ملف إيراني متكامل لإعادة الإعمار ينتظر موافقة الحكومة

30-09-2006

ملف إيراني متكامل لإعادة الإعمار ينتظر موافقة الحكومة

تبدو الجمهورية الإسلامية في ايران، اليوم، حريصة على مدّ لبنان بمختلف سبل الدعم، المسموح لها به، للنهوض من كبوته. تدرك إيران المسؤولية الملقاة على عاتقها في عملية اعادة البناء والإعمار، وقد أكد القادة الإيرانيون، حتى منذ ما قبل انتهاء العدوان الأخير على لبنان، نيتهم القيام بواجباتهم على هذا الصعيد، وهو الأمر الذي وضعه نائب الرئيس الإيراني سعيد لو، على سكة التنفيذ خلال زيارته الأخيرة للبنان قبل اسابيع.
والمساعدة التي يأمل المسؤولون الإيرانيون ان تحفز الآخرين على مبدأ المشاركة في هذه العملية، لا تقتصر على هيئة اعادة الإعمار ، فقد شرع الهلال الأحمر الإيراني في عملية مشابهة، اضافة الى هيئة امداد الإمام الخميني ولجان شعبية ومدنية اخرى، لبّت النداء لتقديم المساعدات وعلى مستويات مختلفة، منذ اكثر من شهر حتى اليوم.
قام الوفد الإيراني المكلف بهذه العملية، برئاسة المندوب المفوض مباشرة من القيادة الإيرانية، حسام خوش نويس، بزيارات استطلاعية ميدانية عديدة على مختلف المناطق المتضررة، إضافة الى لقاءات مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، والوزراء المعنيين، استشف منها أن اولويات اعادة الإعمار وما يجب ان يكون على رأس قائمة الاهتمامات الإيرانية، هي المواضيع المتعلقة بتأهيل او بإعادة بناء المدارس المتضررة في البلاد، والمستشفيات، الطرقات والجسور إضافة الى موضوع الكهرباء.
في موضوع المدارس، هدف الإيرانيون الى استباق موعد افتتاح الموسم الدراسي، المنتظر في التاسع من الشهر المقبل، وتمّ وضع خطة تشمل مراحل ثلاث:
1 إجراء عملية احصاء شاملة لكل ما يتعلق بالخسائر وبالأضرار التي لحقت بالمدارس وبالمؤسسات الشبيهة كالمعاهد والمبرات في كل المناطق اللبنانية. لكن الوفد فوجئ لدى مراجعة وزير التربية، خالد قباني، أن الأماكن المعنية المتضررة في الجنوب قد لُزمت بالكامل، فاكتفى بتركيز جهوده على إعادة إعمار المدارس في الضاحية الجنوبية والبقاع، فتمّ التعاقد مع متعهدين لترميم 100 مدرسة في هذه المناطق، بعد جمع المعلومات اللازمة وإجراء الدراسات اللازمة على هذا الصعيد. وتمت المباشرة بهذه العملية على اساس تقسيم المدارس المعنية على ثلاثة انواع: المدارس ذات الخسائر الجزئية والتي قُدمت اليها المساعدات بناء على تقارير يقدمها اصحاب تلك المدارس او مديروها، على ان يتم الدفع نقداً بناء على هذه الطلبات. المدارس المدمرة، وتلك التي حل بها دمار كامل، وذلك عبر مناقصات تُلزم الى متعهدين، على ان تُبنى جميع تلك المدارس بالكامل، اضافة الى تأمين التجهيزات لها او مبالغ مالية لقاء بدل هذه التجهيزات في سبيل تأهيلها.
لكن سؤالاً يطرحه المسؤولون الإيرانيون، الذين يفضلون دوماً العمل من ضمن القنوات الرسمية، حول عدم تمكنهم من تقديم الدعم للمدارس في الجنوب، برغم تلقيهم طالبات عديدة من قبل الكثير من البلديات الجنوبية التي ما زالت تفتقد لأي تحركات من هذا القبيل. ونتيجة التأخير الحاصل على هذا الصعيد، طلب الإيرانيون بشكل ملحّ من المسؤولين اللبنانيين، ولا زالوا، البتّ في مشاريعهم للمساهمة في إعادة الإعمار في تلك المناطق، من دون أن يتلقوا إجابات حتى اليوم.
2 ولا يختلف نطاق المساهمة الإيرانية في التفاصيل الباقية في موضوع إعادة الإعمار، وقد حُصرت بكاملها على ما يبدو في منطقتي الضاحية والبقاع، حيث عُنيت الجمهورية الإسلامية بموضوع بناء المستشفيات المتضررة، العامة منها والخاصة، ومراكز العبادة من مساجد وحسينيات.
3 يُضاف الى ذلك ملف الطرقات والجسور، اذ كانت ثمة اجتماعات بين خوش نويس ووزير النقل والأشغال العامة محمد الصفدي، اضافة الى رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، وحصل الوفد الإيراني إثر جلسات ثلاث مع الجسر على لائحة متكاملة للطرق المتضررة وتلك التي تحتاج الى الصيانة. وأجرى الإيرانيون دراسة اولية على هذا الصعيد، برغم عدم حصولهم على الخرائط اللازمة لذلك وافتقادهم للجدول الفني، ما أعاق بدوره عمل اللجنة الإيرانية.
على ان الإيرانيين قد أعربوا في جلساتهم مع المسؤولين اللبنانيين، عن استعدادهم لبناء كل الجسور المدمرة، واتضح ان ذلك يستوجب طلباً لمجلس الوزراء للبتّ فيه.. وفي النهاية قُدّمت للجنة لائحة، وتمّ الاتفاق على اعمار اربعة طرق رئيسية في الجنوب، اضافة الى العديد من الطرقات الداخلية وبين القرى المدمرة. والطرقات هي: صور، قانا، تبنين، صور، برج رحال، صريفا، الغندورية، النبطية، الغندورية والنبطية كفرحونة مشغرة ربطاً للجنوب مع البقاع الغربي. وقد أعرب الوفد عن استعداده لتعهد طريق صور الناقورة في اتجاه عيتا الشعب ومرجعيون، وكان الجواب بأن هذه الطريق قد لُزمت للبنك العالمي الإسلامي .. على ان المساهمة الإيرانية تشمل، اضافة الى تعبيد الطرقات والأسفلت، تأمين الإنارة، ترميم شبكات المجاري والأرصفة..
في موضوع الكهرباء الملحّ، كانت للإيرانيين جلسات طويلة مع وزير الطاقة والمياه محمد فنيش، وحصل الوفد على لوائح بالخسائر على كل المستويات، وقد أعرب الإيرانيون عن استعدادهم لإعادة إعمار كل ما ضُرب، ووُعدوا بلوائح كاملة على هذا الصعيد.
كما ان الدعم الإيراني لم يغب عن معاناة النازحين ومن دُمرت منازلهم خلال العدوان، فتمت رعاية بيوت هؤلاء على صعد مختلفة وما يحتاجه النازحون من اساسيات من حق في أثاث منزلي، ومن بعض الحاجيات المنزلية الضرورية، واهمها الكهرباء وذلك عبر تأمين المولدات الوافية في اوقات الترميم.
ينتظر المسؤولون الإيرانيون هامشاً أوسع للحركة في عملية اعادة الإعمار، وهم ينتظرون الردّ الرسمي ، ويأملون ان يأتي سريعاً لكي يستكمل الدعم الإيراني للبنان في زمن السلم ، ذلك الذي قُدم خلال فترة العدوان، وإن كان من نوع آخر.

عمار نعمة

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...