لعبة "كراسي الوزارة" الإسرائيلية

31-05-2008

لعبة "كراسي الوزارة" الإسرائيلية

الجمل: تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية تسخيناً متزايداً بسبب قضيتين، الأولى تندرج ضمن ملف السياسية الداخلية وتتمثل في الأزمة المتعلقة بفضيحة أولمرت وتداعياتها، والثانية تندرج ضمن ملف السياسة الخارجية وتتمثل في محادثات السلام السورية – الإسرائيلية وتداعياتها.
* مصير أولمرت ومحادثات السلام مع سوريا: أبرز التساؤلات:
يؤيد الإسرائيليون من جهة المحادثات مع سوريا ولكنهم من الجهة الأخرى يختلفون حول مضمون هذه المفاوضات، وعلى أساس التضارب بين صيغة «الأرض مقابل السلام» وصيغة «السلام مقابل السلام» فقد تبلورت الاتجاهات حول السلام مع سوريا داخل الساحة الإسرائيلية على النحو الآتي:
• معسكر أبدى القبول بمبدأ الانسحاب من الجولان مقابل السلام.
• معسكر أبدى القبول بمبدأ السلام بشرط عدم الانسحاب من الجولان.
• معسكر أبدى القبول بمبدأ السلام ولكن تتشتت آراءه حول الانسحاب من الجولان.
• معسكر أبدى القبول بمبدأ السلام بشكل ظاهري باعتباره مجرد إجراء شكلي يمكن استخدامه كخطوة باتجاه خلق الذرائع وصولاً إلى المزيد من الحرب.
برغم الشكوك الكثيرة المثارة في الساحة الإسرائيلية والتي ربطت بين لجوء أولمرت لخيار محادثات السلام مع سوريا، ومواجهة الفضيحة، فقد ظهرت العديد من الآراء التي تطالب باستمرار محادثات السلام مع سوريا باعتبارها أمراً منفصلاً عن مصير أولمرت. السؤال المباشر الذي يطرح نفسه بقوة داخل وخارج الساحة السياسية الإسرائيلية هو: ما مصير محادثات السلام مع سوريا إذا أطاحت الفضيحة بأولمرت؟
* سيناريو الصراع الإسرائيلي – الإسرائيلي: لعبة الكراسي التي بدأت:
كل الآراء والتحليلات الإسرائيلية أجمعت على رحيل أولمرت عن الوزارة عن طريق الإقالة أو الاستقالة، وتشير التسريبات في تل أبيب الآن إلى أن أخلص أصدقاء أولمرت قد طالبوه بالاستقالة احتراماً لنفسه وتاريخه السياسي. هذا، يقول تقرير وكالة الأسوشييتيد برس:
* في حالة خروج أولمرت وسقوط حكومته فإن استطلاعات الرأي الإسرائيلية تشير إلى صعود شعبية حزب الليكود وزعيمه المتشدد بنيامين نتينياهو الذي سيكون لفوزه برئاسة الوزارة تداعيات سلبية على مفاوضات السلام مع سوريا ومع الفلسطينيين.
* صرح الجنرال إيهود باراك وزير الدفاع وزعيم حزب العمل وحليف أولمرت الرئيسي مطالباً بإقصاء الأخير وهدد بإسقاط الائتلاف والدفع باتجاه انتخابات جديدة في حال عدم إقصاء أولمرت وأشارت التحليلات إلى أن تهديد باراك ينطوي على ثلاثة خيارات:
- أن تستمر فضيحة أولمرت معلقة خاصةً وأن فضيحة تقرير فينوغراد ما تزال معلقة، وبالإضافة إلى أن تهديد باراك يمكن أن يبقى معلقاً أيضاً خاصة وأن باراك سبق أن أصدر تهديداً مماثلاً بعد انتهاء حرب لبنان صيف العام 2006م بعد تقرير فينوغراد. وبسبب استطلاعات الرأي العام التي أوضحت ضعف موقف الجنرال باراك وحزب العمل، فإن باراك قد قبل مضطراً إبقاء ائتلافه مع كاديما تفادياًَ لشبح الهزيمة أمام الليكود.
- أن يقرر أولمرت التنحي مؤقتاً من أجل حماية حكومة ائتلاف كاديما، وفي هذه الحالة ستتولى وزيرة الخارجية تسيبي ليفني مهمة تصريف مهام رئيس الوزراء وستكون أمام ليفني مهمة صعبة تتمثل في القيام بدور الحارس على منصب أولمرت، والعمل من أجل المحافظة على تماسك الائتلاف الحاكم لحين يتقرر مصير أولمرت النهائي الذي سيكون إما الإدانة والإقالة أو البراءة والعودة.
- أن يقرر أولمرت الاستقالة رسمياً وفي هذه الحالة ستنهار الحكومة وسيتولى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز اختيار أحد أعضاء كاديما في الكنيست ليقوم بتشكيل الحكومة الجديدة، وعلى الأغلب أن يختار ليفني بما يؤدي إلى إتاحة فرصة جديدة لحزب كاديما ليشكل حكومة جديدة بلا انتخابات. ولما كانت ليفني تواجه منافسين آخرين داخل كاديما فإن هؤلاء قد بدأوا التحرك لإقصاء ليفني من قيادة كاديما بمجرد خروج أولمرت ويعتبر الجنرال شاؤول موفاز أحد أبرز المتربصين بليفني ويتمتع حالياً بتأييد واسع من العسكريين الموالين لكاديما.
* في حالة انهيار الحكومة الحالية وعدم نجاح كاديما في تشكيل حكومة جديدة وصدور القرار باللجوء إلى انتخابات جديدة فإن فرصة الليكود للفوز بالانتخابات ستكون كبيرة جداً بسبب:
- ارتفاع شعبيته بسبب إخفاقات حكومة تحالف كاديما والعمل في  حرب لبنان وفضيحة الفساد.
 - تأييد اللوبي الإسرائيلي واليهود الأمريكيين لليكود وزعيمه نتينياهو.
- تحركات الليكود الناشطة للتحالف مع الأحزاب الإسرائيلية الصغيرة.
وبرغم هذه الخيارات وتداعياتها فمن الممكن أن يحدث مفاجأة في حالة انقسام حزب كاديما إلى جناحين بحيث يتحالف أحدهما مع الليكود ثم يتحالف الطرفان مع الأحزاب الصغيرة داخل الكنيست، وهي مفاجأة قد يترتب عليها صعود الليكود إلى الحكومة من داخل الكنيست ودون الحاجة إلى الانتخابات الجديدة.
* المحادثات مع سوريا: إلى أين؟
تشير التوقعات إلى احتمالات أن تستمر المحادثات غير المباشرة السورية – الإسرائيلية ولكن ضمن سيناريو يرتبط بثلاثة احتمالات:
• في حالة صعود الليكود إلى الحكومة الإسرائيلية ستحاول إسرائيل التركيز على فرض صيغة السلام مقابل السلام كأساس للمفاوضات.
• في حالة صعود تحالف الليكود – جناح كاديما (المنشق) إلى الحكومة الإسرائيلية وستحاول إسرائيل ممارسة المماطلة والتسويف وعدم الوضوح، بسبب عدم التوافق وعدم الوضوح الاستراتيجي الذي سيؤثر سلباً على تماسك الحكومة إزاء موقف موحد تجاه المحادثات مع سوريا.
• في حالة صعود تحالف ليفني – باراك فإن المحادثات ستستمر وستحاول ليفني التركيز على تطبيق شروطها التي سبق أن أعلنت كأساس للمفاوضات.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...