ما هي أسباب زيارة رئيس هيئة رؤساء الأركان الأمريكية إلى إسرائيل

30-06-2008

ما هي أسباب زيارة رئيس هيئة رؤساء الأركان الأمريكية إلى إسرائيل

الجمل: تقول تسريبات تل أبيب بأن الأدميرال ميشيل مولين رئيس هيئة رؤساء الأركان الأمريكية قد قام بزيارة إسرائيل من أجل المزيد من المشاورات والتفاهم وتفقد الأوضاع من أجل التنسيق على خلفية أن أمريكا هي الضامن الحقيقي لأمن إسرائيل.
* جدول أعمال الزيارة:
تضمن جدول أعمال الزيارة الآتي:
• زيارة حدود إسرائيل مع سوريا ولبنان وقطاع غزة، ورافقه في الزيارة الجنرال غابي أشكينازي (رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية) والجنرال إيزينكوت (قائد القيادة العسكرية الإسرائيلية الشمالية – سوريا ولبنان) والجنرال غالانت (قائد القيادة العسكرية الإسرائيلية الجنوبية – قطاع غزة).
• استعراض تقرير موجز حول تكتيكات الجيش الإسرائيلي العسكرية المحتملة في حال اندلاع الحرب على الحدود الشمالية والجنوبية باعتبارها تندرج ضمن سياقات المواجهة الشاملة مع إيران.
• عقد اجتماع تفاهم ونقاش مكثف مع وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال إيهود باراك.
* ماذا تقول التحليلات؟
زيارة كبار وصغار العسكريين الأمريكيين إلى إسرائيل تعتبر من المسائل العادية ولكن هذه المرة يتمثل ما هو غير عادي في الآتي:
• إن الزائر الأمريكي هو رئيس هيئة رؤساء الأركان الأمريكية.
• إن الزيارة تمت بشكل متزامن مع قيام 100 طائرة حربية إسرائيلة من طراز إف 16 وإف 15 بمناورة بين إسرائيل واليونان ضمن تدريبات واسعة فسرها المراقبون والمحللون بأنها تمثل "بروفة" الضربة العسكرية المتوقعة لإيران.
• لأول مرة في تاريخ الجيش الإسرائيلي يقوم رئيس الأركان الإسرائيلي بمرافقة رئيس أركان دولة أخرى واصطحابه إلى مناطق المواجهة المحتملة والرد على استفساراته.
• ردود الأفعال الإيرانية غير العادية التي أكدت على الآتي:
* قيام الإيرانيين بوضع منصاتهم الصاروخية موضع التأهب.
* تصريحات الجنرال محمد جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني التي أكد فيها وجود تحضيرات إسرائيلية مكثفة لضرب إيران وبأن الإيرانيين سوف لن يخوضوا المواجهة داخل إيران وإنما ستتضمن هذه المواجهة مواجهة إيرانية – إسرائيلية داخل إسرائيل ومواجهة إيرانية – أمريكية داخل العراق مناطق الخليج العربي وباكستان وأفغانستان.
* ماذا تقول التسريبات الأمريكية؟
نشرت مجلة نيويوركر الأمريكية تقريراً تحليلياً أعده الصحفي الأمريكي البارز سيمور هيرش، وقد تناول هذا التحليل العديد من الصحف وأجهزة الإعلام العربية والدولية، ولكننا وجدنا كما يقول المثل "ما قل ودل" على الصفحة الإلكترونية الخاصة بموقع مون أوف ألاباما الأمريكي الذي نشر تقريراً مختصراً على خلفية تقرير هيرش أشار فيه إلى النقاط الآتية:
• لا توجد معلومات جديدة كثيرة هذه المرة في تقرير هيرش وكل ما فيه هو تجميع العديد من الجوانب المتعلقة بالسياسة الأمريكية الشرق أوسطية التي سبق أن تحدث عنها هيرش نفسه.
• أكد هيرش على صحة معلومة سابقة أوردها لأول مرة الصحفي الأمريكي أندرو كوكبارن على موقع كاونترينكش المناهض لإدارة بوش وجماعة المحافظين الجدد، عندما تحدث كوكبارن عن التسريبات القائلة بأن الرئيس بوش قد وقّع على مذكرة سرية تخول وفوض الأجهزة الأمريكية بشن المزيد من العمليات السرية ضد إيران.
