قصف إسرائيلي لئيم يقطع شريان بيروت ـ دمشق

30-07-2006

قصف إسرائيلي لئيم يقطع شريان بيروت ـ دمشق

الجمل ـ المصنع ـ حسان عمر القالش:  بينما كان الأمين العام للحزب الله حسن نصر الله يوجه كلمة متلفزة الى الأمة العربية ، مساء أمس السبت كانت الطائرات الإسرائيلية الحربية  توجه ضربة جوية لئيمة إلى منطقة المصنع عند الحدود اللبنانية ـ السورية ، وتحديداً على بعد كيلومتر واحد من الحدود مع سوريا لينقطع تماماً طريق  بيروت ـ دمشق، ولم تسفر الضربات عن وقوع إصابات سوى سائق سوري أصيب بجروح بالرأس، جرى إسعافه من قبل الهلال الأحمر السوري، وانقطعت الكهرباء عن تلك المنطقة فيما توقفت حركة السيارات تماماً في الاتجاهين لتقتصر الحركة على بعض العابرين سيراً على الأقدام ،  وذكرت المصادر الامنية والشهود ان الطريق بين مكاتب ادارة الهجرة اللبنانية والسورية اصابته ثلاث ضربات جوية اسرائيلية لكن على الجانب اللبناني من الحدود. وعاد وتجدد القصف مرة أخرى عند منتصف الليل. وما بين القصف الأول والثاني قامت الجمل بجولة سريعة الى المنطقة، بدأت عند الساعة التاسعة والنصف ليلا, ومن هناك كتب مراسها :
 مشينا بسرعة 60 ميل فسيارتنا لم تكن تقوى على صد الرياح التي زارت سوريا اليوم وكأنها هاربة من يوم شتوي من أيام كوانين, تجاوزتنا على الطريق قبل أن نقطع مدخل "الديماس" سيارة اسعاف حديثة تحمل لوحات حكومية فتبعثرت في ذهننا الأسئلة والتفاسير والسيناريوهات لما يمكن أن نلقى هناك, وكان الأمل مع هذا يخالف منطق الواقع ويكبر. بعد مفرق "الزبداني" سكت هدير السيارات وخلى طريقنا من أي عابر.
 واصلنا التقدم وكانت الجبال التي تستقبل المسافرين على جنبات الطريق قبل الوصول الى نقطة الحدود تبدو في ذاك الصمت الآسر وكأنها تحبس الأنفاس بانتظار القادم لتسجيل صفحة تاريخ جديدة تمر بها, والنجوم من فوقها بدت وكأنها حطّت في مكانها بلا هدى وأعينها تترقب الآتي من بين جنباتها.
مع اقترابنا من هنكار الجمارك السوري لاحت المنطقة هناك والتي لا تعرف في قاموس يومياتها كلمة الهدوء ساكنة وخالية من أي حركة, قالوا لنا هناك أن الحركة قد توقفت نهائيا, ولاحظنا استنفارا وتأهبا بين ضباط الجمارك الذين أخذوا يتلقون الهواتف وينتحون بأجهزتها جانبا, ومن ثم يصدرون الأوامر الى أفرادهم.
أكملنا باتجاه منطقة القصف واجتزنا حاجز الأمن العام السوري, نحو الموقع الذي تعرض  لقصف العدو قبل ساعات ثلاث.وكانت أمامنا سيارة "غولف" لبنانية وصلنا معها الى النقطة التي لن تستطيع السيارات بعدها اكمال رحلتها من والى لبنان, ترجلنا من السيارة  نحو الشابين والفتاة الذين نزلوا من سيارتهم, حمل أحدهم حقيبة سفره الصغيرة وأمسك بيد الفتاة وأكملا سيرا على الأقدام باتجاه لبنان, ولم تنفع دعوتنا لهم بالعودة الى سوريا والبقاء في أمان بتغيير رأيهم, فهم كانوا كما قالوا قد وصلوا للتو من مطار دمشق ولبنان في عيونهم. وأقفل الشاب الآخر عائدا بسيارته باتجاه دمشق.
مشينا الى الحفرة المهولة التي أحدثها القصف الصاروخي, كانت بعمق أكثر من خمسة أمتار, وقد احتلت مساحة كبيرة غطت وجهتي الأوتستراد الدولي, و أهرام من الركام المخلوط من الاسفلت وقطع اسمنتية كانت قبل قليل تفصل وجهة الذهاب عن الاياب لهذا الطريق, ورغم انقطاع التيار الكهربائي هناك وتخييم العتمة علينا التقطنا صورة للحفرة, ورأينا رجال من الأمن العام اللبناني مالبثوا أن غادروا وبقينا وحدنا فوق تلة الركام, بعد أن انتهينا استدرت لأرجع الى السيارة واذ بي أتعثر بصخرة اسمنية وأقع على وجهي ليجرح ساعدي الأيمن.
لا شك أنه وخلال هذه الرحلة السريعة لم تخلوا من خطر الى نقطة تقع على حافة لبنان على حافة الحرب, وصلنا الى السيارة وتفاجئنا برجل يمشي ومعه حقيبة سفر, طلب منا ايصاله الى الحدود السورية, كان سوريا من درعا اسمه أحمد يعمل في بيروت عند طريق المطار, قرر العودة الى البلاد وأثناء سفره وعندما كان في "المصنع" حدث القصف, وأضاءت السماء كما قال, وبقي عالقا هناك مدة ساعتين الى أن قرر العبور مشيا على قدميه.


الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...