ليفني: التحالف السني أدرك أن إسرائيل ليست «أزعر الحارة»

30-09-2006

ليفني: التحالف السني أدرك أن إسرائيل ليست «أزعر الحارة»

رأت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أمس أن إسرائيل لا تستطيع حل مشاكلها في المنطقة من خلال الأعمال العسكرية فقط، إنما عليها أيضا أن تتعاون مع الحكومات العربية التي تملك معها مصالح مشتركة.
ورأت ليفني، في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس، أن هذه الحكومات أصبحت تدرك أن إسرائيل ليست "أزعر الحارة" الذي يسعى إلى السيطرة على كل الأرض، إنما هي ذلك الراشد الآخر.
ونقلت «يديعوت» عن ليفني من دون اقتباس قولها إن الحكومات العربية التي تعنيها هي حكومة فؤاد السنيورة، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والنظامين المصري والأردني، إضافة إلى دول الخليج وعلى رأسها السعودية. وأوضحت ليفني أن على إسرائيل ألا تكتفي بالتحالف مع واشنطن، بل عليها التعاون مع ما وصفته بـ"التحالف السني"، والتحاور مع الرباعية الدولية ومع الأمم المتحدة فـ"المسألة لم تعد كما كان يقال: إسرائيل في مواجهة العالم كله".
وحول نتائج العدوان الأخير على لبنان، قالت ليفني إن "وضعنا اليوم أفضل مما كان عليه في الثاني عشر من تموز. فهناك قوات دولية وقوات حكومية لبنانية في الجنوب، كما أن إرسال السلاح إلى حزب الله لم يعد مسألة شرعية".
وأشارت وزيرة الخارجية الإسرائيلية إلى تحفظها خلال العدوان على تفرد الاعتبارات العسكرية في توجيه الحرب قائلة "خلال الحرب سألت عما تستطيع العملية العسكرية أن تحققه؛ وفي هذه النقطة أدركوا الفكرة وهي أن الأمور لا تُحسم من خلال المعارك فقط. بعد لبنان ساد إدراك بأن الحراك السياسي لا يأتي بعد انتهاء المعارك بل مع بدايتها، من دون أن يكون لذلك علاقة بالإخفاقات التي حصلت في الحرب". وخلصت إلى أنه "من الواضح أنه لا يمكن تحقيق كل شيء عبر حملة عسكرية؛ فلا يمكن أن تفرض على الجيش اللبناني النزول إلى الجنوب من خلال عسكرية، ولا يمكن تطبيق حظر السلاح إلا إذا احتللنا لبنان من جديد".
وأعربت ليفني، من جهة أخرى، عن معارضتها استئناف المفاوضات مع سوريا لأن "برميل البارود الذي نجلس عليه هو القضية الفلسطينية، وهذا ما يجب معالجته. أما الانطلاق في مسارات جديدة فهو أمر مضر. كما أنه خطير إذ إن الإحباط الفلسطيني يؤدي إلى الإرهاب". ورغم ذلك، اشترطت ليفني على سوريا "وقف الإرهاب قبل أن نبدأ بالتفاوض معها"، مشيرة إلى أن "أوامر الإفراج عن (الجندي الأسير جلعاد) شاليط مصدرها دمشق".
في الموضوع الفلسطيني، شددت ليفني على عدم موافقتها على حلول أحادية الجانب، وعبرت عن حياديتها إزاء فكرة الانطواء التي قالت إنها "ليست مذكورة في برنامج كديما السياسي الذي قمت أنا بتدوينه".
ورأت ليفني أنه "لا يمكن التوصل إلى إنهاء الصراع اليوم، ليس مع القيادة الفلسطينية الحالية. وعلى المدى القريب أريد تقليص مسؤولية إسرائيل عما اصطلح على تسميته الاحتلال وأريد فتح غزة على العالم الخارجي ضمن القيود الأمنية، وأريد إخراج أكثر ما يمكن من الجيش من الأراضي الفلسطينية وأريد تقوية الجهات المعتدلة في السلطة الفلسطينية وهؤلاء هم أبو مازن ... (الذي) كان مسرورا للقائه معي في نيويورك".
ورأت ليفني أن العالم لا يتحمل الفراغ في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، "فعندما لا نبادر نحن إلى وضع حلول، فإن العالم سيأتي إلينا مع حلول يضعها هو".
وبالتطرق إلى قضية اللاجئين رأت ليفني أن الحل سيتوافر من خلال الدولة الفلسطينية والدول العربية المضيفة وليس من خلال إسرائيل.
ودعت ليفني، في المقابل إلى المسارعة في إخلاء البؤر الاستيطانية، وشددت على أن "مستقبل المستوطنات ليس شأن من يسكن فيها بل هو شأن مواطني دولة إسرائيل كلها وسيتعين على الحكومة المنتخبة أن تقرر أي مستوطنات سيتم إخلاؤها لا المستوطنين".

محمد بدير

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...