• أشار هيرش إلى أن استقالة الأدميرال فالون قائد القيادة الوسطى الأمريكية السابق لم تكن بسبب حرب العراق أو حرب أفغانستان أو حتى خطة ضرب إيران، وإنما بسبب أن الأجهزة العسكرية وشبه العسكرية والاستخبارية الأمريكية أصبحت تنفذ الكثير من عملياتها السرية دون علمه، الأمر الذي أغضبه ودفعه إلى تقديم استقالته طالما أن بعض العناصر التي يقودها تقوم بتنفيذ العمليات من وراء ظهره!!
* ما مدى مصداقية مشروع الضربة العسكرية الأمريكية لإيران؟
منذ عام 2004م والصحف وأجهزة الإعلام ومراكز الدراسات تتحدث في كافة أرجاء العالم عن مخطط الضربة العسكرية لإيران وبتتبع هذه المعلومات نلاحظ الآتي:
• لجهة النوايا: توجد نوايا حقيقية إسرائيلية – أمريكية لضرب إيران.
• لجهة القدرات: توجد قدرات أمريكية – إسرائيلية حقيقية لضرب إيران.
• لجهة التنفيذ: وهنا تكمن المشكلة وقد اختلفت وتباينت الآراء كثيراً حول حقيقة سيناريو الضربة العسكرية ضد إيران وتوجد حتى الآن ثلاث نظريات تحاول التصدي لتفسير سيناريو الضربة العسكرية:
* سيناريو المدرسة العسكرية: ويقول أنصاره بوقوع الضربة، وقد تطرف بعضهم وحاول أن يحدد تاريخاً لها، ويعتمد أنصار هذا السيناريو على المعلومات الاستخبارية الميدانية المتعلقة بحركة القطع البحرية الأمريكية في الخليج العربي وحالات الاستعداد والتأهب الجارية في القواعد العسكرية الأمريكية وبالذات الجوانب المتعلقة باستعدادات القاذفات الاستراتيجية الأمريكية "بي 52" البعيدة المدى.
* سيناريو المدرسة الدبلوماسية: ويستبعد أنصار هذا السيناريو حدوث الضربة ويرون بأن كل ما يجري عسكرياً على الأرض يهدف إلى عدة أغراض كردع إيران ودفعها للقبول بالتخلي عن برنامجها النووي والتعاون مع أمريكا في الملف العراقي والمساعدة في تبرير الوجود الأمريكي في العراق والخليج، ودفع القوى الكبرى لتكون أمام خيارين فإما المشاركة في العقوبات والضغط عل إيران أو قيام أمريكا وإسرائيل بضرب إيران ومواجهة الكارثة.
• سيناريو المدرسة الاستراتيجية: ويرى أنصار هذا السيناريو بأن ضرب إيران قد يحدث وقد لا يحدث وما بهم الإدارة الأمريكية وإسرائيل في الوقت الحالي، هو تأمين استمرار الوجود الأمريكي العسكري والأمني في العراق والسعودية والخليج العربي، واستغلال هذا الوجود في ابتزاز هذه الدول وجر إيران إلى سباق تسلح يستنزف قدراتها إضافةً إلى استخدام ملف الخطر الإيراني بما يؤدي إلى إثارة الخلافات العربية – العربية حول الموقف من إسرائيل.
سيناريو المدرسة الاستراتيجية هو الأكثر احتمالاً فالضربة العسكرية ضد إيران يمكن أن تحدث أو لا، ولكن ما هو مهم يتمثل في أن الوضع القائم سيستمر طالما أن المعلومات الاستخبارية الأمريكية – الإسرائيلية حول القدرات العسكرية الإيرانية التقليدية وغير التقليدية ما تزال تعاني من النقص وطالما أن حزب الله مازال محتفظاً بترسانته من الأسلحة في مواجهة إسرائيل وطالما أن حاجة أمريكا إلى تأكيد سيطرتها على العراق والسعودية والخليج ستظل تستمر مبرراتها الأساسية بسبب فزاعة الخطر الإيراني.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...