات تحدثك عن الفوائد الصحية لمياه البحيرات في هذه المنطقة وأهمية التداوي فيها.
وعن فرادة المنطقة بالنظر إلى محيطها، ولمشاهدتها من زاوية أخرى، يروي أحد الليبيين رحلته إلى هناك، ويقول: «انطلاقاً من مدينة تمسة (في إقليم فزان) متجهين صوب الجنوب الشرقي عبر مسارب الصحراء الترابية رويداً رويداً على الطريق الترابي المؤدي إلى منطقة واو الكبيرة، مروراً بنقاط صحراوية عدة تحوي الكثير من المناظر الطبيعية الرائعة والممتدة على مساحات واسعة، مروراً كذلك بقرارة الكلب ووادي تمسة، وبالاتجاه نحو الشرق تستأنف الرحلة نحو منطقة واو الناموس التي تبعد مسافة 130 كيلومتراً عن الدرب الرملي المؤدي إلى وسط أراض رملية متسعة الأفق».
ويضيف: «وفجأة، ومن دون مقدمات، تتكشف بعض الهضاب والتلال الصخرية على جانبي الطريق، وعبر مسرب صغير في جسم الطريق تنفتح صفحات المكان لتتراءى من بعيد الصخور البازلتية السوداء لجبل واو الناموس البركاني. وعند الاقتراب من المنطقة تبدأ الصخور السوداء في الظهور على أرضية المكان وسط هدوء وسكون الصحراء».
التمعن في واقع مناطق مثل واو الناموس يخلق شعوراً بالأسى والحسرة نظراً إلى عدم الاهتمام بها. يضاف إلى ذلك، انّ السبب في عدم إدراجها على لائحة التراث العالمي يعود إلى إهمال السلطات الليبية، السابقة والحالية.
وفي الواقع تشترط لجنة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة («يونسكو») أن «يقوم البلد أولاً بإعداد قائمة موقتة يُضمّنها أهم المواقع الثقافية والطبيعية الواقعة داخل أراضيه. وهذه مرحلة مهمة لأن لجنة التراث العالمي لا يمكنها أن تدرس أي اقتراح بإدراج موقع ما إن لم يكن وارداً بالفعل في القائمة الموقتة للدولة الطرف»... فهل من مبادر؟!(«السفير»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...