موسكو تأمل في ألا يصبح دي ميستورا رهينة لمزاج المتشددين وتطلب من أنقرة إغلاق حدودها

30-06-2016

موسكو تأمل في ألا يصبح دي ميستورا رهينة لمزاج المتشددين وتطلب من أنقرة إغلاق حدودها

دعت روسيا المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا إلى عدم الانجرار وراء الموقف غير البناء لـ«الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة، واستئناف محادثات جنيف مع جميع الراغبين بلا تباطؤ، وطالبت تركيا بإغلاق الحدود لوقف تدفق الإرهابيين عبرها إلى سورية والاضطلاع «بدور بناء» في الحل السياسي للأزمة في سورية. واعتبرت، أن الهجمات التي شهدتها اسطنبول يجب أن تجبر النظام في تركيا على تصحيح سياساته والتعاون مع روسيا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي جان ماري إيرولت في باريس أمس، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن «موسكو تأمل في ألا يصبح دي ميستورا رهينة لمزاج إحدى الفصائل المشاركة في المحادثات السورية، بل يستأنف اللقاءات مع أولئك الذين يستعدون للتوجه إلى جنيف والمشاركة في الحوار».
وأضاف لافروف: «آمل في أن شركاءنا الأميركيين يبعثون بدورهم إشارات مماثلة إلى ستيفان دي ميستورا وفريقه، لكي لا يصبح المبعوث الدولي رهينة لمزاج فصيل معين من المعارضة السورية».
وتابع: إن «دي ميستورا وأفراد فريقه وجدوا أنفسهم في وضع صعب». واستطرد قائلاً: «لكننا ننصحهم بإلحاح بأن يستفيدوا من الصلاحيات التي منحها لهم مجلس الأمن الدولي، لدعوة جميع الأطراف السورية إلى جنيف بصورة منتظمة لإجراء المشاورات. وإذا قال بعضهم أنه لا يمكنهم المشاركة لأن لهم رؤية خاصة بهم مختلفة عما سجل في قرارات مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن، فدعوهم لا يشاركون».
وأردف أن «الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن قائمة الرياض للمعارضة السورية تتخذ موقفا غير بناء على الإطلاق في حوار جنيف».
وبيّن لافروف أن «فصائل المعارضة التي تعمل معها روسيا قد قدمت اقتراحاتها بشأن الإصلاحات السياسية المستقبلية في سورية. لكن الهيئة العليا للمفاوضات لم تقدم أي اقتراحات بل ترفض الجلوس إلى طاولة التفاوض مع الأطراف السورية الأخرى، وتتحدث فقط عن ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، على الرغم من أن استقالة (الرئيس) الأسد غير مذكورة في أي من الوثائق الدولية حول التسوية السورية».
وأكد لافروف أن الجانب الروسي ملتزم بجميع الاتفاقات الدولية الخاصة بسورية، وهو مستعد للتعاون مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك فصائل المعارضة السورية والحكومة واللاعبون الدوليون. وتوقع لافروف أن تستأنف موسكو قريبا تعاونها مع تركيا لتسوية الأزمة السورية، وذلك بعد أن قدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاعتذار لنظيره الروسي فلاديمير بوتين على إسقاط طائرة حربية روسية في سماء سورية في تشرين الثاني الماضي.
وأردف قائلاً: «كما تعرفون، يتعلق العديد من الأمور بالموقف التركي، وتتضمن قرارات الأمم المتحدة دعوة موجهة إلى جميع الدول إلى مساعدة الدول الإقليمية وعدم السماح باستخدام أراضيها من قبل الإرهابيين أو أولئك الذين يقومون بـ«تغذية» الإرهابيين في سورية والعراق ودول أخرى».
من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف للصحفيين أمس في موسكو، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء: «لا نزال نلاحظ أن هناك مشكلة عبور الإرهابيين للحدود التركية مع سورية ما يعقد الوضع برمته فيها»، وأشار إلى أن «موسكو تأمل في أن تستجيب أنقرة لمسألة إغلاق الحدود التركية مع سورية».
وأضاف غاتيلوف: «نود أن نرى الجانب التركي يلعب دوراً إيجابياً في البحث عن حل للأزمة في سورية ويتصرف كلاعب إقليمي مهم يعمل بصورة إيجابية».
من جانبه أكد ممثل روسيا إلى اجتماع مجموعة العمل الدولية لدعم وقف الأعمال القتالية في سورية الكسندر زورين، في وقت سابق، أن «النظام التركي لا يستجيب للنداءات والقرارات الدولية كاتخاذ الإجراءات اللازمة لإغلاق الحدود التركية السورية لمنع تدفق الإرهابيين»، ولفت إلى أن تنظيم جبهة النصرة المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية ينتظر تلقي أوامر من دولة حدودية شمالي سورية في إشارة لتركيا لاستخدام مئة صاروخ حصل عليها مؤخراً.
كما أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في وقت سابق أن «الإرهابيين وشاحنات السلاح ما تزال تعبر الحدود التركية مع سورية مجددة دعوة موسكو إلى إغلاق الحدود التركية لوقف تهريب الأسلحة والإرهابيين تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن الدولي».
وفي السياق ذاته، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ألكسي بوشكوف، أن الهجمات التي شهدتها اسطنبول يجب أن تجبر النظام في تركيا على تصحيح سياساته والتعاون مع روسيا.
وقال بوشكوف في مؤتمر صحفي في موسكو أمس: أن «تركيا تحولت من بلد آمن إلى بلد خطير من وجهة نظر التهديدات الإرهابية ما يوجب أن يجبر القيادة التركية على التفكير في أسباب ومصدر هذه التهديدات واتخاذ إجراءات تصحيحية في هذه السياسة»، وأعرب عن اعتقاده بأن تصحيح هذه السياسة «سيوفر إمكانيات أفضل لتعاون تلك القيادة مع روسيا».
وأشار بوشكوف إلى أن تبني تنظيم داعش الإرهابي مسؤولية الأعمال الإرهابية في تركيا يثبت مجدداً صحة ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «من غير الصحيح مغازلة الإرهابيين».
وقتل 41 شخصاً وأصيب 239 آخرون بجروح جراء هجوم نفذه ثلاثة انتحاريين في مطار أتاتورك الدولي بمدينة اسطنبول.
.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...