متظاهرو بالتيمور يتحدون حظر التجوال.. والشرطة تعتقل أكثر من 60 شخصا في نيويورك

30-04-2015

متظاهرو بالتيمور يتحدون حظر التجوال.. والشرطة تعتقل أكثر من 60 شخصا في نيويورك

سار آلاف المتظاهرين بهدوء الأربعاء 29 أبريل/نيسان في شوارع  بالتيمور، مطالبين بالعدالة بعد وفاة الشاب الأسود فريدي غراي واحتجاجا على أعمال العنف التي تقوم بها الشرطة.
وأعلنت شرطة بالتيمور، في تغريدة على موقع "تويتر"، أن المتظاهرين وهم من البيض والسود، ساروا "بدون مصادمات"، ولم تحصل أي اعتقالات، كما لم يسقط أي جريح في تظاهرة الأربعاء.

ومع اقتراب موعد حظر التجوال الليلي المفروض في المدينة منذ الثلاثاء، ابتداء من الساعة العاشرة مساء وحتى الساعة الخامسة صباحا، تقلص عدد المتظاهرين، لكن المئات تحدوا الحظر وواصلوا التظاهر بشكل سلمي.
وانطلقت موجة الاحتجاجات العنيفة التي سرعان ما تحولت إلى صدامات مع الشرطة وأعمال شغب ليلة الثلاثاء بعد تشييع جنازة غراي البالغ 25 عاما، والذي أصيب بجروح في عموده الفقري في منطقة العنق أثناء اعتقاله من قبل الشرطة وتوفي بعد أسبوع في 19 أبريل/نيسان.احتجاجات على مقتل فريدي غراي

وأعلنت الشرطة الأربعاء أنها اعتقلت الاثنين 235 شخصا، وذلك إثر أعمال شغب أسفرت عن إصابة 20 من عناصر الأمن، 6 منهم بجروح خطيرة، وإحراق عشرات السيارات والمباني. واستمرت الاحتجاجات الثلاثاء، على الرغم من حظر التجوال المفروض، حيث ألقي القبض على 35 شخصا وأصيب شرطي واحد. كما اعتقلت الشرطة الأربعاء 18 شخصا بسبب مشاركتهم في احتجاجات الاثنين والثلاثاء.

قال متحدث باسم شرطة نيويورك إن أكثر من 60 شخصا ألقي القبض عليهم يوم الأربعاء أثناء مشاركتهم في مظاهرات احتجاج على وفاة الشاب الأسود فريدي غراي من مدينة بالتيمور.
 وقد احتشد عدة آلاف في منهاتن مساء الأربعاء تضامنا مع احتجاجات بالتيمور، وحملوا لافتات كتب عليها "حياة السود لها قيمة". وقد حاولت الشرطة منع إغلاق الشوارع، وإبعاد المتظاهرين عن وسط الشارع، ثم اعتقلت أكثر من 60 شخصا حاولوا إيقاف حركة المرور.
وجرت كذلك احتجاجات أصغر حجما في بوسطن وهيوستون وفيرغسون والعاصمة الأمريكية واشنطن وسياتل ودنفر حيث ألقي القبض على عدد قليل من المتظاهرين.

يذكر أن مدينة فيرغسون  (ولاية ميزوري) التي انطلقت منها موجة الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة منذ شهور على معاملة الشرطة للمواطنين السود بقسوة، شهدت الثلاثاء أعمال عنف أيضا، إذ أفادت تقارير إعلامية بأن شخصين أصيبا بجروح في حادث إطلاق نار في هذه المدينة على خلفية الاضطرابات في بالتيمور.

وذكر شهود عيان أن شخصا أصيب بطلق ناري في ساقه في حادث إطلاق نار في المنطقة التي قتل فيها الشاب الأسود مايكل براون العام الماضي، وحالته الصحية حاليا غير معروفة.
يذكر أن الشرطة المحلية ألقت القبض على مطلق النار في هذا الحادث.

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن مقتل الشاب مايكل براون في فيرغسون العام الماضي أجّج موجة من الاحتجاجات ضد عنف الشرطة والتمييز العنصري في الولايات المتحدة.

هذا وتعود الحياة الطبيعية إلى مدينة بالتيمور بصورة تدريجية، مع افتتاح المدارس فيها الأربعاء.

 وبدأ الحرس الوطني الأمريكي بالانتشار في شوارع بالتيمور الثلاثاء، إذ بلغ العدد الإجمالي لرجال الأمن وعناصر الحرس الوطني المنتشرين في المدينة بحلول الأربعاء قرابة 3 آلاف فرد.
هذا وقام متطوعون من أهالي بالتيمور الثلاثاء بتنظيف شوارع المدينة بعد أعمال العنف والشغب.

وفي شمال غرب المدينة نظّف سكان محليون منطقة صيدلية كبيرة أحرقت أثناء الاحتجاجات.
يتجه المحققون في قضية غراي لاستنتاج  مفاده أن الشاب الأسود نفسه كان مسؤولا عن إصابته بجروح بالغة أدت إلى وفاته بعد مرور قرابة أسبوع على اعتقاله.

وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" الأربعاء أن هذه الفرضية تعتمد على شهادات شاب آخر اعتقل بالتزامن مع غراي ونُقل إلى مركز للشرطة في نفس السيارة. ويقول الشاهد إنه لم ير غراي، إذ كان ستار حديدي يفصل بينهما، لكنه سمع ضربات كأن غراي كان يضرب رأسه بالجدار. ولذلك استنتج الشاب أن غراي "حاول إصابة نفسه بجروح عمدا"، حسب وثائق خاصة بشرطة بالتيمور.
ومن المقرر أن تنجز الشرطة التحقيق الخاص بها في ملابسات وفاة غراي الجمعة 1 مايو/أيار.

وكان غراي اعتقل في 12 أبريل/نيسان بتهمة حيازة سكين ونُقل أولا إلى مركز للشرطة ولاحقا إلى المستشفى حيث فارق الحياة بعد أسبوع.

واعترفت شرطة بالتيمور بأن عملية إسعاف الموقوف تأخرت وبأنه كان يجب أن يحصل على مساعدة طبية فور إصابته.

 أصر الرئيس الأمريكي باراك أوباما على عدم وجود أي تبرير لأعمال العنف والشغب التي شهدتها مدينة بالتيمور ليلة الثلاثاء.

وقال في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي: "لا تبرير للعنف ولأعمال الشغب في بالتيمور. إنهم لم يحتجوا ولم يعلنوا عن أي مطالب، بل انخرطوا في أعمال النهب وإضرام النار في محلات تجارية بمدينتهم وإلحاق الأضرار بممتلكات جيرانهم".

كما أعرب الرئيس الأمريكي عن قلقه من ازدياد حوادث لجوء رجال الأمن للقوة ضد مواطنين أغلبيتهم من الأمريكيين السود. وتحدث أوباما حول هذه القضية لمدة 15 دقيقة تقريبا، لكن لم يستخدم كلمة "التمييز العنصري" البتة.

بدورها وصفت وزيرة العدل الأمريكية لوريتا لينش الأربعاء تصرفات المحتجين في بالتيمور بأنها "أعمال عنف عديمة المعنى"، واعتبرت أنها تمثل خطرا كبيرا على السكان المحيين.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...