لماذا شهر شباط 28 يوماً؟

28-02-2015

لماذا شهر شباط 28 يوماً؟

يعتقد البعض أن شهر شباط كان من قبل 29 يوماً، وأن أغسطس قيصر، سرق يوماً ليضعه في شهر أغسطس (آب)، الذي سُمّي على اسمه. لكن هذه أسطورة. والأحرى أن من جعل شباط 28 يوماً هم الرومان، فقد كان آخر ما وضعوه.
في القرن الثامن قبل الميلاد، استخدم الرومان تقويم «رومولوس»، وهو تقويم من عشرة أشهر تبدأ السنة فيه في شهر آذار (مع الاعتدال الربيعي) وتنتهي في كانون الأول. كانون الثاني وشباط لم يكونا موجودين أصلاً:
مارتيوس: 31 يوماً، أبريليوس: 30 يوماً، مايوس: 31 يوماً، جونيوس: 30 يوماً، كوينتيليس: 31 يوماً، سكستيليس: 30 يوماً، سبتمبر: 31 يوماً، أكتوبر: 30 يوماً، نوفمبر: 30 يوماً، ديسمبر: 30 يوماً.
اجمع هذه الأرقام وستعرف المشكلة. هذه السنة تتكوّن من 304 أيام فقط. في هذا الوقت، كان الشتاء فترة بلا اسم، بلا شهور معينة ولم يهتم به أحد. استخدم المزارعون التقويم كجدول للمواعيد. وبالنسبة إليهم كان الشتاء بلا فائدة، ولا يستحق العدّ. لذا، فلمدة 61 يوماً، كان من الممكن أن يتساءل الرومان «أي شهر هذا؟»، وتجيب وأنت على حق: «لا شيء».
فكر الملك نوما بومبيليوس في أن هذه حماقة، لماذا يكون لديك تقويم إذا كنت ستتجاهل سدس العام؟ لذا في العام 713 قبل الميلاد، وضع الملك نوما تقويماً بالـ12 دورة قمرية للعام، حوالي 355 يوماً، وأدخل شهري كانون الثاني وشباط. وأُضيف الشهران في نهاية التقويم، ما جعل شباط هو آخر شهور السنة.
ولكن أي تقويم روماني لن يكون مكتملاً من دون أن تختلط به بعض الخرافات القديمة الجيدة. اعتقد الرومان أن الأرقام الزوجية تجلب الحظ السيئ، لذا فقد حاول الملك نوما أن يجعل كل شهر رقماً فردياً. ولكن للوصول إلى الرقم 355، كان شهراً واحداً يجب أن يكون زوجياً. انتهى الأمر بشباط لنزع العصا القصيرة، ربما ببساطة لأنه كان الشهر الأخير في القائمة. أو كما تقول سيسيل آدمز: «إن كان لا بد أن يكون هناك شهر مشؤوم، فمن الأفضل أن تجعله قصيراً».
وانتهى تقويم نوما بهذا الشكل: مارتيوس: 31 يوماً، أبريليوس: 29 يوماً، مايوس: 31 يوماً، إيونيوس: 29 يوماً، كوينتيليس: 31 يوماً، سكستيليس: 29 يوماً، سبتمبر: 29 يوماً، اكتوبر: 31 يوماً، نوفمبر: 29 يوماً، ديسمبر: 29 يوماً، إيانيواريوس: 29 يوماً، فبراريوس: 28 يوماً.
وبالطبع، فإن تقويماً مكوناً من 355 يوماً كان لديه مشاكله. فبعد مرور بضع سنوات، أصبحت الشهور لا تتزامن مع فصول السنة.
ولحفظ الأمور في نصابها الصحيح، كان الرومان يدخلون بين الحين والآخر شهراً كبيساً مكوّناً من 27 يوماً اسمه ميرسيدونيوس. وكانوا يلغون آخر بضعة أيام من شهر شباط ويبدأون الشهر الكبيس في اليوم الرابع والعشرين منه، وهذا دليل آخر على أن أحداً لم يهتم كثيراً بهذا الشهر.
ولكن هذا تسبب بالصداع للجميع. كان هذا الشهر الكبيس بلا موعد، والسبب الرئيسي أن كهنة الرومان كانوا هم مَن يحدّدون متى يبدأ. ليس فقط أنهم أدخلوا شهر ميرسيدونيوس عشوائياً، لكن الكهنة (لكونهم سياسيين) أساؤوا استعمال هذه الصلاحية، فقد استخدموها في مدّ أواصر الصداقة وتقليص أسباب العداوة، وبمجيء عهد يوليوس قيصر، لم يكن لدى عامة الرومان أدنى فكرة في أي يوم كانوا.
لذا، فقد رفض قيصر هذا الشهر، وعدّل التقويم من جديد. ولتعود روما إلى المسار الصحيح، كان على العام 46 قبل الميلاد أن يكون 445 يوماً.
جعل قيصر التقويم متوافقاً مع الشمس، وأضاف بضعة أيام حتى صار المجموع 365 يوماً. شباط، الذي صار الآن على رأس القائمة في التقويم، احتفظ بأيامه الـ28. حيث يمكننا أن نتخيل أن قيصر مثله مثل غيره أراد أن ينتهي منه، ويبدأ آذار سريعاً.


 («مينتال فلوس»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...