قبعة ميتيران.. رواية توشك أن تكون رسوماً كاريكاتورية

29-02-2012

قبعة ميتيران.. رواية توشك أن تكون رسوماً كاريكاتورية

تبدأ القصة في شهر تشرين الثاني من عام 1986, عندما يقرر السيد دانييل ميرسييه, والذي يعمل محاسباً, أن يتناول طبقاً من الثمار البحرية في حانة باريسية ضخمة, وبينما هو يتلذذ بطعامه هذا, يجلس الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتيران على الطاولة المجاورة مصطحباً معه رولان دوما, وميشيل شاراس السمين والقصير بنظاراته وشعره المجعد.

بعد ساعتين يغادر الرئيس الحانة لكنه ينسى قبعته, هنا يستولي دانييل على هذا «الإكسسوار» البسيط الذي نقش عليه حرفا (إف, إم) بخيوط من ذهب, وهو الأمر الذي سيغير حياته مباشرة, إلا أن هذه القبعة الشهيرة لا تلبث أن تضيع من بطل قصتنا, وكذلك تشهد السيدة التي تحصل عليها فيما بعد, فاني ماركان, تغيراً كبيراً بحياتها بطريقة طالما تمنتها منذ زمن بعيد. ‏

تنتقل «قبعة ميتيران» من رأس لآخر, فمن مركب العطور الذي يعيش أزمة إبداع (إلهامي) إلى البرجوازي الكبير الذي يصبح يسارياً. وتعطي هذه القبعة لهؤلاء الملاكين الأزليين ضماناً لم يسبق له مثيل, من دون أن تصب هذه الرواية في الخيال (الفانتازيا) أو حتى الغرابة. ‏

«قبعة ميتيران» هي الرواية الرابعة للكاتب أنطوان لوران , وهي رواية مذهلة توصل من خلالها للجمع بين سيناريو كتب بإتقان ملحوظ, وبين الآثار الرمزية لأعوام الثمانينيات. صحيح أن الصيغة الكلية للرواية بسيطة, ولكن لا شيء يمنعنا من أن نرفع لها القبعة. ‏

تأثر السيد دومنيك ليجير, وهو عضو لجنة التحكيم بمسابقة جائزة قراء مجلة (لكسبرس) بحس الفكاهة لدى كاتب الرواية, فبعد مضي ثلاثة عقود على أوجه السياسي, تترسخ في أذهاننا صورة الرئيس الاشتراكي, وقد احتفظ أنطوان بتلك القبعة لكي يروي لنا من خلالها قصة مثيرة من خلال مكره وخياله الخصب. ‏

إن هذه القبعة المحلقة من رأس لآخر, لتصنع من مرتديها أعجوبة كبرى, لا بل حتى إنسانا ذا مكر واحتيال, كما يتحول الكاتب إلى الأسلوب الساخر عندما ترسو القبعة في صلب المجتمع الباريسي, هذا التفصيل الدقيق مع غيره الكثير يغرق القارئ في أيام الثمانينيات, مضيفاً لمسة حنين إلى «قبعة ميتيران» وهي رواية فكاهية, توشك أن تكون كاريكاتورية. ‏

عن مجلة: لكسبرس ‏

ترجمة: وئام الجراد‏- تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...