كومبارس...بالإكراه

28-02-2010

كومبارس...بالإكراه

يتداول الوسط التلفزيوني السوري أخبار واقعة تحولت إلى طرفة بعد مرور بضعة أيام على وقوعها، فقد تناقلت وسائل إعلام مختلفة أن مخرجاً ينتمي إلى هذا الوسط قام أخيراً بدعوة حوالى مئة صحافي بهدف تغطية وقائع المؤتمر الذي قرر أن يعقده بمناسبة تصوير مسلسله الجديد. وبحسب مصدر مقرب من المخرج نفسه، قام مسؤول المكتب الصحافي بعمله في توجيه الدعوات وتجميع المدعوين في المكان الخاص بإطلاق وقائع المؤتمر، ليفاجأ الجميع بأن المؤتمر يجرى الإعداد له في مكان آخر. وهكذا ما بين وجوم وتململ واستفسار، انتقل المدعوون على مضض إلى المكان الجديد. وهناك قام المخرج بإعطاء التعليمات اللازمة لهم، بأن يتصرفوا على سجيتهم، كما لو أنهم صحافيون، فيما يقوم نجم ونجمة سوريان بأداء شخصيتيهما الحقيقيتين، لأن المسلسل يتطلب ذلك. وقد تبين بعد دقائق من دوران الكاميرا أن المخرج كان بحاجة إلى «مجاميع صحافية حقيقية» لهذا المشهد، فما كان منه إلا أن لجأ إلى الحيلة المذكورة.
مطلعون على الواقعة قالوا إن المشهد الخاص الذي كان يصوره المخرج كان يتطلب وجود عدد كبير من الصحافيين بالفعل. وهكذا ما بين شعور بالصدمة والاستياء، آثر البعض الاستسلام لفكرة المشاركة في تصوير المشهد مرغمين. فقد وجدوا أنفسهم بعيدين من أماكن عملهم، وفي منطقة شبه معزولة. من كان يمتلك وسيلة نقل خاصة به انسحب هو والمقربون منه على عجل بعدما ابدوا انزعاجهم، ومن لم يمتلك هذه «الوسيلة السحرية في الانصراف العاجل» بقي في مكانه مرغماً لحين الانتهاء من تصوير المشهد التلفزيوني «الضخم».
بالطبع، حاول المخرج لاحقاً الالتفاف على الحادثة بقوله إن ما حدث في الواقع «لا يتعدى تكريم النجمين، وهو الأمر الذي تطلب وجود هذا العدد الكبير من الصحافيين». بعض الظرفاء، وهم كثر عموماً علقوا على تبريرات المخرج، بأنه انما يتعدى حدود صلاحياته الموكلة إليه، فالتكريم يتم عادة من جهات رسمية، وإذا ما قرر أحد بصفته الشخصية تكريم مجموعة أشخاص، فإن هذا يتم بدعوة خاصة لا يمكن فيها «جلب» عدد كبير من الصحافيين ليشهدوا رغماً عنهم على هذا التكريم، وليجدوا أنفسهم مجرد «كومبارسات» في حفل لم يكن معداً لهم في كل الأحوال.
الموضوع لن ينتهي عند هذا الحد، كما قال بعض المدعوين، فمن المتوقع أن تكر تباعاً سلسلة من الكتابات المنددة بـ «التصرف غير الأخلاقي وغير المهني»، هذا إذا ما أضفنا أن بعض المتضررين قرروا مقاطعة المخرج ومؤتمراته الصحافية نهائياً، فقد كان «حرياً به اطلاعنا على حقيقة الموضوع ومن كان يريد المشاركة في تصوير المشهد المذكور، فله حرية ذلك، ومن لم يرد، فليس عليه أن يتحول إلى كومبارس بإشارة من يده».
قد تنتهي الأمور عند هذا الحد، ولكن قد يكون مفيداً العمل، كما يقول بعض المدعوين،على وجود قوانين تحظر تصوير الأشخاص بالإكراه، وهي قوانين سارية المفعول في أمكنة كثيرة.

 

فجر يعقوب

المصدر:  الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...