قلق دنماركي من استمرار المقاطعة بسبب الرسوم المسيئة

15-04-2008

قلق دنماركي من استمرار المقاطعة بسبب الرسوم المسيئة

قال وزير الخارجية الدنماركي بير ستيج مولر، أمس، إن مقاطعة المنتجات الدنماركية في الشرق الأوسط رداً على إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في الصحف الدنماركية ستطول وقد تنجم عنها خسائر لا تعوض. وأوضح مولر في تصريح لصحيفة “بورسين” المالية الدنماركية أن المقاطعة ستكون إلى أمد بعيد، ويمكن أن تؤدي إلى خسائر دائمة.

وأوضح أن “المقاطعة (هذه المرة) جاءت من المستهلكين. وهي ليست مقاطعة سياسية كما شعرنا في المرة السابقة (2006) وهذا أمر يمكن أن يتسع نطاقه”.  

المصدر: أ ف ب

التعليقات

في كوبنهاغن لم تكن فوبيا الغرباء منتشرة , فهذا البلد الإسكندنافي و على عكس ما يعتقده الكثيرون لا يتصف بالمشاعر الفوقية التي يفرضها اللإرتقاء في سلم الحضارة. بل على العكس . ينعكس هذا الإرتقاء على علاقة الدينماركيين مع الغرباء و التي تتصف ببساطة شديدة حتى قد يعتقدها سيئوا النية سذاجة. منذ احداث أيلول و العالم يعيش عنف فرض على الكثيرين عنوة. فرضت قضية افسلام الإرهابي نفسها على العالم حتى في مراحل قبل الحادي عشر من أيلول عندما اعدمت طالبان موقعاً دينياً بوذياً بالكامل عن بكرة أبيه. في الدينمارك أزمة عميقة لأن الدينماركين و إن كانوا لا يمتلكون ميولاً عدوانية مسبقة تجاه المسلمين فإنهم في نفس الوقت لا يمتلكون نظاماً موازياً للنظام القضائي كان يمكن أن يساهم في انهاء الأزمة. فمثلاً في أي دولة في الشرق الأوسط ,تملك مختلف اجهزة الدولة حق التصرف التلقائي تجاه ما يمكن أن تعتقده مخالف لمصالح الدولة. و لا أقصد هنا قوانين الطوارئ السائدة بقدر ما أقصد الذهنية المكرسة عن حقوق السلطة و علاقتها بالفرد. فقد يكفي أن تتدخل جهة حكومية لمنع كتاب او مقال او موقف أو صحيفة يمكن افعتقاد أنها قد تؤدي الى بلبلة . في الدينمارك المشكلة هي ان هذا الشكل من السلطة غير موجود. و بالتالي لا وجود للهيئة التي تمتلك الحق بمعاقبة ناشري الرسوم المسيئة للرسول. يحتاج الموضوع الى استصدار قانون. و هذا القانون يخص الشعب الدينماركي - غير المسلم أصلاً- و على خلفيات مثل هذا القانون ستتداعى جملة قوانين و ردود أفعال متصلة بماهية الحريات و حدودها و ما الى ذلك. و هذا موضوع شائك جداً. و ثمة حقيقة موازية دائماً أتطرق لها و هي صعود الشركات و ارتقائها في هرم المجتمع المعاصر فوق الدولة و مؤسساتها و هذا معناه أن تأذي الشركات سيدفع بها الى حدود تحريك مكنات حكومية و شعبية قد تؤدي الى استصدار قوانين قد تؤذي أو تضيق حريات الشعب الدينماركي و لكنها تخدم اقتصاد الدولة. إنها حقيقة فالشركات أسرع في اتخاذ القرارات لأنه من السهل أن تحدد الربح و الخسارة في الإقتصاد من خلال الأرقام فقط. أما المسائل الإنسانية فيصعب الفصل و البت فيها لأن المرابح و الخسائر موزع على الخلايا التي تدخل في تركيب بناء الإنسان و إنسانيته مما يجعل البت فيها مسألة أكثر تعقيداً. الملفت هو ان الدينمارك في مسألة الرسوم وقعت ضحية للدول الإستعمارية. فالدينمارك لم تكن تعي حقيقة اتسجرارها الى الحرب الأمريكية على الإرهاب و بشكل أدق حرب الشركات العابرة للقارات ضد كل أشكال الإستقلال الإنساني. لا يجب ان تكون هناك دولاً مستقلة. يجب أن يكون الهلع و الإضطراب هو محرك الدول في قراراتها و قراءاتها السياسية. حتى يتم تبرير هذا العنف العالمي. إن السفالة قدمت من الدول الأوروبية التي تملك تاريخاً مشتركاً سياسيا و اقتصاديا مع العرب و المسلمين. ألمانيا و فرنسا و من حذا حذوهما في نشر الرسوم. حيث مارست هذه الدول عنف ينم عن حقد و استعلاء و سادية ضد الشعوب المصنفة أدنى في سلم التطور. و رغم ان هذه المفردات لا مكان لها في قاموس الإقتصاد إلا أنها فاعلة في المستوى الإجتماعي و هي إحدى آلات الإستعمار الجديد. لا أتفق مع الإسلاميين في تغاضيهم عن حقيقة أنهم بشكل أو بآخر دعموا نموذج العنف الإسلامي و برروه خارج حدود المنطق الإسلامي نفسه. و هذا ينم عن بربرية . فسكوت مسلمي العالم عن تحطيم طالبان للرموز الدينية البوذية كان ينطوي على قلة أخلاق كبيرة. و التفكير بغزو اسلامي مضاد لأوروبا لا يقل عنفاً عن الغزوات الأوروبية تجاه بلادنا. و الصمت عن نماذج العنف الذي تمثله الجماعات المتشددة يدل عن تفكك في العقيدة و البنية المؤسساتية. بحيث تتحول المسيرات و المظاهرات الى شكل من أشكال ردود الأفعال و ليس كموقف يؤسس لقراءة واعية تعبر عن تصور كوني لموقع الإسلام من الآخر و دوره في العالم. عندما هاجم المسلمون السفارة الدينماركية لم أجد في هذا ظلماً لأن الظلم الذي وقع على الإسلام كان أشد . و لكن هذا لا يعفي**(بعض)** المسلمين انفسهم من حقيقة إساءتهم الشديدة للإسلام من خلال تحويله من دين رحمان رحيم الى دين منتقم جبار.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...