لبنان: هدوء ومراوحة وموعد مفتوح في الجلسة الـ٦ لإقرار البيان الوزاري

24-07-2008

لبنان: هدوء ومراوحة وموعد مفتوح في الجلسة الـ٦ لإقرار البيان الوزاري

لا فرصة جدية لإقرار البيان الوزاري في اللجنة الوزارية ومن ثم في مجلس الوزراء قبل السبت المقبل. النتيجة أن القمة اللبنانية السورية المقررة مبدئيا السبت، باتت مؤجلة الى موعد آخر يتفق عليه الرئيسان بشار الأسد وميشال سليمان.
وإذا صحت تقديرات أحد أعضاء لجنة البيان الوزاري، فإن الصياغة لن تنجز قبل نهاية الأسبوع الحالي، ما يعني أن مجلس الوزراء لن يدعى لإقرار البيان قبل الأسبوع المقبل، ويكون موعد القمة قد أصبح مثل البيان الوزاري غير محكوم بسقف زمني محدد.
هل يعني ذلك أن ثمة تعقيدات كبيرة تواجه عمل اللجنة الوزارية، وأن هناك حاجة الى تدخل من المرجعيات الأساسية داخليا أو من بعض الجهات الخارجية كما حصل مع موضوع التأليف الحكومي؟
منذ الاجتماع الأول حتى الاجتماع السادس، عصر أمس، »ظلت مناخات لجنة الصياغة، هادئة وجدية ورصينة ولم تصل الأمور في أي يوم من الأيام الى حد الانفعال. هناك صيغ وأفكار ومقترحات تقدم من هنا وهناك. البعض يطلب مهلة، ثم يأتي بالجواب في اليوم التالي« على حد تعبير أحد أعضاء اللجنة.
المعضلة التي تواجه عمل اللجنة، وخاصة بعد اجتماع أمس، باتت تتمثل في حالة المراوحة التي تواجهها لدى مقاربتها ما أسماه وزير الإعلام طارق متري »الخيارات الوطنية«، وهي تشمل قضايا السيادة الوطنية والمقاومة لإسرائيل والعلاقة مع سوريا والأمن الوطني والسلاح الفلسطيني، وكلها عناوين، يصح القول عنها إنها تلامس قضايا الانقسام الوطني المشرع الأبواب منذ ثلاث سنوات حتى الآن.
انطلاقا من هنا، جاءت صرخة رئيس المجلس النيابي نبيه بري من أمام القصر الجمهوري، مخاطبا لجنة الصياغة المجتمعة في السرايا الكبيرة »أنتم لستم لجنة حوار أبداً. انتم لجنة صياغة بيان تنطلق منه الحكومة أمام المجلس النيابي، فلماذا حرق المراحل؟ وهل تحولت لجنة البيان
الوزاري الى لجنة حوار؟ دعوا ما للرئيس للرئيس، واتركوا هذه الامور له. وإلا لا اعلم اذا كان مطلوبا اليوم حل كل هذه الامور التي هي موضع تباين وبالتالي هل لم يعد من ضرورة لطاولة الحوار؟«.
وجاء موقف الرئيس بري مكملا لموقف رئيس الجمهورية الذي اشترط إنجاز البيان الوزاري قبل لقاء نظيره السوري بشار الأسد، وبينما اعتقد البعض أنه بموقفه هذا إنما يحاول إيجاد قوة دفع، فإن البعض الآخر، اعتــــبر أن رئيس الجمهورية، قدم مادة دسمة لفريق ١٤ آذار من أجل محاول تأجيل القمة والتشـــويش عليها، خاصة أن عمل اللجنة الوزارية ترافق مع مواقف صبت في خانة التشويش.
ونقل زوار رئيس الجمهورية عنه أنه يريد لعهده أن ينطلق وللحكومة أن تبدأ العمل ولزيارته لسوريا أن تكون تاريخية بكل معنى الكلمة وأن تشهد اختراقات بالجملة والمفرق، بما في ذلك، في ملف المفقودين، لتلتئم في النصف الأول من شهر آب المقبل، هيئة الحوار الوطني، في القصر الجمهوري، بحضور الـ١٤ الذين شاركوا في الحوارات السابقة، ولكن هذه المرة على أساس جدول أعمال يتضمن نقطة واحدة هي الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان..
ولعل المفاجأة، في هذا السياق، تكمن في الورشة التي تشهدها دوائر القصر الجمهوري، على صعيد التحضير لملفات الحوار، وخاصة تصور رئيس الجمهورية للاستراتيجية الدفاعية الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الصياغة النهائية!
أما رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي أعاد تثبيت »لقاء الأربعاء« الأسبوعي مع رئيس الجمهورية، فقد كان واضحا في الموقف الذي أعلنه من القصر الجمهوري، أمس، بأن الاستراتيجية الدفاعية، ستشكل الموضوع الاساسي لطاولة الحوار، »فإذا كان هذا الموضوع الاساسي ولا احد يعارضه، فالمقاومة مستعدة لأن تكون جزءا من الاستراتيجية الدفاعية وليست كل الاستراتيجية الدفاعية. وإني اعلن هذا الامر باسم المقاومة من هنا، فلماذا نحن نريد خلق مشكلة«، داعيا الى الاستفادة من مناخات الثقة التي تولدت بعد عملية تبادل الأسرى وعدم التفريط بها.
وبات واضحا أن الرئيس بري يريد الانتقال من البيان الوزاري الى إقرار التقسيمات الانتخابية، حتى يشرع أبواب المجلس أمام ورشة حقيقية تشمل الإصلاحات الأخرى الواجب إدخالها على القانون الانتخابي، بالإضافة الى عدد كبير من مشاريع واقتراحات القوانين التي ستحول اللجان والهيئة العامة الى خلية نحل لا تهدأ يوميا.
وكان ملاحظا، أن وزير الإعلام طارق متري، في البيان الذي تلاه، كان يرد على الرئيس بري حيث قدم بعد انتهاء الاجتماع السادس، ثلاث ملاحظات، الأولى أن اللجنة مكلفة صياغة مشروع بيان وزاري ولا تلعب دورا غير الدور الذي أنيط بها في مجلس الوزراء. الملاحظة الثانية، أن لا فرق بين أعضاء اللجنة وهم يعملون معا بنفس الجدية والسرعة وليس هناك بين أعضائها من هو بطيء كالسلحفاة ومن هو يسرع كالأرنب. الملاحظة الثالثة أننا »نتحدث في مسائل أسميتها خيارات وطنية تتعدى هذه المسألة (سلاح »حزب الله«)«.
وأوضح متري أن النص الخاص بالعلاقات اللبنانية السورية »اتفق عليه أعضاء اللجنة جميعا وهو لا يشترط ترسيم الحدود من أجل إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين«.
يذكر أن اللجنة اتفقت على عقد اجتماع سابع، عصر اليوم، في السرايا الكبيرة.
وفيما نقل زوار رئيس »اللقاء الديموقراطي« النائب وليد جنبلاط عنه دعوته الى التسريع في إنجاز البيان، وتأجيل القضايا الخلافية وشطبها لتصبح جزءا من جدول أعمال الحوار الوطني، باستثناء التمسك بمرجعية اتفاق الطائف واتفاقية الهدنة، أكد رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري بعد جولة له شملت المطرانين بولس مطر والياس عودة أن العمل جار لانجاز البيان الوزاري، وأمل ان لا تكون هناك مشكلة في صياغته، داعيا الجميع للعمل »قدر المستطاع، وأن لا يكبروا الحجر بالنسبة للبيان الوزاري، وإن شاء الله سيعمل الوزراء على إنجاز هذا البيان ويتفقون عليه بأسرع وقت ممكن«.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...